نحن أمام كارثة حتمية ستطال حرج بيروت ومنها خطر الحريق، وقد تخسر بيروت الحرج»، هذا هو لسان حال روّاد حرج بيروت الذين يدخلون إليه لممارسة الرياضة، فقد تلقّت «اللواء» شكاوى عديدة تتحدث عن إهمال كبير لمرافق الحرج حتى أصبح العشب اليابس بطول مترين، والأوساخ متراكمة كالتلال، والحراسة غائبة، والعناصر غير متواجدين، والناس ومعهم اللصوص يدخلون من ثغرات الأسوار دون إذن ولا رقيب، والشرفات لم توفّر أعمدة الإنارة، وعلب الكهرباء وسط غياب تام لأعمال الصيانة والنظافة وحركة العمّال.. والكل يسأل أين بلدية بيروت مما يحصل؟
»اللواء» عاينت الواقع ووثقت المشهد واستمعت إلى الشكاوى، وعادت بالآتي:
يُعد حرج بيروت البقعة الخضراء الأكبر مساحة في العاصمة، وهو تعرّض الاعتداءات من قِبل العدو الإسرائيلي إبان الاجتياح عام 1982، وكان شاهداً على بشاعة الحرب اللبنانية، كونه كان خط تماس، وحين وضعت الحروب أوزارها أنصبَّ الاهتمام لإعادة تأهيل الحرج لأنه معلم يختزن ذاكرة البيارتة، فأُطلِقَتْ حملة لتشجيره وتأهيله، بالتعاون مع الدول الصديقة والمنظّمات، وفي مقدمها «إيل دو فرانس»، في مسيرة مستمرة منذ 30 سنة حيث بلغ منذ فترة سابقة مستوى لائقاً، ومع الدعوات لإعادة افتتاحه، جرى وضع جزء منه يُعرفه العموم، وشهد أنشطة ثقافية متعدّدة وزيارة السفراء والشخصيات، واصبح محطة بيئية لفحص نوعية الهواء، ومؤخّراً دخل في دهاليز الإهمال متعدّدة الأسباب.
فبلدية بيروت عاجزة عن صيانته بسبب غياب عقود التلزيم وارتفاع سعر صرف الدولار والاعتماد علی السلف المالية تحت العشرين مليون، وهو خيار لا يؤدّي الهدف منه، لأنّ قيمة السلف ضئيلة أمام سعر الصرف والأهم هناك تبادل للاتهامات بالسرقة في كيفية صرف السلف وهي محط تساؤلات.
هذا من جهة الصيانة، أما من جهة الحراسة والأمن، وباعتراف أهل البلدية، فإن مساحة الحرج لا يُمكن تغطيتها، وأن الثغرات من الدرابزين واللصوص لم يوفّروا علب الكهرباء، وأصبح الدخول غير منظم.
أما الرواد فلهم رأي آخر، فهم يشتكون من الغياب التام لعناصر فوج الحرس، الذين يقتصر الأمر على واحد أو اثنين، منهم إنْ وجدوا وسط لامبالاة، حيث نقل أحد الزوّار لـ»اللواء» سؤالاً إلى عنصر بلدي عن هذا الإهمال والتراخي.. فأجابه: يا عمّي ثياب ما عم يشترولنا، وترقيات مافي، معاشاتنا ما بيطلعوا 200 دولار لشو بدنا نهتم؟
وبخصوص للمساحة الخضراء التي تحتوي ممرّات للمشاة، فالسؤال أين دور دائرة الحداِئق التابعة لبلدية بيروت، وأين عمليات جزّ الأعشاب اليابسة التي أضحى طولها يوازي الأشجار، وأين عمليات رفع الأوساخ المتراكمة كالتلال، وأين تصليحات الدرابزين لوقف تدفق الدخلاء من كافة الجنسيات؟
بالمحصلة لكل هذا المشاهد والتساؤلات يسأل روّاد الحرج أين المعالجات؟، ويقولون: «حرام سيكارة بتولّع الحرج»، فأين المعنيين في بلدية بيروت؟ وأين الغيورين على بيروت لرفع الصوت ولرفع الخطر عن هذا المتنفس للعائلات؟
*رئيس مجلس بلدية بيروت السابق الدكتور بلال حمد أسف لما و صل إليه حال حرج بيروت، الذي سعى الرئيس الشهيد رفيق الحريري منذ 30 سنة لإعادة تأهيله والحفاظ على أشجاره المعمّرة وزيادة عددها.
واقترح حمد بصفته رئيس جمعية كشافة المقاصد إطلاق منصة تعاون بين البلدية والجمعيات الاهلية والكشافة كم حصل في انفجار 4 اب .