استيقظتُ باكراً على صوت سيّدة جليلة «حياة النكدي»، التي تسكن في المبنى المقابل لشقتي، وهي مسؤولة في دار اليتيم الدرزي في عبيه منذ كُنت طفلة، وما زالت تذهب الى عملها باكرا، رغم تقدّمها في السن، حاملة العصا لمساعدتها في المشي، وسمعتها تطلب بصوتٍ عالٍ مسؤولٍ ومميّز بعمرها من شباب الحي: «أرجوكم أرجوكم ضعوا أي علامة على هذه الحفرة، لكي لا تسقط أي سيارة أو تتضرّر. حرام حرام أن يتأذّى الناس» .
فما كان منّي إلا أنْ أخذت صورة للحفرة من منزلي في الطابق الثالث، وأرسلتها مباشرة الى أنطوان سرياني، عضو بلدية بيروت، شارحة الأمر، وكذلك أرسلتها الى مستشار جمال عيتاني، وسيم لاذقي وطالبتهما بالمعالجة الفورية.
وفي اليوم التالي باكراً سمعتُ صوت الجرافة والحفر مع فريق عمل من البلدية، فشكرت المسؤولين على القيام بواجباتهم بسرعة يُشهد لها، وعليه رسالتي الى كل مواطن على مساحة أرض لبنان لأخذ المبادرات والتبليغ عن أن شيئاً طارئاً نراه بحاجة للإصلاح، بدل أن ننعى الدولة وكافة مؤسّساتها وأجهزتها بوتيرة تُرهِق الروح وتُحبِط الشعور بالمواطَنَة.
صحيح أننا بحاجة لإدارة رائدة في كل المجالات، لكن لنتحلى جميعا رغم الظروف المؤلمة والضاغطة بكل الاتجاهات بالإيجابية، لنتعاون قدر الإمكان لإصلاح وترميم ما يمكن ترميمه محاولين الخروج من هذه الدوامة بأقل الخسائر الممكنة.
شكراً مُجدّداً لبلدية بيروت وفريق عملها لتفهّمها وأدائها السريع ولرسالة السيدة القديرة حياة النكدي التي تعلّمنا المواطنة الحقة بإخلاصها، مع دعوتي للبلدية لإطلاق حملة إعلانية ووضع خط ساخن يستطيع أي مواطن التبليغ عن أي أمر، مُدركين أهمية التكاتف للنهوض بالمدينة والوطن بمحبة ووعي لخطورة الوضع الذي يمر به بلدنا.