نجح محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود في معالجة وحل المشكلة التي واجهتها بعض مصالح ودوائر بلدية بيروت، والتي تعتمد في عملها على البرامج المربوطة بالكمبيوتر الرئيسي في دائرة المكننة، والتي واجه فيها المحافظ عبود ومعه المعنيين تمرّداً من المحلّلة (س.ب)، التي تملك كلمة العبور (PASSWORD) إلى قاعدة البيانات المرتبطة بدوائر البلدية، بعدما تعطّل العمل في المصلحة المالية، والتي لم يتمكن فيها المواطن من الدفع والاستحصال على الإيصالات للرسوم المدفوعة بالإضافة الى تعطل عمل الأرشفة والتدقيق.
»اللـواء» واكبت الاجراءات المتّخذة من قبل المحافظ عبود، وبعد ورود اتصالات عديدة مستفسرة، تنشر القصة الكاملة للبلبلة التي عاشتها بلدية بيروت، نتيجة تعطّل العمل في دوائرها والاجراءات التي اتخذها المحافظ عبود، والتي اتسمت بالحزم والحكمة، ولاقت ارتياحا في أوساط الموظفين، وأفضت إلى معالجة المشكلة جذرياً لتأكيد أنّ لا أحد يمكنه وقف مسيرة عمل الدوائر البلدية.
وفي التفاصيل، إن المشكلة بدأت إثر وقوع انفجار المرفأ، وتضرّر المبنى الذي يضم دائرة المكننة، ولدى تفقد الاضرار تبين ان ضررا طال الاجهزة، وأن الاضرار اقتصرت على باب غرفة الحاسوب الرئيسي، يقتضي تصليحه مع وجود اضرار طفيفة في بعض الاجهزة، وعلى الاثر طلب المحافظ عبود إعادة تشغيل البرامج وصرف سلفة مالية عالجة لإصلاح الاضرار، ليتفاجأ أن الدائرة لا رئيس لها، وأن المحلّلة (س.ب) هي الوحيدة التي تملك كلمة العبور والتشغيل ولم تستجب وتحضر، ولم تتعاون في إعادة تشغيل الاجهزة، ما استدعى نزوله شخصياً الى دائرة المكننة، بعد تبلغه بأنّ المواطنين المراجعين يحضرون لإجراء معاملاتهم منذ اكثر من اسبوع، ولا يتمكنون من إنجازها، حيث طلب حضور الموظفين في دائرة المكننة وقام بتوبيخ المحلّلة وأحالها الى التحقيق والطلب منها تزويد المعنيين بمفتاح الولوج الى النظام، إلا أنها رمت لهم بقصاصة ورق عليها جزء من المعلومات، رغم وجود المفتش العام الاداري في التفتيش المركزي مخايل فياض، برفقة خبير في المعلوماتية، وقامت المحلّلة بالمغادرة لتبدأ رحلة التحدّي، حيث قام المحافظ عبود باستقدام الشركة التي ركّبت الاجهزة والشركة التي تتولى الصيانة، وقد نجح الخبراء في الولوج الى النظام وإعادة تشغيل البرامج وربطها بالدوائر المختصة ما مكّنها في معاودة العمل وخدم المواطنين.
إجراءات المحافظ عبود لم تقتصر على إعادة التشغيل بل شملت تدابير إدارية لكف يد المحلّلة المذكورة، فكون رئاسة الدائرة شاغرة منذ زمن طويل بمغادرة رئيسها فرح الغضبان (المهاجر) إلا أنه لم يتم تعيين بديل، وجرى في فترة سابقة تعيين موظفين بالتكليف لتسيير الدائرة، الا ان المفاجئ انه في فترة سابقة تم نقلهم الى دوائر بلدية اخرى، وهو ما تنبّه له المحافظ عبود خلال هذه المشكلة القائمة، فقام بإصدار قرارات بإعادتهم الى دائرة المكننة، حيث اصدر مذكرة ادارية حملت الرقم 12121 كلّف فيها المهندس عدنان الحصري بمهام رئيس الاستثمار في دائرة المكننة بالاضافة الى عمله الاساسي.
كما اصدر مذكرة ادارية اخرى اعاد فيها الموظفين الآتية اسماؤهم الى دائرة المكننة وهم: مروان حسامي (رئيس فرع التخطيط الآلي)، اسامة العشي (مساعد اخصائي)، راكيل بعقليني (مدخل معلومات)، المراقب محمد يموت (ملحق بالدائرة).
أوساط بلدية علّقت على الاجراءات المتخذة فاعتبرت أنها شكلت تحدياً للمحافظ عبود الذي نجح في اعادة تصويب الامور رغم الضغوط التي يتحملها ومنها تداعيات انفجار المرفأ، وتأكيده ان الامور ادارية بحت لا مجال فيهت لأي توصية لأي موظف بلدي يحجم عن ادائه لمهامه خدمة لبيروت واهلها وسكانها، وهو ما لاقى اريتاحاً في اوساط الموظفين الذي اثنوا على صوابية الاجراءات، آملين ان تنسحب مستقبلاً على دوائر ومصالح اخرى لسد الشغور وإعادة تفعيل عملها.