بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تشرين الثاني 2020 12:00ص كرامة بيروت بالحفاظ على نظافتها

حجم الخط
ذهبت للتنزه على الكورنيش البحري نهار الجمعة في 30 تشرين الأول، والذي يعتبره الأجانب أجمل من نابولي، وكان في جنوب فرنسا، وغيرها من المناطق في أرقى دول العالم، وإذ بي أتفاجأ بالكم الهائل من قناني البلاستيك وغيرها من النفايات التي ما زالت مرمية ومكدسة بالرغم من إبلاغ البلدية بالأمر عدة مرات قرب شاطىء الريفييرا والذي يعتبر معلما من معالم السياحة، وصولا الى آخر عين المريسة، وكون الأسبوع القادم شتاء وخوفا من حصول كارثة بيئية ستؤدي الى أن ينتهي الأمر بكل هذه النفايات الى البحر، بدأت بإتصالات عديدة لطلب المساعدة في إقامة حملة تنظيف نطلق فيها معنى المواطنة الحقّة التي تحتّم على كل لبناني حماية كرامة عاصمته بالحفاظ على نظافتها.
النائب السابقة بولا يعقوبيان وبخلال ساعة، وبالرغم من إنشغال «حملة دفى» بمساعدة المنطقة المنكوبة بعد إنفجار المرفأ، أخذت القرار بتنبي الموضوع، وإطلاق حملة دعت فيها كل المواطنين وبسرعة للمشاركة، في ظل غياب أي مبادرة رسمية وتقاعص المسؤولين عن إيجاد حلول جذرية لهذا الأمر. كما أمنّت «حملة دفى» المعدات اللازمة للتنظيف من أكياس لجمع النفايات وكفوف ومياه وماسكات وغيرها. 

كذلك لبّى النداء العديد من اعضاء المجتمع المدني والأصدقاء، وفنانون من دار شيبان وجمعية كشاف المشاريع حيث ساهموا بالتنظيف وأحضروا معداتهم رافضين ذلّ بيروت، فرحين بجمع شمل أبناء الوطن الواحد للنهوض بالعاصمة وسمعتها. 

بدأت الحملة بالنشيد الوطني اللبناني مؤكدين فيه على وحدة أبناء العائلة اللبنانية الواحدة، وقرارها بالنهوض بمدينتها مجددا وإعادتها الى الحياة، الى بيروت المحبة، الثقافة، التضامن، الأصالة والإبداع.

وقد تمّت إزالة جزء كبير من هذه النفايات وكان جميع المتنزهين على الكورنيش يمرونّ فرحين ويشكرون هذه المبادرة ويمدّون يدّ العون، وما زال أمامنا عمل كبير لإكمال إزالة ما تبقى، وعليه نعد أهلنا في العاصمة بأنّ حملاتنا ستتابع على صعيد أحياء بيروت في المستقبل التي ستنهض فقط بأيدي أبنائها. 

وكما تغنى شعراء العرب ببيروت نقول: «بيروت خيمتنا ونجمتنا الوحيدة» و«ست الدنيا» كانت وستبقى.