الحادثة المؤلمة
والتي وقعت مؤخراً في ساحة عبد الحميد كرامي ( ساحة النور) وأودت بحياة الشاب أحمد
شعبان وهو من سكان حارة التنك في منطقة الميناء على خلفية اشكال وقع بينه وبين عدد
من الشبان بسبب بسطة، فان الأصوات بدأت ترتفع عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي
تدعو الى فتح ساحة النور بعدما لم يعد هناك من أنشطة تتطلب اقفالها، بل هي باتت
فقط مرتعاً للبسطات والخيم التي تعود لبيع القهوة مع ما يترافق ذلك من أمور
لاأخلاقية لا تمت لهذه المدينة بأية صلة.
هذه الأصوات والتي كانت في السابق تطالب
بفتحها بيد انها لا تجاهر برأيها باعتبار أن فتح الساحة يعني القضاء على
"الثورة" والتي انطلقت في 17 تشرين الأول واتخذت من الساحة رمزاً لها
حينما كانت التحركات الشعبية مهمة، وحينما كان الزوار من كل المناطق اللبنانية
يؤمونها لتحتضنهم الساحة والتي أضحت عروسة الثورة، طبعاً مع كل المشاكل التي
ترافقت وهذه التحركات من صرف كبير للموظفين يقابله ارتفاع في أسعار الدولار مع حجز
أموال المودعين داخل المصارف، كلها كانت سبباً رئيسياً في تحويل الثورة عن مسارها
الحقيقي بعدما بات هم المواطن أكبر بكثير من مطالبته "بالحرية والقضاء على
الفساد" وليس آخره التفشي الكبير لفيروس الكورونا والذي أدخل الهلع الى نفوس
المواطنين الذين عملوا على التزام منازلهم فاختفى الناس من الشارع لتبقى ساحة
النور لوحدها دون سواها من الساحات مقفلة من كل المسارب دون أن يكون هناك أي
محاولات من قبل القوى الأمنية لازالة الخيم والبسطات والعمل على فتحها بالرغم من
المناشدات الحثيثة والتي أطلقها ويطلقها تجار المدينة وأصحاب المؤسسات التجارية
والصناعية فيها بعدما انهارت أوضاعهم الاقتصادية بنسبة 50% جراء الأزمات المالية
و50% بسبب اقفال الساحة والذي حمل الزبائن من خارج المدينة على اختيار مناطق أخرى
يلجؤون اليها كون أزمات السير الخانقة لم تعد لتخدمهم، ولا هم يعرفون الطرقات
الفرعية ليسلكونها.
وفي الوقت الذي
كانت شبكات التواصل الاجتماعي تضج بالتسجيلات التي تؤكد على أن "فتح ساحة
النور" من المستحيلات والأمر لن يكون الا على جثث الثوار، فان الوضع اختلف
اليوم بعد جريمة القتل التي شهدتها الساحة في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع
المواطنون الذين صادف مرورهم في الشارع، وفي الوقت الذي تنتشر فيه عناصر الجيش
اللبناني والقوى الأمنية، مما يشير وبما لا يقبل الشك أن الحاجة ملحة الى فتح
الساحة وعودة الحياة الى طبيعتها في هذه النقطة مع تنظيم التحركات والتي من
المفترض عودتها فور الحد من انتشار فيروس الكورونا أو القضاء عليها، من خلال
السماح باقفال الساحة خلال عطلة الأسبوع أو حتى مساء ان كان هناك من حالات تستدعي التحرك.
الحسامي
أمين سر جمعية تجار طرابلس رئيس رابطة الجامعيين في الشمال غسان الحسامي
قال لموقعنا :"بداية أريد أن أؤكد على أنني من مؤيديّ ثورة ١٧ تشرين الأول بكافة مطالبها
المعيشيّة والإصلاحيّة والوطنية المحقّة، كذلك أفتخر أنني ممّن نزلوا يوميّاً الى
ساحة عبدالحميد كرامي لقرابة الشهرين، وممّن اعتلوا منصة الخطابة ورفعتُ الصوت
باسم جمعيّة تجَار طرابلس التي لطالما ناشدت المسؤولين برفع الظلم والغبن والحرمان
عن طرابلس والشمال وضرورة تفعيل مرافقنا المشلولة الكفيلة بانعاش قطاعيّ التنمية
الإجتماعيّة والإقتصاديّة على حدٍ سواء.أما اليوم وبعد مرور قرابة الخمسة أشهر على
قيام الثورة وإقفال مداخل ساحة عبدالحميد كرامي والتي تربط جنوب المدينة بشمالها،
وما يتقاطع معها من شوارع رئيسيّة وهامّة، فبات علينا كغيارى على مصلحة طرابلس
العليا ومن موقعنا لما نمثل من قطاع التجارة، أن نخاطب كافة المعنيّين والمسؤولين
بلغة العقل والحكمة والمنطق بأن استمراريّة إغلاق الساحة وهي الموقع الأوحد المقفل
في كل لبنان يشكل أذى بالغ الخطورة لما ينجم عنه من انهيار يُهدد مصير ووجود مئات
المحال التجاريّة والمؤسّسات والمكاتب والعيادات فضلاً عن تفاقم أزمة السير الخانقة للمدينة
ككل التي تلقي بأثقالها على صحتنا النفسيّة وهدرٍ للوقت والمال. لذلك ارتقاءً بتحملنا للمسؤوليّة ينبغي فتح السّاحة
ومداخلها أقله بدوام معلن على سبيل المثال لا الحصر من السّاعة السّادسة صباحاً
حتى السّادسة مساءً.أخيراً وليس آخراً أناشد أهلي وعائلتي الكبرى
في طرابلس، أن المدينة تحتاج أكثر من أيّ وقت مضى الى وقفة رجل واحد بوجه الصعاب
والحرمان والمخاطر المحدقة من وباء وفقر، بترجمة حسنا الإنسانيّ والوطنيّ بالتضافر
والتماسك والتكافل والتكامل، ورفع جهوزيّة البلديّات والدفاع المدنيّ والقوى
الأمنيّة لما فيه خير الإنسانيّة وطرابلس والوطن.
بارودي
من جهته رئيس
جمعية تجار شارع عزمي طلال بارودي يقول:" طبعاً أنا مع اعادة فتح ساحة النور
لما فيه الخير للتجار ولأبناء المدينة والذين يعانون من أزمات السير الخانقة،
وبرأي ان الثوار يمكنهم الاعتصام خلال الويك –آند أو حتى مساء ، وكصاحب محلات
تجارية فان غالبية زبائننا من خارج المدينة لا يقصدونها بسبب اقفال الطرقات وهم لا
يعرفون ما هي الطرقات الفرعية التي ينبغي عليهم السير بها بغية الوصول الينا،
طبعاً الأمر ينعكس سلباً علينا وعلى حركتنا التجارية".
ورداً على سؤال
يقول:"طبعاً نقف الى جانب التجار في مطالبتهم بفتح الساحة ونناشد كل السلطات
المعنية باتخاذ القرار لفتحها حتى قبل شهر رمضان المبارك وقبل موسم الأعياد ربما
يكون في ذلك خشبة خلاص للتجار والذين يهددون باقفال محلاتهم".