بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 حزيران 2020 12:00ص نفايات الأقضية تغزو أطراف طرابلس واستياء عارم ومُطالبات بمُقاضاة الفاعلين

النفايات العشوائية تنتشر على أطراف عاصمة الشمال.. مَنْ المسؤول؟! النفايات العشوائية تنتشر على أطراف عاصمة الشمال.. مَنْ المسؤول؟!
حجم الخط
حتى الساعة فإنّ مشكلة النفايات شمالاً لم تجد الحلول الجذرية لها بعد إقفال مكب عدوى، الذي انعكس سلباً على كل الأقضية الشمالية، التي »غرقت بنفاياتها»، وبدأ البحث عن أماكن بديلة لتحويلها الى مطامر، الأمر الذي أحدث ردود فعل عارمة في صفوف الأهالي والفاعليات لكل منطقة تم اختيارها نظراً إلى وجود مساحات شاسعة فيها تصلح لتحويلها الى مطامر، لكن ما حدث كان اندلاع ثورة 17 تشرين، التي حوّلت الأنظار عن هذه القضية الحياتية وبقيت النفايات في الأقضية بلا أماكن تستوعبها، بعدما امتلأت بها الشوارع سواء في المنية - الضنية أو زغرتا والكورة وكل المناطق الشمالية، التي كانت بلدياتها ترمي النفايات ضمن مكب عدوى.

إزاء هذا الواقع المرير تحوّلت الأنظار الى مدينة طرابلس، التي وصفها البعض بـ«المدينة السائبة»، حيث لا ملاحقة ولا عقاب لكل مَنْ تخوّل له نفسه رمي النفايات على أطرافها، لاسيما طريق وادي هاب المتفرّع من منطقة أبي سمراء، والذي يربط المدينة بالكورة وضهر العين، كذلك أطراف منطقة القبة، التي تربط طرابلس بأقضية المنية - الضنية، وبهذا تحوّلت أطراف المدينة الى ما يشبه »المكبّات العشوائية» والنفايات تتوزّع على جانبي الطريق بشكل مُقزّز، بحيث يلجأ المواطنون وبشكل فردي إلى رمي نفاياتهم فيها أو تقوم شركات تتقاضى الأموال على جمع النفايات من الأقضية لرميها في تلك الأماكن بهدف التخلص منها، وبلدية طرابلس من جهتها تحققت من الموضوع ورفعت الدعاوى بحق المخالفين بيد أنّ القوى الأمنية لم تبذل أي جهود في سبيل مقاضاة الفاعلين كونها الجهة المخولة بوضع حد لهذه الظاهرة.

بلدية رأسمسقا

رئيس بلدية رأسمسقا سيمون نخول أكد لـ»اللواء» أن »بلدية طرابلس معنية بالكشف على كل هذه التعديات، ولا يحق لها إطلاق التهم جزافاً، كون بلديتنا تقوم بجمع النفايات من كل المناطق المنضوية تحت لوائها، ومنها ضهر العين وحتى المجمّعات المجاورة لوادي هاب، بيد ان ما يجري وبلدية طرابلس تعلم ذلك جيدا،ً أنه ليس لدى بلديات النخلة وتوراتيج مكب، وهي تعاني من المشكلة منذ لحظة إقفال مكب عدوى، لذا فإن الأهالي يلجأون الى رمي نفاياتهم في تلك الأماكن بغية التخلّص منها، وبالطبع فإن هذا المكان يستوعب أيضاً نفايات الأقضية المجاورة ومنها كوسبا، ولا يجوز توجيه التهم إلى بلدية رأسمسقا، التي لا تملط سوى 8 رجال شرطة بلديين، وبالتالي لا يمكنهم مراقبة المكان 24 / 24 لمعرفة مصدر النفايات، والقضية تتوقف عند الأجهزة الأمنية، التي رفعنا إليها الشكوى عبر القائمقام، وطالبنا بملاحقة الفاعلين بهدف رفع المسؤولية عن كاهلنا».

وحول جمع البلدية لنفايات مجمّعات جعارة وايعالي قال نخول: »طبعاً البلدية معنية بجمع النفايات من تلك المجمعات، التي نتهم برفضنا لمتابعة شؤونها كونها لا تدخل ضمن اطار بلدية رأسمسقا، والحقيقة اننا نسعى الى الحفاظ على نظافة قرانا ومناطقنا ضمن أجواء صعبة جداً، وكلنا بانتظار الحلول من قبل الدولة، وحتى تلك اللحظة فان القوى الأمنية معنية بمتابعة الملف بهدف الحد من الفوضى الحاصلة».

بلدية طرابلس

من جهته، رئيس لجنة التربية والثقافة في بلدية طرابلس المهندس باسم بخاش قال: »للأسف الشديد، الدولة وحتى الساعة لم تجد حلاً جذرياً لمشكلة النفايات على صعيد كل المناطق، لذا فإن كل مدينة تسعى إلى إيجاد الحل الأنسب لها، ومنها مدينة طرابلس، التي استحدثت منذ حوالى السنة ونصف السنة، جبلاً جديداً للنفايات، ترمي فيه نفاياتها، لكن طرابلس بقيت مكشوفة أمام كل الأقضية بحيث تُرمى فيها نفايات المناطق المجاورة عبر أشخاص أو شركات خاصة تتقاضى أموالاً طائلة من وراء رمي النفايات تحت جنح الظلام بحيث لا تستطيع بلدية طرابلس متابعة الأمر».

وتابع المهندس بخاش: »هناك أماكن مختلفة تُرمى فيها النفايات، وقد كشفنا منذ حوالى السنتين شركة تنقل النفايات من منطقة جونيه، وقد رفعت بلدية طرابلس دعوى بحقها، إضافة الى دعوى أخرى بحق شخص يرمي النفايات ضمن السقي الشمالي لطرابلس، ومنذ عدة شهور تم اكتشاف شركة »م. طالب» تقوم برمي نفايات راسمسقا ضمن زيتون وسقي أبي سمراء، كما تم اكتشاف شخص يقوم بنقل النفايات من مجدليا ويرميها على حدود طرابلس في منطقة القبة».

وختم: »للأسف القضية كبيرة، وحتى الساعة لم نتمكن من مقاضاة أي جهة، وهنا نتمنّى من الأجهزة الأمنية والقضاء التحرك بسرعة والضرب بيد من حديد كي لا يتكرّر هذا النوع من المشاكل، التي لم يعد بإمكان المدينة تحمّلها، كما أن بلدية طرابلس وشرطتها لا يمكنهم ضبط الموضوع ولا حتى حماية حدود المدينة 24 / 24، الحل الوحيد يتوقف على القوى الأمنية ليكون المخالف عبرة لمن اعتبر».