بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 حزيران 2019 12:04ص الهيئة التنفيذية تعلِّق الإضراب في «اللبنانية» دون العودة للهيئة العامة

و«أحرار» الأساتذة ينتفضون ويعلنون إستمرار التحرُّك مدعومين من الطلاب

أصواتهم لم تسمعها الهيئة التنفيذية أصواتهم لم تسمعها الهيئة التنفيذية
حجم الخط
لم تثنِ هتافات مئات الاساتذة والطلاب، الذين تجمعوا تحت شرفات مقر الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، عن قرارها تعليق الاضراب المفتوح الذي بداته منذ اكثر من شهر وأنهته بناء على وعود سلطوية بنيل فتات من المطالب، وكيف لا والهيئة التنفيذية المكونة لأحزاب السلطة تستطيع رفض اوامر من جاء بها الى هذا الموقع، فضربت بعرض الحائط قانون الرابطة الذي يلزمها، وهو الامر الاخطر، وهو العودة للهيئة العامة التي خولت الرابطة بالإضراب المفتوح واشترطت عليها العودة إليها قبل فكه! فهبَّ اكثر من 180 للتوقيع على عريضة يرفضون فيه فك الاضراب مدعومين بجرعة طلابية من تكتل طلاب الجامعة اللبنانية والاندية المستقلة الذين كانوا يتحضرون اساساً قبل تعليق الاضراب الى تنفيذ اعتصام مفتوح اليوم في ساحة رياض الصلح.

وحاولت الهيئة التنفيذية تهريب اجتماعها لاعلان تعليق الاضراب برئاسة رئيسها د. يوسف ضاهر وحضور الأعضاء، الا ان الامر لم يمر على الاساتذة الذين سارعوا الى التجمع امام مقر الرابطة هاتفين بالعودة الى الهيئة العامة لمناقشة مصير الاضراب، ولكن الصراخ فشل في ثنيها عن القرار، وإن كان جعلها ترجئ تعليق الاضراب الى يوم الخميس ربما لحفظ ماء الوجه امام الهيئة العامة.

وبعد اجتماع مطوّل أصدرت الهيئة بياناً  استهلته باسلوب عنتري لزر المياه في العيون فقالت: «لن تكسروا إرادتنا ولن تسلبوا حقوقنا»، وحيّت مواقف طلاب الجامعة اللبنانية الداعمة لجامعتهم وأساتذتها وتعتبر أن تحركهم هو من أبرز نتائج هذا التحرك للأساتذة وتعاهدهم البقاء الى جانبهم في كل مطالبهم، كما حيّت التفاف الأساتذة حول أداتهم النقابية بمختلف مكوناتها.

وفاءً للوعد، كما صورته، للطلاب، بوضع مصلحتهم على رأس أولوياتها، تعلن الهيئة التنفيذية وقفاً مؤقتاً للإضراب من أجل استكمال العام الجامعي ابتداءً من صباح الخميس 20/6/2019 واستمرار الإضراب لحينه.

واعتبرت أن ما تمَّ تحصيله من هذه السلطة من وعودٍ غير كافٍ وغير مرضٍ، وأن ملفي التفرغ والدخول الى الملاك وضعا على نار حامية، والمستهجن انها استهجنت عناد هذه السلطة واستمرارها في إهمال وتهميش الجامعة وأهلها وتماديها في ضرب هذا الصرح الوطني. وابقت اجتماعاتها مفتوحة وحتى مساء الأربعاء.

 واستفز هذا القرار الاساتذة المرابطين تحت المقر فسارع أكثر من 180 استاذا في الهيئة العامة في الجامعة اللبنانية، أن قرار الهيئة العامة بالاضراب المفتوح «ما زال قائما»، وأنهم لن يعودوا إلى التدريس «إلا بعد البت بالاضراب في اجتماع جديد للهيئة العامة».

واعلنوا في بيان موقع من الأساتذة في ما يأتي نصه: «بما أن الهيئة العامة كانت قد أعلنت الاضراب المفتوح في الجامعة اللبنانية، وبما أنها السلطة العليا في الرابطة وقراراتها ملزمة للهيئة التنفيذية ولمجلس المدنوبين، وبما أن الهيئة التنفيذية في اجتماعها اليوم(السبت)، لم تدعها إلى الانعقاد مجددا للبت بمصير الاضراب، يعتبر الأساتذة، الذين حضروا اليوم إلى الرابطة ووقعوا على عريضة طلب دعوة الهيئة العامة للانعقاد، أن قرار الهيئة العامة بالاضراب المفتوح ما زال قائما وهو قانوني حسب المادة السادسة من قانون الرابطة، وبالتالي لن يعودوا إلى التدريس إلا بعد البت بالاضراب في اجتماع جديد للهيئة العامة.

كما دعوا كافة الأساتذة الذين لم يوفقوا اليوم بالوصول إلى مقر الرابطة، وهم مع دعوة الهيئة العامة مجددا، إلى التوجه، ابتداء من الاثنين صباحا في 17 حزيران 2019، إلى كلية العلوم في الحدث، للتوقيع على عريضة التأكيد على دعوة الهيئة العامة مجددا للبت بمصير الاضراب».».

{ كما استنكر تكتل طلاب الجامعة اللبنانية والاندية المستقلة، في بيان محاولة ضرب الجسم النقابي لأساتذة الجامعة، ورأوا إن ضغط السلطة السياسية وصل إلى ذروته تجاه الجامعة اللبنانية؛ وما رأيناه ولمسناه اليوم من ضغط على الهيئة التنفيذية للأساتذة المتفرغين ما هو إلا دليل واضح على مشروع السلطة لضرب الجامعة الوطنية عبر تمرير تخفيض ميزانيتها والإلتفاف على الحقوق. إننا كطلاب نؤكد أن حركتنا طلابية وأننا نحمل مطالب واضحة وآنية وهي عدم المسّ بميزانية الجامعة، لا بل مضاعفتها، واستعادة الإستقلالية المالية والإدارية لها، بالإضافة إلى مطالب الأساتذة والطلاب المشروعة كافة، وهي مطالب لن نتراجع عنها لأن استمرارية الجامعة مرتبطة بتحقيقها.

من هنا فإننا نحمّل مسؤولية تبعات شلّ الجامعة من دون تحقيق أي مكسب للسلطة السياسية الفاسدة وكل مَن تواطأ معها من الأساتذة الذين تخلوا عن المطالب الجامعية المُحقّة؛ ونشدّ على أيدي الأساتذة الأحرار الذين صمدوا، وندعو جميع الطلاب والحريصين على استمرارية جامعتنا الوطنية للتوجّه إلى مقر الرابطة يوم الثلاثاء ٢٠١٩/٦/١٨ الساعة التاسعة صباحاً مواكبةً لاجتماع مجلس المندوبين للضغط عليهم للخروج بتوصية انعقاد الهيئة العامة، تلك السلطة العليا صاحبة القرار الوحيد في تقرير مصير الاضراب؛ كما لحث مجلس المندوبين لنشر محضر اتخاذ القرار (من أو كم صوّت على ماذا)، تعزيزاً للشفافية.

من جهته وبنشوة الرابح في المعركة نوه وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، في بيان لمكتبه الإعلامي تعليقا على قرار الهيئة التنفيذية لرابطة أساتذة الجامعة اللبنانية، وقف الاضراب موقتا والعودة إلى التدريس اعتبارا من الخميس المقبل، منوها بموقف الهيئة التنفيذية التي وضعت مصلحة طلاب الجامعة اللبنانية فوق كل اعتبار في قرارها الأخير.

ولتثبيت ما قاله سابقاً اعتبر ان المبادرة التي نتجت من الاجتماع الذي عقد في مكتب وزير المال فتحت الباب أمام وقف الاضراب والعودة لاكمال العام الجامعي. مشدداً على أهمية التوافق لاقرار ما تم التوافق عليه من مطالب وخصوصا في ما يتعلق بمطالب الأساتذة وموازنة الجامعة اللبنانية للعام 2019، أو في ما يتعلق بالمطالب التي تحتاج إلى قوانين مستقلة لإقرارها.

وبالسلطة الممنوحة اليه من مفاعيل مصادرة استقلالية الجامعة دعا شهيب جميع أساتذة الجامعة اللبنانية إلى التزام قرار الهيئة التنفيذية والعودة إلى الصفوف الخميس 20 الجاري كما جاء في بيان الهيئة التنفيذية».

{ وسارعت احزاب السلطة، ومن باب مصلحة الطلاب، للترحيب بقرار الهيئة التنفيذية، فرحبت هيئة التعليم العالي في حزب الله بقرار الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين بتعليق الإضراب المفتوح، إنقاذاَ للعام الجامعي وحرصاَ على مستقبل 80 ألف طالب انتسب طوعاَ وافتخر بانتسابه لجامعة الوطن صاحبة الأيادي البيضاء على اللبنانيين جميعاَ.وشددت الهيئة على الأساتذة للالتزام بقرار الهيئة التنفيذية للرابطة تثبيتاَ لوحدة الأساتذة وتكريساَ لمرجعية الرابطة كإطار شرعي وحيد للعمل النقابي في الجامعة!!!. 

 وأشادت مصلحة الأساتذة الجامعيين في حزب «القوات اللبنانية»، في بيان بـ«القرار الذي اتخذته الهيئة التنفيذية، لرابطة الأساتذة المتفرغين (في الجامعة اللبنانية)، بتعليق الإضراب المفتوح»، ورأت أنه «لطالما كانت التضحية دائما، من الجسم التعليمي، ولكن المصلحة الوطنية العليا، تقتضي بإنهاء العام الدراسي، حرصا على مستقبل الطلاب ومستقبل الجامعة».


د. داود نوفل يشرح أسباب رفض قرار الهيئة التنفيذية بتعليق الإضراب