كما في كل دول العالم يلعب طلاب واساتذة الجامعات الدور الاساسي في صناعة الثورات لا سيما المطلبية، فإنّ طلاب واساتذة الجامعات في لبنان يلعبون في الانتفاضة الشعبية الدور الابرز في تظهير شرعيتها وأحقيتها، فيشاركون في كل مفاصلها لتحقيق الاهداف التي انطلقت من اجلها هذه الانتفاضة، والاهم ان الجامعات الخاصة والكبرى في لبنان، والتي اعتادت ان تنطلق الحركات المطلبية التصحيحية منها، تشارك وبفعالية في مد الثورة ب»الاوكسجين» لاستمرارها حتى وصولها الى الغاية المرجوة، لا سيما الجامعة الاميركية في بيروت التي انبرت ادارة واساتذة وطلاب للانخراط في الحراك وتوعية المنتفضين على المطالب المحقة.
ونزل حوالى 4000 طالب وأستاذ وموظف من مختلف جامعات لبنان تحت عنوان »جامعات لبنان تنتفض»، وصدحوا في شوارع بيروت بصوت واحد ضد الفساد، الطائفية، والهجرة والبطالة و المحسوبية و العنصرية....
وبمبلغ لم يتجاوز الـ 228 ألف ليرة موّلوا مسيرتهم، كما تقول مصادر المتظاهرين ردّاً على كل من يتحدث عن تمويل خارجي من السفارات وغيرها، بل كان تبرّعا من كل طالب واستاذ شاركوا في المسيرة.
وسار الطلاب في مسيرة جابت الشوارع باتجاه رياض الصلح وانشدوا النشيد الوطني اللبناني، وغنوا «طاق طاق طقية بدنا دولة مدنية»، وهتفوا «ثورة ثورة» ثورة على الفساد والسرقة و الـ»128 كلن كلن نصابين» و»28 و100 كلن قرطة حرمية» و»الشعب يريد اسقاط النظام عا الطائفية ثورة وعا الهجرة ثورة وعا المسوبية ثورة...».
ولعبت الجامعةِ الاميركية في بيروت دوراً محورياً في تشكيل النواة الطلابية المشاركة في التظاهرات، وهي ليست المرة الاولى التي تتحرك فيها الجامعة اللبنانية لدعم القضايا الكبرى التحررية ان على الصعيد الداخلي او الخارجي فقد كان لها البصمة الكبرى في دعم القومية والقضية الفلسطينية ونشر حالة من الوعي الشبابي حول قضايا المجتمع اللبناني والعربي وارساء اليمقراطية ان من خلال تلقين طلابها اسس الديمقراطية ودعم القضايا المحقة الى استضافتها لمؤتمرات وندوات عدة حول هذه القضايا.
وفي الحراك الحالي كان لرئيس الجامعة الاميركية الدكتور فضلو خوري دور كبير في حث طلاب الجامعة على الانتفاض والمشاركة في الحراك الشعبي وتوجه الى المتظاهرينَ من طلاب وغيرهم في وسطِ بيروت قائلاً لهم : سترَوْنَ محاولاتٍ لزعزعتكم، لتوقيفِ حراكِكم، وانتم تتعاملون معَ اناسٍ لديهم خبرةٌ طويلةٌ في الحساباتِ السياسية. اضاف : عليكم البقاءُ في الاعلى وأن تَحمُوا بعضَكم البعضَ وأن تَحموا الكاميراتِ وروحَ هذه التظاهراتِ التي يجبُ ان تكونَ طويلةَ الامد.
وانتشرَ على مواقعِ التواصل الاجتماعي مقطعُ فيديو تمَ تصويرُه خلالَ توجيهِ خطابٍ باللغةِ الانكليزية في مبنى سينما «غومون بالاس» البيضاوية يدعو الى تشكيلِ حكومةٍ موازيةٍ للحكومة الحالية واحتلالِ وظائفِ الدولة .
كما تحدث خوري عن الانتفاضة اللبنانية، والبيان المشترك الذي أصدره مع رئيس الجامعة اليسوعية، سليم دكاش، قائلاً في حديث تلفزيوني: «إنها انتفاضة وسعي وطني مشترك، وليست أمراً مفتعلاً ولا شغل سفارات، وذلك من أجل وطن أفضل، والمرحلة الآن دقيقة وتشمل طلابنا وأستاذتنا».
وأضاف خوري: «نحن لا نتداخل في السياسة، بل نتطلع إلى مستقبل طلابنا، منذ لبنان الكبير، صارت فرصة الخريجين وبقائهم في لبنان قليلة، فإما الهجرة، أو البقاء في حياة غير مقبولة، لكن دورنا حيادي ونناصر حق طلابنا ومجتمعنا في حياة أفضل». وقال: «الطبقة السياسية لها قراراتها، وتتخذها بحسب مصلحتها، لكننا نأمل أن تنظر إلى مصلحة الوطن».
وكان أساتذة الجامعة الاميركية في بيروت، قد طالبوا يوم الثلاثاء الماضي بإعلان إضراب عام يتناغم مع الحراك الشعبي القائم ويعكس روح التغيير الجاري في بلدنا، معتبرين ان «هذا الموقف هو بمثابة إعلان تضامن منّا مع الإضراب المستمر لحين انبثاق وضع سياسي جديد».
ومهّد هذا البيان لبيان مشترك أصدره دكتور خوري ورئيس الجامعة اليسوعية البروفسور سليم دكاش يوم الخميس الماضي، أكدوا فيه أنّ «ما يعيشه لبنان هو صرخة وطنيّة حقيقيّة، وهي أكبر حركة توحيديّة وطنيّة منذ سنة 1943، تعبّر بعمق عن معاناة وحاجات شعبنا اللبناني ورغبته العظيمة في إعادة بناء وطنه على قواعد جديدة».
*وكما طلاب واساتذة الجامعات الخاصة كذلك كان لطلاب الجامعة اللبنانية تحرك مواز فشاركوا في التظاهرات، وأعلن رئيس رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية وقوفهم مع الانتفاضة الشعبية وأنهم جزء من هذا المجتمع يتقاسمون معه نفس الهموم.
كما صدر بيان آخر موقّع بإسم اساتذة الجامعة اللبنانية جاء فيه: نحن اساتذة الجامعة اللبنانية التي مارست بحقها السلطة الحاكمة، نهجها الطائفي التحاصصي، وأمعنت ضرباً في جسمها، وإضعافاً لمؤسساتها وافساداً لرساليها الوطنية الموحّدة، يهمنا انا نعلن تأييدنا للانتفاضة الشعبية على طول الوطن المتمثلة بالمطالب التي انطلقت على اساسها التحركات والتجمعات وتختصر باسقاط النهج السياسي – الطائفي – التحاصصي، كما نعلن تأييدنا الاستمرار في الانتفاضة حتى تحقيق المطالب وحمايتها من اي محاولات لادخالها في الصراعات السياسية على حساب مطالب الشعب المحقة، وندعم حرية التعبير للموتطنين ونؤكد على استقلالية الجامعة اللبنانية واعادة صلاحياتها كاملة ، وندعم تحركات الطلاب والموظفين والاساتذة في الجامعة اللبنانية وسائر جامعات لبنان.
*ونفّذ طلاب منطقة عكار في الجامعة اللبنانية، عصر امس اعتصاما في ساحة حلبا، احتجاجا على تعطيل قرار فتح فرع للجامعة في منطقتهم.
بعد النشيد الوطني، وجه الطلاب رسالة لوم الى نواب عكار والمسؤولين، حيث «ذكروهم بالوعود الكثيرة والكبيرة التربوية والإنمائية التي أطلقوها أيام الانتخابات، وذهبت جميعها أدراج الرياح».
وإذ أسف الطلاب «لتعطيل قرار فتح الجامعه في محافظة عكار المحرومه»، لفتوا الى الصعوبات التي يعانون منها، نتيجة تكبدهم عناء الذهاب الى ضهر العين لمتابعة تحصيلهم العلمي، وأكدو الاستمرار في اعتصامهم «والمشاركة في ساحات الاعتصام في الشمال كافة، لرفع مطالبهم».