في الذكرى الواحد والعشرين لوفاة العميدة الدكتورة زاهية قدورة.
في هذا التاريخ دفعني شوقي إلى أن استذكرك يا عميدتي.
لقد طال الارتحال عنّا كثيراً....
لقد اشتقنا إليك يا أماه...
فقدناك ونحن بحاجة إليك في هذه الأيام الصعبة.. لم تخسر بيروت وحدها زاهية قدورة، ولا لبنان كله، بل خسرنا نحن والجامعة اللبنانية والجامعة العربية، كم حاولنا الاقتداء بك زمناً، إعجاباً بأخلاقك وعروبتك ورزانتك.
لقد اخترت الحق ولم تتراجعي.. آمنت بدورك الأكاديمي والثقافي عبادة، وبقيت قوس النور الذي برع في إطلاق سهامه إلى معترك الحياة...
أنت من اهداني مفتاح الحياة، والاستقلالية والاتكال على النفس.. حظي بك كان كبيراً وفخري بك أكبر وأكبر... كم هي مؤلمة كلمة الحق، لكنها شهادة... حتى لو لم تكن تكفي كلماتي في شخصك الكريم...
لقد كنت نبراساً للعلم ومثالاً للأخلاق العالية والحوار الهادف والهادئ، والجريء، في نفس الوقت.
أنت من علمتني مغزى العلم والثقافة لأنهل منهما حتى الثمالة... أنت من استوقد طموح الطلاب العرب في الوطن والمهجر... كما تخرج على ايديك كوكبة من الأكاديميين اللامعين...
كنت المناضلة النقابية التي لم تعرف الكلل ولا الملل.. من تأسيس جمعيات نقابية ومؤسسات ثقافية.. من المركز الثقافي الإسلامي، إلى الدائرة النسائية في صندوق الزكاة، وصديقات دار العجزة الإسلامية، وكذلك اتحاد الجامعيات. كنت المناضلة الثائرة عزائي بك أنك تركت مآثر تخلدك وتذكرني بك دائماً...
رحمك الله، نرددها دائماً يا غالية على قلبنا كلنا وعزيزة في وجداننا وكبيرة في مخيّلتنا... نامي قريرة العين... وكلنا على دربك سائرون.
افتقدناك ولن تجود الأيام بالكثيرات من أمثالك...
ستبقى آثارك باقية على رمال الحياة...
د. نجوى الجمال محسن
رئيسة اتحاد الجامعيات اللبنانيات
عضوة الهيئة الإدارية في المركز الثقافي الإسلامي