كسروان - نالسي جبرايل يونس:
نشرت جامعة سيدة اللويزة محور أطروحة دكتوراه في جامعة هارفرد الاميركية، شكلت رواية «كتاب خالد» لأمين الرَّيحاني منطلقا لها في موضوع «أميركا في الأدب العربي الحديث» باعتبار ان اختراق كتاب خالد للأدب الإنكليزي شكّل تأسيساً فعلياً لحركة الأدب العربي– الأميركي في العقد الثاني من القرن العشرين.
وتناول الأطروحة الدكتور الاميركي بنجامين لينوكس سميث، من منظور المطارحة الفكريّة بين الشرق والغرب، حيث اعتَبَرَ أن مؤلّفات الرَّيحاني عن العرب، بالعربيّة والإنكليزيّة، تشكّل اختراقًا فكريًّا وتاريخيًّا لحركة الاستشراق، لأنّها عرّفت العالم العربي للعالم الناطق بالإنكليزيّة بقلَمٍ عرَبيٍّ خالص وبمنطقٍ يفهمُهُ الغرب وكأنّه يتعرّف للمرّة الأولى على العرَب، ولكن بمرآة عربيّة هذه المرّة.
وكان قد سجّل الرَّيحاني ذلك الاختراق التاريخي في عشرينيّات القرن العشرين ففتحت له الصحف والمجلات الأميركية والكنديّة والبريطانيّة صفحاتها لينشر مقالاته فيها، وعلى الأثر طارت له شهرة عالميّة وصلت أبعادها إلى روسيا والصين وأوستراليا وجنوبي أفريقيا وأميركا اللاتينيّة. ورأى أنّ الرواية تشكل بحد ذاتها مسألة البحث عن الهويّة تمهيدا لبناء «المدينة العظمى» التي توقّف الريحاني عند تفاصيلها في كتابه الرَّيحانيات.
كما تشير الأطروحة إلى اختراقات الرَّيحاني الفكريّة من خلال كتاب خالد للنَمَطيّةٍ الدينيّة المتوارثة، عبر نقده للفكر الديني واختراقه الشعري لعمود الشعر إلى رحاب الشعر الطلق أو الشعر المنثور مع مجموعته الشعريّة هتاف الأودية؛ ثم اختراقه للتقهقر السياسيّ المتوارث من العثمانيين إلى رحاب «المدينة العظمى».