بيروت - لبنان

24 كانون الأول 2019 12:02ص «1975 - 2019» لـ لينا أبيض على خشبة «إروين» (LAU)

رواية «إسكندر نجار» عن حرب الـ 75 أسقطت على واقعنا اليوم

ملصق المسرحية ملصق المسرحية
حجم الخط
المخرجة لينا أبيض تضرب من جديد، وهي الوحيدة تقريباً من بين زملائها القادرة على تقديم أكثر من مسرحية في العام الواحد، متجاوزة الكثير من الحواجز، وبالغة الهدف بيسر، ربما لأنها ديناميكية لا تحب المراوحة في المكان الواحد، أو الركون إلى الكسل.

في الفترة الأخيرة بدت وكأنها عثرت على مرادها في كتابات الأديب إسكندر نجار، فبعد عملين قامت بترجمتهما وإعدادهما للمسرح (The Unespected) و(Mr. Bchara) ها هي تأخذ على عاتقها عملاً ثالثاً له بعنوان (The School of War) (مدرسة الحرب) أخذت منها عناصر عديدة أبرزها حكايات النّاس خلال الحرب المنصرمة على لبنان، وبدا واضحاً أنها أسقطتها على واقع الحال هذا العام مع الحراك الذي بدأ في 17 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي وتحوّل ثورة لم تهدأ بعد دخولها الشهر الثالث وبزخم قوي وإصرار أكيد على المتابعة حتى بلوغ الهدف، وهو تغيير الواقع الخطأ الذي نعيشه.

المخرجة «أبيض» تؤكد أنها كتبت نص المسرحية قبل إندلاع الثورة وما فعلته أنها بدّلت العنوان من: «ما تخاف حبيبي هيدا فرقيع» إلى (1975 - 2019) لكنها تؤكد أن العام 2019 هو تاريخ نهاية الحرب في لبنان، وتجزم أن لا حرب في لبنان أبداً، و«المسرحية الآن... هي احتفال بنهاية الحرب».

على عادتها في كل مسرحياتها «لينا» على مبدأ «السهل الممتنع، لا تتفلسف لا في الديكور ولا في الملابس، ولا حتى في الممثلين وحتى في المعالجات الدرامية تُبقي دائماً على حس لطيف في شخصيتها وهو الفكاهة، وإن تكن عرضت المسرحية ليومين، الخميس والجمعة (في 12 و13 الجاري)، فإنها إخترقت (ومثلها الفنان جورج خباز مع جديده: «يوميات مسرحجي» التي إفتتحت في الموعد إيّاه) واقع غياب الأحداث الفنية عن خشباتنا وشاشاتنا ويومياتنا، وقامت بالفعل السليم إعلان موقف للمسرح فيما يجري على الأرض من ثورة لم نعرف مثلها يوماً من قبل، ولا يجب أن تتوقف ما لم تغيِّر هذا الواقع المزري الذي نعيشه مع فساد بالجملة.

نعم قالت المسرحية الكثير الكثير من واقع الحال في يومياتنا، المخرجة معها 14 من تلاميذها (نورما نصر الدين، ناتالي أمون، غوى العياص، محمد قديح، منى عصام، سيلينا بوري، ماريانا أبو جودة، آدم أبو عز الدين، أليكس الدحداح، ترايسي الراعي، علاء منذر، لين فخري، وليم العفيفي، ومابل عبدو)، كلهم كانوا يؤدّون تباعاً «مونولوغاً» من الرواية لكنها في الحقيقة نابعة من صميم حالنا اليوم، وكم كانت إحدى المشاركات صادقة حين بكت، لم تكن تمثل، بل بدت متأثّرة بما تقوله وتسقطه على حيثيات النّاس هذه الأيام، عن آلامهم وآمالهم، عن حبهم لوطنهم ومواطنيهم، عن حلاوة الحياة مع وجود الحق، وحلاوة الحق مع تقديرنا له.

لم يمنع الظرف من ختام العمل بصرخة «ثورة ثورة»، واللافت أن الديكور البسيط: منبران على كل منهما ميكروفونان، وثلاثة جدران بيض مع غياب أي اكسسوارات، وكانت بعض اللقطات تتبدّل في خلفية المسرح - مسرح إروين في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، كل هذا أعطى خصوصية للعمل أثّرت فينا وأحببناها.