ما الذي يحدث في بلدنا؟!..
وأي (موت) كُتب علينا كشعب لبناني أن نعيش فيه..؟!
وماذا بقي من مقومات الحياة الكريمة بعد فقدان الكرامة.. ومعها الخدمات التعليمية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية والطبية والمعيشية بصورة شبه كاملة..؟!
لقد وصل لبنان إلى حالة هي (أسوأ من السوء نفسه)، فجعلت معظم أفراد الشعب يائسين.. محبطين.. متشائمين.. همّهم الأول والأوحد الخروج من بلدهم أيا كانت الطريق وأيا كان البديل؟!..
أما الحكام والمسؤولون والسلطة...
فلا أهمية عندهم لأناس تموت على أبواب المستشفيات...
ولا قيمة لأطفال تشرّدوا وقُتلوا...
ولا أثر لأسر تبيت في الطرقات..
ولا أهمية لشعب بأكمله يحترق بنيران الفقر والعجز والظلم والقهر والتسلّط والفساد...
بل ولا قيمة عندهم لمدينة بأكملها تدمرت ببيوتها وشوارعها وأهلها وناسها...
نعم.. لا ضرورة عند هؤلاء لإزالة المذهبية والطائفية والمنطقية والمحاصصة التي شرعنت الفساد... وبالتالي دمرت البلد والعباد...
فليمت الشعب بالانفجارات.. أو بالأمراض والأوبئة.. أو بنقص المواد الطبية.. أو بالقهر والعدوان... فحكامنا «شرفاء وديمقراطيون».. يعطون الشعب حق اختيار طريقة الموت..؟!
ليمت الشعب.. بينما المرجعيات الدينية في صمت قاتل يضرّ بنا وبمصالح المواطن والوطن..؟!
ليمت الشعب.. والسياسيون يحققون أمجادهم على جثثنا وجثث أهلنا وأخواننا وأبنائنا..؟!
وليمت الشعب... بينما أهل المصالح يحققون مصالحهم على حساب مستقبل أولادنا وأحفادنا..؟!
أقولها وبكل صراحة.. إن الواقع المظلم والأسود الذي استوطن بلادنا ينتظر من الشعب وليس من أي جهة أخرى خطوة تبدّد سحب السواد التي سيطرت على سماء قرارنا ومستقبلنا، وكلنا مطالبون بالسعي والعمل والجهاد لإزالة هذه الطبقة الفاسدة والمفسدة التي سيطرت على مقدرات البلاد والعباد فإنها سنّة الله في الكون {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}..
تاريخ (4 آب 2020) لا بد أن يكون الشرارة التي تعيد بناء لبنان على أسس الكرامة والإنسانية.. بدلا من أسس «المحسوبية والمحاصصة والفساد»، وليكن تاريخ البدء في بناء دولة تحاسب كل فاسد أو سارق أو مقصّر أو مهمل..
انهضوا جميعا... وانفضوا عنكم تراب الطائفية والمذهبية والمناطقية وخذوا حقوقكم من هؤلاء القتلة المجرمين، وأنكروهم جميعا - نعم جميعا دون أي إستثناء - وانتموا لإنسانيتكم وكرامتكم التي سُرقت وأُهينت.. فإن (4 آب 2020) تاريخ لا يجب أن يقول قبله كما بعده على كل المستويات.. وإلا فسيكون الشعب القاتل لنفسه.. ولا عزاء له بعد ذلك..؟!