وصل المجتمع المسلم في معظم البلاد إلى مرحلة لا يحترم الصغير فيها الكبير ولا يراعي فيها البعض حرمة الممتلكات العامة أو الخاصة خاصة في الأيام الراهنة، وهذا يبعدنا كل البُعد عن مبادئ الإسلام السمحة التي نادى بها الإسلام ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم والذي كان خلقه القرآن وناداه ربه وهو المعلّم الأول للبشرية بقوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}..
ولذلك فنحن نعاني من التسيّب في كل ميادين الحياة، ففي إطار الأسرة نجد من يعق والديه، وفي إطار المدرسة نجد المدرّس الذي لا يراعي ضميره، وفي إطار المجتمع نجد انتشار الرشوة والفساد والعاطلين نتيجة عدم الفهم المطلوب للدين الإسلامي الحنيف وفقد العطاء وفقدان الضمير الحي في الحفاظ على سلامة الوطن ومقدراته والمواطنين، وكلنا في النهاية إخوة نحيا فيه وقد أوصى الله تعالى لنا جميعا بقوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
لذلك اهتم الاسلام بتربية الأبناء واحترام الآباء واحترام كل من الزوجين بعضهم البعض، وقد أوصى عليه الصلاة والسلام فقال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راعٍ والرجل راعٍ على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته...».
فإذا التزم الزوجان بمبادئ الإسلام وراعوا الله في معاملاتهم بعضهم البعض وراعوا تربية أبنائهم وأيضاً رعايتهم الرعاية الحقّة فسوف تعيش الأسرة والمجتمع والأمة الاسلامية في أمان وتقدّم دون خلافات حادّة قد تؤدي بالأسرة والأبناء والمجتمع إلى متاهات لا خير فيها، فعلينا الاهتمام بالتوافق داخل الأسرة والاهتمام بالتعليم والتربية الدينية السليمة والسلوكيات الحقة في احترام الأسرة واحترام الصغير للكبير والأمانة والصلاة والزكاة وغير ذلك من مبادئ الإسلام حتى نصل لبر الأمان وتعود الأسرة لمبادئها التي تربّى عليها الأجيال المتتابعة منذ فجر التاريخ.