بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الأول 2018 12:02ص أزمة الأخلاق تَستفحِل

حجم الخط
مباشرة أقول.. نحن نعاني من أزمة أخلاق مستفحلة في كل ميادين الحياة من حولنا..؟! 
أزمة نشرت أذرعها على مختلف نشاطات الحياة حتى صارت هذه القيم مرفوضة.. منبوذة.. ومرذولة حتى في نفوس كثير من الناس، فإن الواقع المخزي الذي نعيش فيه أشد فرضا لنفسه من نظرتنا التفاؤلية.
ففي البيوت... تنافرت النفوس وساد الجفاء وغابت كل رحمة ومحبة، وتحولت العلاقة بين الأسرة إلى ما يعاكس كل خلق رفيع..؟! 
وفي الشوارع... اختلط الحابل بالنابل واختلف الناس حتى على أبسط الحقوق... ولكنهم - ويا للعجب - اتفقوا جميعا على معاداة الأخلاق ومخاصمتها، فما عاد لها مكان ولا قيمة ولا وزن.. بل أصبحت كالغريب بين قوم من اللئام..؟!
وكذلك في الأعمال  سيطرت المصلحة الخاصة على كل ما عداها، وفي سبيلها تحارب الأخلاق ويتربص المرء بالفضائل ويعاند حتى فطرته والهدف... حفنة من المال..؟!
وأيضا في الإعلام.. حدث ولا حرج... الخلاعة والسفاهة أنجح السلع، والتحريض ضد الآخر - أي آخر- هدف منشود، وبث أجواء التعصب والطائفية والفرقة بين الناس طريق مضمون لجذب المشاهدين..؟!
فعن أي أخلاق تتحدثون أيها الغارقون في بحور الرذيلة حتى أخمص القدم..؟!
مجتمعنا اليوم - بمسلميه ومسيحييه-  يعيشون في مجتمع أكثر ظلامة من عصور الظلام والانحطاط والتراجع التي مرت في تاريخها البشر، والسبب غياب الأخلاق عن نفوسنا وعن تعاملاتنا وعن مجتمعنا.. والأخطر عن فكرنا، وما الفساد الذي ضرب أطنابه في كل تفاصيل المجتمع إلا مؤشر خراب صار قاب قوسين أو أدنى... {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ... فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}..
إن سكوت الصالحين عن فساد الظالمين مهما كان عذرهم هو مزيد من الفساد ومجتمعنا متخم لا يحتاج إلى مزيد من الفساد... فهل نحن مصلحون...؟!