بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آذار 2023 12:05ص أقبل شهر الخيرات فاستعدّوا

حجم الخط
اقترب شهر رمضان المبارك وأضحى قاب قوسين أو أدنی، وحيث أنه شهر كريم في رحماته وبركاته ونفحاته لذا ينبغي معرفة كيفية الاستعداد له لاغتنام خيراته وفضائله التي على المسلم اغتنامها وعدم تفويتها، فعلينا ونحن نترقّب قدومه أن ندرك كيفية الاستعداد له لعلّنا نفوز بثوابه فننال سعادة الدارين، فكنْ فيه أيها المسلم وأيتها المسلمة من الذاكرين فيه والذاكرات للّه عزّ وجلّ.
فقد أشار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الذكر، فقال: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان الى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».
فأكثروا من ذكر الله في هذا الشهر الفضيل تؤجروا أضعافاً مضاعفة.
وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمرية ويأتي بعد شهر شعبان ويتبعه شهر شوال، وقد فضّله الله تعالى على باقي أشهر السنة لأنه أحد أركان الإسلام، كما ان صيامه فرض على كل مسلم.
ولقد انحرف الكثير في فهم حقيقة الصيام فراحوا يجعلونه موسماً للأطعمة والأشربة والحلويات والسهرات والفضائيات واستعدّوا لذلك بفترة طويلة خشية فوات بعض الأطعمة، وقد جهلوا بحق حقيقة الصيام في شهر رمضان المبارك وتركوا العبادة فيه وخصصوه لشهواتهم ونزواتهم، فهل لذلك شُرّع الصيام؟!
بينما انتبه آخرون لحقيقة الصيام فراحوا يتهيأون له ويعدّون العدّة من شعبان.
وإليكم بعض الخطوات للاستعداد لشهر رمضان:
أولا: التوبة الصادقة، وهي واجبة في كل وقت، فكان من الأحرى أن نسارع في رمضان الى التوبة من الذنوب فنشغل القلب بالطاعات والعبادات بسلامة صدرٍ وطمأنينة قلبٍ، قال تعالى {وتوبوا الى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [سورة النور - الآية (31)].
ثانياً: الدعاء الى الله أن يبلّغنا شهر رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه والعبادة فيه والدعاء لتقبّل الصيام.
ثالثاً: ملازمة مجالس الذكر وقراءة القرآن الكريم مع الأهل والأصحاب.
رابعاً: الاجتهاد لعمل الخير وكسب الأجر والثواب ومساعدة الفقراء والمحتاجين والأيتام والأرامل وسائر الفئات المستحقة من خلال الجمعيات وأهل الخير ومن خلال مصارف الزكاة للوصول الى الأهداف المنشودة لإتمام الواجب الخيري بعد الدراسة والتحقق والتوثق من الفئة المستحقة حتى لا يضيع فيها حق المتعفّفين منهم والمحتاجين.
خامساً: اغتنام الوقت لتعلّم أحكام الصيام وفضائله وهو واجب على كل مسلم ومسلمة وفرض عين على من وجب عليه الصيام فيستحق بذلك تحصيل الأجر والثواب.
سادساً: قيام الليل: تلك السنّة العظيمة، جنة المؤمنين في هذه الحياة والمدرسة التي تُربّى فيها النفوس، وتُزكّى فيها القلوب، وتُهذّب فيها الأخلاق، وهي وصية نبينا عليه الصلاة والسلام لنا: «عليكم بقيام الليل فإنه دأبُ الصالحين قبلكم وقربةٌ الى الله تعالى، ومنهاةٌ عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد» (رواه الترمذي).
فيا أهلاً بشهر رمضان، يا أكرم مصحوب، يا خير الأيام والساعات والليالي، يا أهلا بشهر قرُبت فيه الآمال ونُشرت فيه الأعمال ورقّت فيه القلوب وقلّت فيه الذنوب.
تقبّل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير.