بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الثاني 2020 12:02ص أن تقضي عليه العمائم..؟!

حجم الخط
تعالوا أيها السادة نقرأ - بوعي وبتعقّل - ما يجري في الساحة الدعوية في بلادنا ونرى أثارها السلبية..؟!

أولا... فقدت الثقة من جانب أغلبية المسلمين (وخاصة الطائفة السنية) بعلمائهم ومرجعيتهم ومؤسساتهم وخطبائهم... وللأسف فإن هذا الفقدان (أخذ الصالح بعزى الطالح) كما يقال...!؟!

ثانيا... ضاعت أدوار المساجد التي كانت عبر العصور كلها مراكز قيادة ومستقر أفئدة الناس... حتى باتت منابرها اليوم بفضل هؤلاء أشبه بـ (إذاعات خاصة) كلُّ منها يبث ما يريد... كيفما يريد... وقتما يريد... ولو تعارضت مع تعاليم القرآن وهدي النبي  صلى الله عليه وسلم أو تعارضت مع مصالح الناس..؟!

ثالثا... تحوّل كل شيخ أو داعية أو صاحب عمامة أو إمام مسجد في لبنان (ومرة أخرى أكرّر.. خاصة في الطائفة السنية) إلى متهم بدينه وأمانته وذمّته حتى يثبت العكس... والفضل طبعا... لتاريخ وحاضر هؤلاء...!!!

رابعا... تحوّل عمل الداعية في لبنان إلى منصب فخري..؟! مما أدّى إلى استقرار حال من التكبّر في نفوس عدد من الدعاة الذي صنعوا لأنفسهم «هالة وهمية» تضرّ ولا تنفع...؟!

خامسا.. غياب أي دور أو تحرّك أو إصلاح أو معالجة للقضايا المصيرية التي يعاني منها المسلمين (السنّة) في لبنان وخاصة في هذه المرحلة الحسّاسة، وإذا ما تمّ أمر من الأمور السابقة وجدنا من تحرّك من الدعاة مستبعدا ومحاربا وللأسف..؟!

والكارثة أنه بعد كل هذا التراجع المقصود نسمع من هنا أو هناك من يقول أن هناك مؤامرة تُحاك ضد المسلمين السنّة في لبنان، وأن هناك مكيدة لإضعافهم وتضييع أدوراهم..!؟!

حسنا.. وماذا عن الأسباب والذرائع وأطنان مواطن الضعف التي تمارس كل يوم..؟!

وماذا عن المواقف والتصرفات التي نشهدها فتزيد من ضعفنا وتمزّقنا وتفرّقنا وتزيد أيضا من ابتعاد المسؤولين والدعاة عن واقعهم وعن معالجة قضايا الناس..؟!

وماذا عن الحروب التي نمارسها على أنفسنا ولا تُوجه إلا على أبناء جلدتنا من الصادقين والمخلصين..؟!

وحتى لا يفسّر كلامنا خطأ... نؤكد بأن حديثنا ليس من باب المذهبية أو الطائفية.. وإنما من باب الحافظ على أمة ننتمي إليها ولها دور وطني أصيل في خدمة البلاد والعباد.. ولكن للأسف نراها اليوم تقبع في غرفة «العناية الفائقة» بينما أطباؤها هم الساعون في قتلها ولذا لا بد من الدفاع عنها...؟!؟

إن الحالة الإسلامية السنية في لبنان وبكل أسف نقول... قد وصلت إلى ما لا يمكن أن يتحمّله أي مسلم حرّ... ومن يسكت عن سوئها... فهو مُدان ومتهم ومتواطئ، ولا أرى الحل إلا بالإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح، فالأمة سوف تبقى رغما عنهم أما الأشخاص فراحلون أيا كانت صفاتهم أو مراكزهم أو مناصبهم.. أو حتى عمائمهم...؟!؟