بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الثاني 2019 12:02ص أوقفوا طوفان فتاوى الطلاق..؟!

حجم الخط
لا أدري لماذا يتحرى الناس الدقة في السؤال عن كل شيء مهما كان مجاله، ثم إذا ما تعلق الأمر بالدين قصدوا أي «ملتحٍ» أو «مصلٍ» و«انبطحوا» أمام الفتوى التي يقولها وإن كانت فاسدة وشاذة وغير صحيحة..!؟
أقول هذا الكلام بعدما كثرت في بلادنا فتاوى الطلاق التي تيسّر «الحرام» وتسهّل «الفساد» فتكون النتيجة «إبليسية» بامتياز..؟!
ماذا يعني أن يقوم زوج بتطليق زوجته أربعاً أو خمس مرات.. وفي كل مرة يعود لها وكأن الأمر عادي لا شيء فيه..؟!
وعند سؤاله كيف تمت هذه الرجعات... يجيبك «بثقة كاذبة»: «سألنا شيخ وفتالنا ياها»...!؟
وكأن الشيخ مهما علا شأنه بيده تحليل الحرام وتحريم الحلال..؟!
لا أيها «المصلحجيون»... إن الطلاق ليس لعبة تترامون أمرها كيفما شئتم تحت ستار الحفاظ على العائلة.. وليس أمره متروكا على عواهنه لكل إنسان ليقرر فيه ما يشاء حسب مصلحته..!؟
فالطلاق حين وصف أمره النبي  صلى الله عليه وسلم  بين لنا بأن جدَّه جدّ وبأن هزله جدّ..؟!
وبالتالي فإن الأسرة التي يقع فيها الطلاق أربعاً أو خمس مرات وفي كل مرة يبحثون عن مخرج «شيطاني» ليعودوا إلى الحياة معاً... هي أسرة أوهن من بيت العنكبوت، والفراق بينهما أفضل، وإن أبى أطرافها فهي أسرة ضاعت أولوياتها.. وتشوهت معالمها.. وانقلبت الحياة فيها إلى جحيم.. وباتت المسيرة فيها تقوم على مزاجية الرجل من جهة وعلى استسلام المرأة من جهة أخرى ولن تكون النتيجة إلا المزيد من الفساد. 
والمطلوب أن يعرف الناس أولا أن الأمر ليس مزحة.. فمن أراد ان يسأل أو يستفسر أو يستفتي فعليه أن يعود إلى أصحاب الاختصاص وإلى أهل الذكر حتى لا يكون من الذين انطبقت عليهم الآية الكريمة: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}..
والمطلوب ثانياً أن يُفضح هؤلاء الفاسدون المفسدون من «المتلحين» الذي يتاجرون بأعراض الناس وحياة الناس فيبيحون لهم ما حرم الله تعالى..؟!
 يقول الله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. 
فكيف إن كان الظالم ممن يُحسب زوراً أو بهتاناً على الدعاة ويدعي أنه يعمل في الدعوة الإسلامية..؟!