بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2020 12:05ص أي دور للشباب في سبيل تحقيق الأمن بناءً للوطن وخدمةً لأفراده..؟!

في زمن الأزمات والمحن والاضطرابات...

حجم الخط
يُعدّ الأمن من أهم العناصر التي يحتاجها المجتمع بجميع أطيافه، فالطبيب في مشفاه؛ والمهندس في ورشته؛ والكاتب في مكتبته؛ وربّة البيت في منزلها؛ بل ورجل الأمن في واجبه؛ فالأمن حاجة الجميع ومطلب الجميع، فلا سعادة ولا صحة ولا نزهة بدون الأمن الوارف الظلال، إن الأمن الذي تعيشه بلادنا الغالية بفضل الله تعالى؛ ثم بفضل تطبيق ولاة الأمر لشرع الله القوّيم، جعل الجميع يشعر بأن هذا الأمن لتوفّره واستقراره لا يحتاج إلى التكاتف والتعاون بين رجل الأمن والمواطن والمقيم؛ والحقيقة التي تفرض نفسها إننا بحاجة للمواطن كما هو بحاجة لنا نحن رجال الأمن؛ ونحن نبذل كل الطاقة والجهد وكل القدرة لإظهار وإبراز دور رجل الأمن في حياة الوطن والمواطن. ومن هنا نقول أن للمواطن دوراً مهماً في تحقيق الأمن ومحاربة الفساد والجريمة، بل هذا من أولوياته ومسؤولياته لقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}... 

فالأمن (بمعناه الاجتماعي والاقتصادي والصحي والغذائي والتربوي و...) هو ضمان استمرار سيطرة الأخلاق على المجتمع وعلى الأفراد وعلى ما يصدر فيه من قرارات، وبغيابه... تفسد كل الأمور وتضيع كل الحقوق ويستباح كل محرّم.

فبالأمن... يثمر التعليم في نفوس الأبناء، فيؤدّي المعلم دوره كما ينبغي، ويخرج إلينا جيل واعٍ يطمح في التطوّر والتقدّم.

وبالأمن.. يشعر الموظف باستقراره النفسي فيتّقن أداء العمل ولا يهمل ولا يرتشي ولا يسرق.

وبالأمن.. نرى شبابنا محبّاً لوطنه فيسارع إلى تكوين الأسر ويكدّ ويتعب في سبيل الارتقاء بها.

وبالأمن... يشعر كلّ مواطن بكرامته وقيمته ودوره فيتنافس مع أقرانه للتفوّق والتميّز والتقدّم.

وكفى بقول النبي عليه الصلاة والسلام (مَن أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) خير دليل على ما نقول..

فأي دور للشباب في تحقيق هذه النعمة..؟!

القاضي الكردي

{ بداية، أشار القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي إلى أن دور المواطن في تحقيق العيش المشترك والسلم الأهلي هي مسؤولية عظيمة وكبيرة جداً ولكن لا نستطيع أن نحمّل المواطن المسلم هذه المسؤولية بمفرده، لأن هذا الأمر هو مسؤولية مشتركة بين جميع أبناء هذا الوطن، فحينما تتساوى الحقوق والواجبات فيما بين المواطنين ويطبّق النظام على جميع المواطنين دون واسطة أو فساد أو مواربة ودون تدخّل لدى الأجهزة القضائية أو السياسية لصالح فلان أو علّان، حينئذ يشعر جميع المواطنين، مسلمين ومسيحيين، بإختلاف مذاهبهم وطوائفهم أنهم في دولة القانون، وأن كلا له حقه وكلا عليه واجبه تجاه الوطن وتجاه كل مواطن مشارك له في هذا الوطن.

وقال: هذا البلد الطيب يحتاج إلى تحقيق وحدة وطنية بين كل أبناء هذا الوطن على مبدأ المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات، ولا فضل لأحد على أحد، فكلنا أمام القانون على حد سواء وكلنا يجب أن نبني هذا الوطن على أساس العدالة والأخوّة والمحبة.

القاضي شحادة

{ وقال القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة أنه كُتِبَ علينا أن نعيش في جوّ من الإختلاط والتنوّع الديني والثقافي والإجتماعي، وبالتالي فإن المسلمين في لبنان هم جزء كبير من هذا المجتمع الذي يتكوّن منه هذا الوطن ولا شك أن من أخلاق المسلمين هو التعايش في سلم وأمان والحفاظ على مبادئ الدين الحنيف الذي يدعو إلى المحبة والسلام والأمانة وحسن الجوار، وهذا ما هو مطلوب الآن من كل فئة من فئات المجتمع للحيلولة دون التشرذم ومحبة الوطن لأن الدين للّه والوطن للجميع، وأن الشباب في هذه الأيام عليهم الدور الكبير في إيجاد الأرضية الصالحة للوعي والفهم أنه لا يمكن أن يستمر لبنان في جو من الخلافات والمذهبية البغيضة والإحتقان السياسي.

وأضاف: أن المسلم بشكل عام ينطلق من خلال تعاليم رب العالمين الواردة في شريعة الإسلام والقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة التي تأمر بالدعوة إلى الحكمة والموعظة الحسنة في كل ما يتعلق بالتوجيهات لهذه البشرية، وبالتالي فهو يلتزم بدعوة التسامح بين البشر من جهة ودعوة الإلتزام بالحق والعدالة من جهة أخرى. هذا الأمر يتطلّب أن لا يكون هناك فتنة بين أعضاء المجتمع الواحد في البلد الواحد ويتطلب التفاهم والإنسجام فيما بينهم، وهذا الأمر يستدعي عدم التعدّي على حقوق الآخرين في المجتمع الواحد، ومن هذا المنطلق يكون المواطن المسلم قد إلتزم بأهم قواعد الوحدة بين أبناء المجتمع الواحد على صعيد كافة نواحي الحياة الإنسانية إجتماعياً وإقتصادياً وثقافياً وخصوصاً من جهة عدم توجيه مسار حياته نحو الإختلاف والشقاق بين أبناء المجتمع الواحد، ومن هذا المنطلق على المواطن المسلم كما غير المسلم أن يتحلّى بالأخلاق السويّة وعدم الإنجرار إلى الفتن بكافة أشكالها وهذا مهم جداً كدور للمواطن المسلم في المجتمع.