بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 آذار 2018 12:04ص أيام ويدخل شهر رجب والعلماء: لنبدأ الإستعداد من الآن

لاستقبال شهر رمضان المبارك فالخير كثير والتحدِّيات جسيمة..؟!

حجم الخط
أيام قليلة ويدخل علينا شهر رجب معلناً اقتراب خير الشهور شهر رمضان المبارك، شهر رجب أحد الأشهر الحرم التي قال المولى تعالى فيها: {ان عدّة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم}.
ومن يتدبر سير الصالحين عبر مختلف العصور يُدرك ان الاستعداد لشهر رمضان عندهم كان يبدأ قبل أشهر طويلة ايماناً منهم بفضل هذا الشهر الكريم.
واليوم في خضم التحديات التي نراها والمشاكل التي تحيط بنا من كل حدب وصوب بات الاستعداد لإستقبال شهر رمضان حاجة أكبر خاصة بالنسبة لجيل الشباب وإحتضانهم ومناقشة مشاكلهم وجمعهم على طاعة الله ضمن مشاريع دعوية تقربهم لا تبعدهم.
ومن هنا كان السؤال ونحن في بداية شهر رجب كيف نبدأ الإستعداد لخطط ومشاريع شهر رمضان المبارك؟
وما هي القضايا التي نحتاج إلى معالجتها في أيام الصوم؟
أسئلة كثيرة تدور في هذا المجال على الصعيد الدعوي والتربوي والإرشادي والاقتصدي - الاجتماعي وكلها تحتاج إلى تجهيز عالي المستوى حتى نصل ولو إلى جزء من الحدود المطلوبة..
فما هو رأي السادة العلماء:
الكردي
{ بداية قال القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي: ان شهر رجب من الأشهر الحرم وقد كانت العرب تعظم هذا الشهر الكريم وفيه استعداد لاستقبال خير الأشهر شهر رمضان المبارك فقد جاء في الحديث الشريف: «رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي» من هنا نقول ان المسلمين يبدأون باستقبال شهر رمضان من شهر رجب فيعدون العدة من توبة وإنابة وإصلاح ورد للحقوق والمظالم حتى يستقبلوا هذا الشهر بنفوس ملؤها الإيمان ورجاء القبول من الله تعالى.
واضاف: كذلك شهر شعبان فقد كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يكثر من الصيام في شهر شعبان حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها «لقد كان الرسول يصوم في شعبان حتى نقول انه لا يفطر» وفي هذا تعليم للمسلمين حتى يستقبلوا شهر رمضان بشيء من صيام النوافل حتى تعتاد أجسامهم على أداء فريضة الصيام دون كلل أو ملل، وفي شهر شعبان ليلة النصف من شعبان وهذه الليلة المباركة دعانا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إلى احياء ليلها وصيام نهارها. وما لهذه الأشهر من أهمية فيجب اعداد خطة تثقيفية توجيهية من خلال تكثيف المحاضرات والدروس الشرعية للعلماء والطبية أيضاً لتعليم عموم المسلمين كيف يصومون هذا الشهر وما هي أحكامه وكذلك تعليم الصغار كيف يصومون وكيف يتلومون والتلوم معناه انه يطلب من الولد الصغير الصيام ولو نصف نهار حتى يستطيع صيام النهار كاملاً فقد كان السلف الصالح يحتفلون بصغارهم الذين يتمون صيام شهر رمضان كاملاً.
كذلك تعليم المسلمين الحكمة من الصيام فلا يصح لمسلم ان يمتنع عن الطعام والشراب الحلال في رمضان ويفطر على كسب حرام أو مال مغصوب إو ترك للصلاة والعبادة مكتفياً بصيامه في رمضان... فاعداد هذه الخطة في شهري رجب وشعبان يؤتي ثماره في شهر رمضان. ولذلك ان فرائض الإسلام بعضها ببعض.
وختم قائلاً: نتمنى من الله تعالى ان يبلغنا شهر رمضان وقد جاءت بشائر الخير والفرج والبركات وزوال الهم والحزن والخوف والفقر عن المسلمين جميعاً.
شحادة
{ أما القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة فقال: في واقع الحال ان تعاليم الدين الإسلامي الحنيف هي لا تقتصر فقط على أيام أو أشهر السنة إلا انها تتميّز بلا شك بحلول الشهر الفضيل وهو شهر خير أشهر السنة هو شهر رمضان المبارك والذي اخبرنا عنه سيدنا محمّد  صلى الله عليه وسلم  وجاءت به الآيات الكريمة وعن فضائله انه شهر رحمة وغفران وشهر تسامح وايمان وتعبد إلا ان ما اعتقد انه الجدوى منه بفرض الصيام والامتناع عن الطعام والشراب لفترة من الوقت طيلة هذا الشهر بأيام الصيام هي لحكمة ارادها الله عز وجل ان تكون على مدار السنة ليس بالصيام بل بشعور ما بعد الصيام لأن المسلم عندما يصوم يمتنع عن ملذات الدنيا من طعام وشراب وملذات أخرى حتى عن الكلام الذي لا يليق به لأن الصيام ليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب بل ان الصيام جاء دستوراً للبشرية جمعاء، كما ان الصيام بالإضافة إلى أهميته التعبدية فهو ذو منفعة صحية واخلاقية وادبية علينا ان نتدبرها طوال العام ولا خير ان يبدأ النّاس من أيام رجب وشعبان بالصيام لاستقبال هذا الشهر بالعمل الصالح والتهيؤ لمعاني شهر رمضان الفضيل ومكارمه وان يعيش الإنسان دوماً في جو من التسامح والرحمة والامتناع عن المحرمات واتباع العمل الصالح ورفع الظلم واحقاق الحق والعدالة والانصاف والشعور مع الآخرين...
واضاف: ولذلك لا بدّ من خطة توجيهية في هذه الأشهر المباركة من خلال العلماء سواء في توجيهاتهم في المدارس أو ائمة المساجد لعرض بعض التعاليم والمعاني التي فرض بها الصيام ومن أجلها الصيام منذ الآن ولغاية بلوغنا شهر رمضان، ولذلك كانت هناك أحاديث عن النبي انه كان يصوم أياماً معدودة من السنة غير رمضان منها ما يقال انه كان يصوم يومي الاثنين والخميس من شهر رجب وشعبان من كل أسبوع وهذا ما يجعل الإنسان يتحضر نفسياً وجسدياً وفكرياً لهذا الشهر بشكل مريح وبالتالي يكون قد استفاد منه الإنسان المسلم وغير المسلم من تعاليمنا الكريمة والسمحاء من شهر مميز برحمته وكرمه وتسامحه.
فلذلك فعلى كل إنسان مسلم ومؤمن ان يتحضر لصيام ولو أيام معدودة من كل أسبوع، وان يكون الإنسان يتدبر نوع الصيام ويشرح هذا الأمر لابنائه وعائلته ونشره في المجتمع وبالتالي يأتي رمضان وهو يعيش في هذا الجو الجميل ولا يصعب عليه الصيام به وبالتالي ينسحب ذلك على أشهر السنة كاملة للالتزام بإخلاقيات الشهر الفضيل ومعانيه ومقاصده.
وختم قائلاً: اتمنى ان تأتي هذه الأشهر على المسلم بكل خير وتتوج شهر رمضان المبارك وان يكون شهر بركة وغفران وسلام على كل الأمة العربية والإسلامية.
مرعب
{ من جهته أكد المفتش العام المساعد في الأوقاف الإسلامية الشيخ د. حسن مرعب أن شهر رجب هو بشارة خير بقرب حلول شهر رمضان المبارك ولقد كان من دعاء النبي  صلى الله عليه وسلم  «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» ولقد كان صحابة سيدنا محمّد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يدعون الله سبحانه وتعالى ستة أشهر قبل رمضان ان يبلغهم الله شهر رمضان المبارك، وكانوا يدعونه بعد ستة أشهر ان يتقبل منهم ما عملوه في رمضان لأن رمضان هو محطة العام التي يتغذى منها المؤمن ويتزود منها لبقية عامه.
واضاف: هذا الزاد الروحي الذي لا غنى عنه للمؤمن وهو يساوي غذاء الجسد من طعام وشراب فلذلك حري بعلماء الأمة ودعاتها ان يكونوا على أهمية الاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم وحث المؤمنين على ان ينتهزوا هذه الفرصة العظيمة.
وأشار إلى ان من الخطوات التي يُمكن لاخواننا الدعاة ان يخطوها في هذا المضمار ان تكون لهم إشارات في خطب الجمعة ومن دروسهم الأسبوعية إلى هذه النفحة الربانية وهذه النعمة المتمثلة بشهر رمضان المبارك.
وهنا نذكر حديث الرسول  صلى الله عليه وسلم  الذي يقول فيه «ان لله من أيام دهوركم لنفحات الا فتعرضوا لها» وهل هناك نفحة أعظم من رمضان المبارك فلذلك لا بدّ ان تكون الإشارة في ان يبدأ المؤمن بتلاوة كتاب ربه عز وجل باكثر مما كان يتلوه من ايامه وذلك ليحضر نفسه للختم في رمضان مرات ومرات وان يعود نفسه على الصدقة وكثرة العبادات.
وأخيراً ارجو من الله سبحانه وتعالى ان يبلغنا رمضان وهو راض عنا وان يسلمنا لرمضان ويستلم منا رمضان مقبولاً وقد وفقنا فيه بحسن طاعته ورضاه.






أخبار ذات صلة