بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 أيار 2018 12:02ص أيها الآباء لا ترتكبوا مفسدة العقوق بحق أبنائكم...؟!

حجم الخط
كثيرا ما نقرأ المقالات والتحقيقات التي تخاطب الأبناء لتحثهم على بر الوالدين وحسن معاشرتهما والاحسان إليهما.. وهذا أمر طيب مبارك مطلوب وواجب... ولكن هل فكر أحدنا يوما أن يناقش بر الآباء تجاه أبنائهم...؟!
بمعنى آخر.. هل فكر أحدنا يوما أن يلوم الأب أو الأم على التقصير الذي لحق بالأبناء جراء الإهمال والتخاذل الذي استوطن في نفوس الأهل...؟! إن هذا الأمر وللأسف الشديد بات آفة تجتاح مجتمعاتنا خاصة في ظل تزايد نسب الطلاق فيه، حيث نرى الأهل يتقاذفون مسؤولية الأبناء بعد الطلاق، فالأب لا يريد القيام بواجباته ويرمي الكرة إلى ملعب الأم.. والأم ترد الرمية بأقوى لتسدد هدفا في مرمى الزوج...؟!
وهذه الآفة لا يمكن السكوت عنها لأن من خلالها ينتج المنحرفون والمنحلون والمتفلتون والمجرمون والمشردون والمرضى النفسيون، بينما الأهل (الأم والأب) يتابعون مسيرة الحياة لاهثين خلف الشهوات أو خلف المصالح الخاصة غير عابئين بالأبناء الذين أنجبوهم... فرموهم إلى الشارع...؟!
انظروا من حولكم أيها الكرام... وتدبروا أمر الكثيرين ممن هم بجواركم أو في أسركم... ألا ترون الأب العاق الذي تسبب من خلال عقوقه بانحراف الأبناء...؟!
ألا تشاهدون بأم أعينكم اعوجاج الأم الذي أنتج أمراضاً نفسية وسلوكية للبنات...؟!
بل ألا تعايشون سعي كل من الأم والأب خلف مصالحه الخاصة تاركين وراءهم أجيالا تقوم بتربيتهم السيريلانكية والفليبينية والحبشية والأثيوبية...؟! إننا نقول وللأسف الشديد إن كثيرا من الأمهات فضلن جلسات (الكوافير) وقعدات (الأراجيل) وجولات (الشوبينغ) على مجالسة الأبناء وتربيتهم..؟!
إن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه جاءه رجل يشكو عقوق ابنه، فأحضر الخليفة الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟! فقال: بلى أن ينتقي أمه ويحسن اختيار اسمه ويعلّمه الكتاب، فقال الولد: إنَّ أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، فأُمي زنجية كانت لمجوسي، وقد سمَّاني جُعلاً (أي خنفساء)، ولم يعلّمني من الكتاب حرفاً، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يُسيء إليك.
فهل يا ترى سيحسن الآباء لأبنائهم.. أم سيكونون هم... (الخنافس) هذه المرة..؟!

bahaasalam@yahoo.com