بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيار 2022 12:00ص إبراهيم نجم: نسعى لإنتاج خطاب إعلامي خادم لمصالح المسلمين في العالم

د. إبراهيم نجم د. إبراهيم نجم
حجم الخط
أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على إن أهل العلم ورجال الدين على ثغر عظيم من ثغور الإسلام.. ألا وهو ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة، ومن هنا تأتي أهمية قضية استثمار الخلاف الفقهي، ولا شك أن الركون إلى الموروث فقط وعدم مواكبة التطورات التي دخلت على حال البلاد والعباد، وتجاهل الظروف العصيبة التي تمرُّ بها المنطقة بل والعالم كله، أفرز خطابا تسبب في تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف نتيجة إصدار تلك الفتاوى المضللة المنحرفة المجافية للمنهج الوسطي الصحيح واتباعها، مما كان له أسوأ الأثر في انتشار العنف والفوضى، وتدمير الأمن والسلم، وتهديد الاستقرار والطمأنينة التي تنعم بها المجتمعات والأفراد.
وأشار في حديث إعلامي إلى ان خطاب الكراهية والفكر المتطرف باتا يشكّلان خطرا جسيما على نهوض الأمم والشعوب، وبالتالي بإن الجهود في مواجهة هذا الأمر قد ازدادت، وقال: «لدينا باع كبير في مواجهة الفكر المتطرف، وقد أسسنا «مركز سلام لدراسات التشدد»، وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات العلمية والاستراتيجية المعنية بمكافحة وتفكيك الفكر المتطرف ومقولاته وأحكامه، ذلك عبر عدد من الإصدارات والمنشورات والكتابات العلمية، يرتكز على أسس علمية رصينة، ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها، آخذًا في عين الاعتبار الخصوصيات والسياقات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، ويشكّل المركز الذراع البحثية للمؤسسة الإفتائية الأكبر في العالم فيما يتعلق بقضايا التشدد والتطرف التي تضرب العالم أجمع وتهدم الإنسان والعمران».
وأضاف: كما قدّمنا من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، والمَعني بمواجهة فتاوى العنف وجماعات التكفير والتطرف نحو (170) تقريراً ودراسة علمية تتناول الرد على ادعاءات المتطرفين وأسانيدهم الباطلة وتوضيح كافة المسائل والقضايا التي توظفها جماعات العنف والتطرف للنيل من وحدة المسلمين وتماسكهم، وأصدرت دار الإفتاء كذلك مجلة Insight باللغة الإنجليزية للرد على مجلة دابق الداعشية، كما دشنت الدار على صفحتها باللغة الإنجليزية حملة عالمية لنشر القيم المحمدية باللغة الإنجليزية استهدفت 20 مليون شخص حول العالم.
هذا إلى جانب موسوعة الفتاوى والتي تضم 1000 فتوى باللغتين الإنجليزية والفرنسية، لتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم خاطئة وفتاوى مغلوطة، كما تم إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية أبرزها الإسبانية.
الإسلاموفوبيا وتدريب الأئمة
وتابع: نحن أيضا نسير بخطى ثابتة نحو التواصل مع أئمة الغرب وخدمة الأقليات المسلمة في الخارج عبر الجولات الخارجية لعلماء الدار، فضلا عن مراصد دار الإفتاء التي تعمل على إيضاح الكثير من الحقائق وتفنيد الكثير من مزاعم التنظيمات الإرهابية، ما جعل البرلمان الأوروبي يعتمدها كمرجعية للفتوى، إضافة إلى الدور المحوري الذي تقوم به الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تعمل على تنفيذ عدد من البرامج التدريبية وإيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم، يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التي يستعين بها المسلم على العيش في وطنه وزمانه، كما تُرسِّخُ عنده قيمَ الوسطية والتعايش، وذلك في إطار جهود دار الإفتاء الساعية إلى نشر الوعي الديني الصحيح في أوساط المسلمين بجميع أنحاء العالم، والتأكيد على سماحة الإسلام وتقديم الدعم العلمي والشرعي للمسلمين المقيمين في بلاد المهجر.
وأردف بالقول: إن موجات الإسلاموفوبيا قد تضاعفت خلال الفترة الأخيرة بشكل مبالغ فيه نظرا للصورة الإعلامية الغربية المشوّهة التي يتم تصديرها عن المسلمين، والإسلاموفوبيا تتزايد في المجال العام الواقعي والافتراضي، خاصة بعد رصد زيادة ملحوظة في نسبة حوادث الإسلاموفوبيا عبر الإنترنت، لذلك أولت دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اهتماما متزايدا لما تحدثه تلك الأوضاع من آثار على البيئات الداخلية في الدول التي تأوي تلك الجاليات، حيث تضع الأمانة قضية الإسلاموفوبيا نصب أعينها وتعتني بكافة الخدمات الإفتائية الموجهة إلى الأقليات المسلمة وكيفية إعدادها ومعالجتها، وتقديم كافة الاستشارات الإفتائية الممكنة التي تحتاجها تلك الأقليات، وذلك من خلال مسار محدد يشمل مبادرتين: الأولى من خلال مرصد الجاليات المسلمة، أما الثانية فتتمحور حول ملتقى بحوث ودراسات الأقليات المسلمة.
وتابع: من هنا فإن مرصد «الإسلاموفوبيا» يختص برصد ظاهرة الخوف من الإسلام ومعالجتها، وبحث حركة الكراهية التي تقع ضد الإسلام في أنحاء العالم، كذلك تقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج، كما يهدف إلى مواجهة الظاهرة العنصرية ضد المسلمين، وذلك عبر خلق «ذاكرة رصدية» تساهم بشكل كبير وفعّال في اختيار أفضل السبل للتواصل مع الأطراف المختلفة - وخاصة في الأوساط الإعلامية والبحثية، والتواصل مع صنّاع القرار في مختلف الكيانات - تواصلاً مبنيًّا على المعرفة المسبقة والرصد والتحليل لتلك الكيانات ولتوجهاتها، بهدف إنتاج خطاب إعلامي خادم لمصالح المسلمين في العالم، ودافع نحو مساندتهم على المستويين الرسمي والشعبي لدى الغرب.