بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الأول 2017 12:05ص إذاعة القرآن الكريم... سيمفونية العلم والإيمان

الإعلامية هند عجوز سيرة الحياة ومسيرة التجربة

حجم الخط

«لغتنا الجميلة» تجلِّيات بيان لا يغيب

حين نتحدث عن الإعلام يتجه التفكير إلى وسائله الرئيسية الثلاث، وهي الصحافة والاذاعة والتلفاز، وإذا كانت الصحافة تأتي في المقدمة فإن هذا صحيح في معظم البلاد العربية والأوروبية، ولكنه غير صحيح في بعض الدول الغربية.
وإذا كانت الإذاعة تتميّز بالسرعة وسعة التغطية، كما تتميّز بالعامل الشخصي ممثلاً في حديث المذيع، وقد سئل أحد السياسيين: «لو أعلنت الحرب العالمية الثالثة» اليوم فأين تبحث عن الخبر؟ قال: «أفتح الراديو على الفور لأتأكد من الخبر ثم أفتح الصحيفة لأعرف قصة الخبر، ثم أفتح التلفاز لاعيش الخبر».
من هنا تأتي أهمية الإعلام الإسلامي ورسالته الريادية في توعية الجماهير وإلى أي مدى.
وإذاعة «القرآن الكريم» (دار الفتوى)... بيان وحكمة، والقرآن نهج حياة.
لقد شكلت «اذاعة القرآن الكريم» مصدراً للمعارف ومنطلقاً لنشأة العلوم الإسلامية التي تبارت في تفسيره وبيان إعجازه ودراسة معانيه، فظهرت علوم القرآن وتخصص في كل علم علماء.
علماء يكتبون فيه ويصنفون. ويحللون، ويظهرون المبادئ والأسس والموجبات ومعالم أتباع حياة كريمة ومطمئنة ومشعة بالمعرفة.
من هنا انطلقت ولادة ومبادئ وسيرة الفكر الإسلامي والاجتماعي والتربية وثقافة المحبة والتسامح ونشر التوعية في صفوف الأجيال الإسلامية الطالعة.
أنطلقت مسيرة اذاعة القرآن الكريم (دار الفتوى) لتدخل فلك أنوار مبنى حضارة عريقة شهدها القاصي والداني ما يفسّر وصول ترجمات معاني القرآن الكريم إلى نحو ثلاثة آلاف ترجمة في أكثر من سبعين لغة في العالم.
الإصغاء لبرامج «إذاعة القرآن الكريم» ولصوت الإعلاميين الذين يسهرون على تطوير برامجها بشكل علمي ومنهجي واكاديمي من حيث التنوع والتفرد، تشبه «منصة» انطلاق  اعلام إسلامي للتعبير عن مفاهيم وأهمية ودور الإعلام الإسلامي وتطوره مع مرور الزمن، وبنسب مختلفة، وذلك بفعل تراكم الثقافي والحضاري، وتبادل التأثير مع الثقافات والحضارات الأخرى، وعناصر التغيير والحراك في الظروف الذاتية والاجتماعية لكل مجتمع إسلامي.
والحوارات الاذاعية الرصينة التي تبثها «اذاعة القرآن الكريم» وفي طليعتها (اللقاءات الحوارية) الموضوعية التي تجريها الزميلة الإعلامية هند عجوز مع رجال الثقافة الدينية والأزهرية والإجتماعية، والتربوية، لاسيما مع المفكر الإسلامي القدير الدكتور أنس طبارة تثبت وبلا شك: لا حضارة بدون تراث فكري - إسلامي، ولا اعلام إسلامي أصيل دون الأرتباط بشكل أو بآخر بالموروث الشعبي.
والأهم هو محاولة البحث عن «جوهر» روح الموروث من أجل أستلهامه، وتجديده من حاضر ومستقبل أفضل.
الموروث الشعبي يقول المفكر الإسلامي الباحث الدكتور طه الولي: ليس حلية نزين بها أعمالنا دون وعي وليس خدعة يلجأ لها البعض لتأصيل ما هو ليس بأصيل... وعلينا الانتباه».
نظم القرآن.. إعجاز الصياغة، كلمة نظم تعني ما هو منظوم برابط، كعقد اللؤلؤ ونظم المسبحة (راجع كتاب اعجاز القرآن والبلاغة النبوية) لمصطفى صادق الرافعي.
«اذاعة القرآن الكريم» (دار الفتوى) حدود مفتوحة واجتهادات لا تتوقف.
وبالرغم من مئات المؤلفات فإن علوم القرآن لا حدود لها، ورسالة (الإذاعة القرآنية) هي بمثابة سيمفونية العلم والايمان ورفع منارة هذا العلم ودعم أصحابه، تقول أستاذة اللغة العربية المقاصدية هند عجوز:
نضيف: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه وكفى بذلك شرفاً ومكانة»!.
في العاشرة من عمره حفظ أبن سينا القرآن!..
وقد حظي بنحو 2668 ترجمة إلى 70 لغة (ترجمات القرآن الكريم بين الشرق والغرب).
ورداً على سؤال أجابت مديرة البرامج هند عجوز: مسابقات القرآن الكريم في شهر رمضان الفضيل يُساعد على تثبيت حفظه وإتقانه».
أما فضيلة الشيخ جمال بشاشة (حارس اللغة العربية) مقدم ومعد برنامج (لغتنا الجميلة) المحلق بجناحي الفصيح والمحكي!
يذكرنا بمقولة العلامة الشيخ عبد الله العلايلي: «وصول الفرنسيين إلى الخاء أستغرق 15 سنة ووصولهم إلى الياء يستغرق 20 سنة»؟
اذاعة القرآن، منذ اطلالتها الأولى حتى اليوم ما زالت تعيش ربيع الثقافة الإسلامية «الابجدية» عند فضيلة الشيخ جمال بشاشة، قصة ملحمة قد تبدو بسيطة تتردد ببراءة مع أصوات الأطفال عبر برنامج الرائع «لغتنا الجميلة».
لفتة واحدة من أعظم ملاحم التطور البشري على الإطلاق فمنها وبفضلها كتبوا التاريخ، وعلموا العلماء، وقرضوا الشعر، وسطروا علوم الحساب والفيزيا، والكيمياء والفلك، وبات يستحيل أن نتصور تقدماً حضارياً، من غير الأبجدية.
حضارة بدأت قبل الآف السنين في مصر الفرعونية وسومر في بلاد ما بين النهرين، ومرت بأوغاريت عند سواحل بلاد الشام، حتى بلغت الغرب، والمعمورة.
قصة هذا الاختراع العظيم، بتنا نسمعه يومياً عبر أثير «اذاعة القرآن الكريم» مع فضيلة الشيخ جمال بشاشة (حارس اللغة العربية) من الألف إلى الياء حتى تسترق القلوب والعقول، وتميل النفوس للنفوس والأرواح، مشربة بأقباس من هذا البيان الجميل المحكم والبلاغة الساحرة... إلى جمال «لغتنا الجميلة» وتجليات صوت فضيلة الشيخ جمال بشاشة بيان لا يغيب!..