بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2018 12:03ص اقترب شهر الخير.. ونحن لم نقترب

حجم الخط
اقترب شهر الصوم... واقتربت معه مواسم الخير التي للأسف ومنذ سنوات لم نحسن استثمارها على الوجه الذي يليق..؟!
اقترب... ونحن كما نحن ما زلنا لا نخطط ولا نستعد ولا نجهز إلا ليومنا الذي نعيشه متناسين التفكير الجدي في الغد.. وبعد الغد.. وبعد بعد الغد..؟!
أيام تفصلنا عن شهر الخير الذي فيه انتصر أسلافنا في بدر الكبرى، وفتحوا مكة المكرمة، وحققوا انجازات كبيرة، بينما كان انجازنا نحن.. الإبداع في أنواع الحلويات وتزيين الموائد.. وابتكار طعمات جديدة للأراجيل..؟! 
فهل أصبح فكرنا عصيا على الإصلاح..؟!
وهل باتت نفوسنا رافضة لكل تصويب..؟! 
بل هل أصبحنا حقا في مجتمع لا يعرف من رمضان سوى ظاهره، ونسي أنه شهر البداية للتغيير الإيجابي الذي أراده الله تعالى منا...؟!
نعم .. إنها مسؤولية الجميع دون استثناء، والجميع مطالب بمراجعة نفسه وأعماله لتصحيح العلاقة مع شهر الخير والجود.
المطلوب... أن نعيد تصحيح العلاقة مع كتاب الله ليكون هديا في كل أمور حياتنا وليس كتابا نقرأه لسانيا...؟!؟
المطلوب.. أن نصوب تعاملنا مع سنة النبي عليه الصلاة والسلام لنكون من أتباعه حقيقة..؟!
المطلوب... أن نفهم أنفسنا ... وأدوارنا... ومسؤولياتنا...وواجباتنا.. وحقوقنا.. وحجم مشاركاتنا في رقي المجتمع.. وأن نبدأ بالعمل البناء الواعي...؟!
المطلوب.. مع اقتراب شهر رمضان المبارك.. أن نفكر بقيمنا ومبادئنا ونسعى إلى ابتكار سبل جديدة تتوافق مع شرع الله لإيصال حقيقة هذا الدين الحنيف إلى عقول ونفوس الشباب الذي تتقاذفه أمواج الفكر المنحرف من هنا والفكر المتشدد من هناك.. حتى ترك الكثير منهم كل شي .. فعاشوا بلا فكر..؟!
المطلوب .. أن نحصن فكرنا من الفساد المزخرف، وعقولنا من المفاهيم البالية، وأسرنا من التقاليد المتعارضة، ومجتمعنا من القيم «الإبليسية» التي حولته إلى أفراد يعيشون مع بعضهم لا رغبة منهم بل لأنهم مضطرون ولا شيء غير ذلك...؟!
المطلوب كثير و كثير وكثير... ولكن يبقى السؤال الأساس...
هل نريد نحن أن نعمل وأن نفكر وأن نرتقي ليكون إيماننا واعيا وعالما وليس إيمانا جاهلا أو مقلدا...؟!
إن شهر رمضان المبارك قد اقترب وبات على بعد أيام قليلة منا... فهل سنقترب نحن بكلياتنا من أهدافه ومقاصده أو يا ترى كلما اقترب .. ابتعدنا نحن..؟!
أما الجواب... فستكشفه الأيام....؟!

    
bahaasalam@yahoo.com