بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تموز 2022 12:00ص «الإسلام والعدالة» محاضرة في «المركز الإسلامي - عائشة بكار»

د. عسّاف: الإسلام براء من مناقضي الشرع ويسعون لإلزامنا بشذوذهم

القاضي د. عسّاف متوسّطاً د. النفي والمهندس علي عسّاف القاضي د. عسّاف متوسّطاً د. النفي والمهندس علي عسّاف
حجم الخط
أكد رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا في لبنان القاضي الدكتور الشيخ محمد أحمد عساف أنّ الذي خلقنا أدرى بنا وبمصالحنا، ووضع لنا قواعد تحافظ على أعراضنا، وتحمي أنسابنا من الضياع، وهناك من يُريدون أنْ يناقضوا شرع الله ويلزمونا بشذوذهم، الذي يأمرون به لتنفيذ أهوائهم التي تتماشى مع غرائزهم الشيطانية، ضاربين بعرض الحائط أوامر الله سبحانه وتعالى، ومعتبرينها أوامر رجعية لا تتماشى مع العصر، وهم يدَّعون بأنَّهم مسلمون والإسلام منهم براء.
جاء ذلك خلال محاضرة، نظّمها «المركز الإسلامي - عائشة بكار» للقاضي عشاف بعنوان «الإسلام والعدالة»، حضرها الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالشيخ علي الجناني، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالقاضي الشيخ خلدون عريمط، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ممثلاً بالشيخ سامي عبد الخالق، المطران بولس عبد الساتر ممثلاً بالخوري غي سركيس، رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو، مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلاً بالمقدّم فادي عويدات، ممثّل عن سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، السيد علي الأمين ممثلاً بالسيد حسن الأمين، النائب محمد خواجة، رئيس الجامعة العربية الدكتور عمرو جلال العدوي، الوزراء السابقون الدكتور خالد قباني، حسن السبع، وليد الداعوق، اللواء إبراهيم بصبوص، رئيس اتحاد العائلات البيروتية محمد عفيف يموت، النائبان ‎السابقان رولا الطبش والدكتور عمّار حوري، الدكتور محمد مازن شربجي، رئيس المنتدى الإسلامي الوطني الحاج جميل قاطرجي، العميد خالد جارودي، رئيس المركز الإسلامي المهندس علي نور الدين عساف وأعضاء المركز، وأعضاء من المجلس الإسلامي الشرعي وقضاة وعلماء دين وممثلو جمعيات أهلية وفاعليات اجتماعية وثقافية وإعلامية وحشد من المهتمين.
‎بداية الندوة بترحيب من رئيس المركز المهندس عساف، ثم استهل المحاضرة رئيس اللجنة الثقافية في المركز الدكتور محمد النَفّي بتقديم نبذة عن المحاضر.
ليُلقي بعد ذلك رئيس المحاكم محاضرته، وأبرز ما جاء فيها: «بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله. العدل هو الإنصاف، بأن ينصف الإنسان غيره ويحسن إليه، وينصف نفسه بالابتعاد عن الفواحش والمنكرات لكي يحظى على رضا ربه عز وجل».
وقال: «جعل الله سبحانه وتعالى العدل أساساً لكلِّ شيء، جعله في الحكم وفي القضاء، وفي المنازعات بين الناس والخصوم، والعدل في الطاعات والإحسان في ذلك، وأمر به وحثَّ عليه، وجعل العدل من التقوى، فعند انعدام العدل تسود الفوضى، ويصبح الحكم في البلاد كحكم الغاب، القوي يأكل الضعيف، والظالم يغلب المظلوم، أمَّا إذا ساد العدل انْتُصِر للمظلوم على الظالم، وأخذ الضعيفُ حقَّه من القوي، وتساوت العباد أمام القانون، لا فرق أمام القانون بين رئيس ومرؤوس، ولا بين حاكم ومحكوم، ولا بين قوي وضعيف، فالجميع سواسية أمام العدالة، لا مجال للظلم أن يأخذ مجراه أمام العدل، ولا أن يسلك طريق الحكم بين الناس طالما أن العدلَ هو الحاكم، فالعدل أساس الملك، فهو الذي يجعل الناس تعيش في راحةٍ واطمئنان، وسلامٍ وأمان، لا خوف من أخذ الحق، ولا خوف من بطش الظالمين، وكيد الخائنين».
وأردف: «لأن العدل في الإسلام يدخل في أمورٍ متعددة، العدل في الحكم، وفي القضاء، ومع الأعداء، والعدل وعمارة الأرض، والعدل والمساواة، والعدل وطاعة الحاكم، والعدل والإحسان، والعدل والظلم، والعدل في الأحوال الشخصية. القضاء أساس العدل وميزانه الذي يُفرَّق به بين الحق والباطل، وبين العدل والظلم، وبين الظالم والمظلوم، فيتساوى أمامه الخصوم، ولكي يقوم القضاء العادل بين الناس ينبغي أن يتولى القضاء من يتصف بالعدالة، ولديه المقدرة على نصرة المظلوم، والأخذ على يد الظالم، فيجب على من دخل في خطة القضاء بذل الجهد في القيام بالحق والعدل».
‎واسترسل: «ربط الله سبحانه وتعالى الإحسان بالعدل في قوله: {إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ والإحْسَانِ} وذلك للدلالة على أهميَّة الإحسان بالنسبة للعدل، وأنهما متلازمان، فالعدل يكون في الظاهر، والإحسان يكون في الباطن، أو أنَّ العدل يكون بالأفعال، والإحسان يكون بالأقوال، قال بعضهم ومن مراتب الإحسان الإحسان إلى من أساء إليك، فقد تأخذ حقك بالعدل، ولكنَّك بإحسانك قد تعفو عن خصمك بعد صدور الحكم، «وأعلى مراتب الإحسان على هذا، الإحسان إلى المسيء وقد أمر به نبيُّنا صلى الله عليه وسلم»، لذلك قيل: العدل أن ينصف وينتصف، والإحسان أن ينصف ولا ينتصف».
‎وتناول القاضي عساف في كلامه مفاهيم العدالة بالأحوال الشخصية، فقال: «حرية الاعتقاد مطلقة، والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب، وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام، وهي تضمن أيضاً للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية، لذلك إنَّ مخالفة الدستور وفرض قانون فيما يتعلق بحقوق المواطن في ما يختص بأحواله الشخصية هو ظلم وليس من العدالة في شيء».
وختم: «العدالة في الأحوال الشخصية أن يُطبّق على الغالبية العظمى في المجتمع ما يناسبهم ويتوافق مع عقائدهم ومعتقداتهم، لا أنْ يُطبّق عليهم قانون يتماشى مع قلّة شاذّة تريد أحوال شخصية وفقاً لأهوائها ومعتقدها الشيطاني، فالذي خلقنا أدرى بنا وبمصالحنا، فالله سبحانه وتعالى وضع لنا قواعد في الأحوال الشخصية تتعلق بالزواج والطلاق والإرث والنسب وغيرها بما تتناسب مع مصالحنا، وتحافظ على أعراضنا، وتحمي أنسابنا من الضياع، وهم يريدون أنْ يناقضوا ما شرع الله لنا ويلزمونا بما تأمرهم به أهواؤهم، ويتماشى مع غرائزهم الشيطانية، ضاربين بعرض الحائط أوامر الله سبحانه وتعالى، ويعتبرون أوامره رجعية لا تتماشى مع العصر، وهم يدَّعون بأنَّهم مسلمون والإسلام منهم براء».