بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الأول 2021 12:01ص الانتصار للوطن... وإلا فالانكسار آتٍ لا محالة؟!

حجم الخط
من يسير في الشارع اللبناني اليوم بمختلف مكوّناته لا يسمع من الناس - كل الناس - إلا كلمة واحدة... (لا أمل)..؟!

لا أمل في الاقتصاد...

لا أمل في السياسة...

لا أمل في الطبابة...

لا أمل في الكهرباء...

لا أمل في في المحروقات ومشتقاتها...

لا أمل في تغيير الأوضاع الراهنة...

وأيضا لا أمل في مستقبل الأبناء في ظل ما نعيشه..؟!

بل يجزمون ونحن معهم... أنه لا أمل في أي شيء في هذه البلاد ما دام المسؤولون فيها كما هم.. لا يبحثون إلا عن مصالحهم الخاصة، وأيضا ما دام الشعب كما هو يعيش بعصبيته وطائفيته ومذهبيته..؟!

أسئلة ضرورية

وهنا نطرح أسئلة لا بد لكل مواطن لبناني أن يجيب عليها..؟!

إذا كان المسؤول لا يريد أن يعمل لمصلحة بلده.. وإذا كان الشعب لا يريد أن يترك سلبياته وتعصّبه.. من الذي سيحدث التغيير المنشود في البلاد..؟!

لماذا أصبحت الأنانية سيدة المواقف حتى عند المواطن العادي..؟!

ولماذا استُبدلت ثقافة الانتماء للوطن بثقافة الانتماء للمذهب.. أو للطائفة.. أو للمنطقة.. وإن كان ذلك على حساب الوطن وأبنائه..!؟

والكارثة الكبرى.. أن الكل يبرر لنفسه..

والكل يقول «ليبدأ غيري بالإصلاح»...

والكل يدّعي أنهم مستهدفون ومحاربون...

والكل يقول نحن الخلاص..

وفي النهاية الكل غارقون في مستنقعات الفقر والمرض والحاجة والعوز ولا أحد يبالي بهم..؟!

وحين وصلت الأزمات إلى تفاصيل التفاصيل في حياتنا... رأينا أنه من الأفضل أن نتخلّى عن بعض من إنسانيتنا... ولكن بألف كلا... لا نتخلّى عن طائفيتنا ومذهبيتنا...؟!

الكل عندنا.. أصبح متواكلا... متكاسلا... غافلا... متخاذلا... يرمي التهمة على غيره ويحمّل المسؤولية للآخرين... حتى بات شعارنا المعتمد: «شو وقفت عليّ..»؟!

هي مبادئ إبليسية تسير في العروق حتى أصبحت أساسا في حياتنا كلبنانيين، ولا أحد ينكرها إلا من رحم ربي..؟!

دعوة للعمل الصالح

أيها السادة الأفاضل...

إن من يريد أن يكون فعلا من أصحاب العمل النافع في هذا الوطن عليه أن يترك أطماعه جانبا ويضحّي من أجل المصلحة العليا..

ومن يريد أن يساهم في بناء وطن له حاضر مبشّر ومستقبل واعد عليه أن يبادر وفورا إلى تقديم المنفعة العامة على منفعته الخاصة..

فالمسؤول فعلا وعملا (أيّما كانت مسؤوليته) هو هذا الشخص الذي يعلن الحرب على أنانيته قبل أن يعيب أنانية الآخر، لأنه أمن بالله الواحد القهار الذي قال في القرآن الكريم: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}..

المسؤول الحقيقي هو الذي يهزم مطامعه قبل أن يهدّد بكشف مطامع الآخر... {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}..

وهو بلا أدنى شك الذي يخلص في عمله قبل أن يشكك في إخلاص الآخر... {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.

فيا كل مسؤول في هذا البلد (مواطنا كنت أم مسؤولا سياسيا كنت أم دينيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا أم إعلاميا) انتصر على ذاتك.. على أنانيتك... على أطماعك... على شهواتك... على انغلاقك... على عنادك المنبوذ.. على حب السلطة والمنصب... على تمسّكك بكرسي لا تستحقه... على البقاء في مكان ليس لك.. على بطانة السوء التي تحيط بك..

نعم... انتصر على المحسوبيات والواسطة التي قننتها في بلادنا...

وعلى قاعدة «تبادل المصالح» التي أرسيت لها...

وعلى استئجار الألسن وعلى استغلال الإعلام واستثمار المنابر والمتاجرة بدماء الضحايا والأبرياء.

أيها المواطن... وأيها المسؤول...

البلاد لا تقوم إلا بجناحي العدل والعمل... فكيف بكم وأنتم تحاربون العدل.. وتعرقلون كل عمل..؟!

إن لم تبالوا بحياتكم... فلأجل حياة أبنائكم ومستقبلهم...؟!

وإن كنتم «رحّلتم» الأبناء إلى الخارج.. فأبناؤنا باقون ولن يرحلوا...

بلادنا في ظل هكذا مسؤول وهكذا مواطن... باتت للأسف مسرحا لكل فساد ولكل خطأ ولكل الجرائم والتفلتات.. وإن لم ندرك كشعب وكمسؤولين خطورة ما يجري فــ(العوض بسلامتكم)..؟!

ومن هان أتوجه بنداء إلى الجميع لأقول...

يا كل مواطن... ويا كل مسؤول..

انتصر على كل ما شاع بسببكم في مجتمع ممزّق.. متفرّق.. مشتّت.. متخاصم.. عدواني، وفي الوقت عينه هو مجمتع فقير.. متأخّر.. جاهل.. أميّ.. عصبي.. طائفي.. مذهبي..

نعم.. انتصروا... حتى لا ينكسر هذا الوطن في عيون أبنائنا!!




bahaasalam@yahoo.com