بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 حزيران 2022 12:00ص الحج بالـ«فريش دولار».. لمن استطاع إليه سبيلاً

شركات الحج تشكو من النفقات المرتفعة وقلّةالحجاج

حجم الخط
لا شك ان الأزمة الاقتصادية أرخت بظلالها على جميع أمور الحياة عند المواطن اللبناني حتى على أموره التعبّدية، إذ لحق الأمر بأداء فريضة الحج هذا العام. فارتفاع الدولار وأسعار الحج بشكل جنوني، دفع الكثير من الناس الى العزوف عن أداء هذه الفريضة هذا العام. من منّا لا يحب ويتمنّى أن يزور بيت الله الحرام ولكن الدولار وقف سدّا منيعا في تحقيق الحلم؟!..
الكثير من شركات الحج لم يتوفر لها العدد الممكن للإقلاع بالرحلة مما اضطرها الى تحويل أفرادها لشركات أخرى، أما الشركات التي قررت تسيير رحلاتها فبإعداد قليلة مقارنة مع الأعوام السابقة، وهناك شركات لم تقم برحلات من الأساس بسبب الدولار.

الحج بالـ«فريش دولار» لمن استطاع إليه سبيلاً
«اللواء الإسلامي» قامت بجولة على بعض شركات الحج واستطلعت تجهيزاتها والعقبات التي واجهتها هذا العام;
{ الشيخ جمال العلي، من الشركة السعودية اللبنانية للحج والعمرة، قال: الإقبال على أداء فريضة الحج هذا العام خفيف جدا، إذ ان العدد المسموح به لهذا العام 2700 بين سنّة وشيعة و700 فلسطيني، ولم يتقدم لغاية الآن إلا حوالي ألف وثمانمائة طلب، وكلفة الرحلة حسب المستوى تبدأ من ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار ولغاية الأربعة آلاف، والمستوى الأول بين خمسة آلاف وستة آلاف دولار أميركي، كل ذلك بسبب الدولار وارتفاع أسعار التذاكر التي كانت في الماضي بحدود الأربعمائة دولار، واليوم حوالي السبعمائة دولار، وكذلك أسعار التكاليف من منامة ونقليات وذبح الخراف حين كان الخروف سعره 80 دولارا أصبح الآن 220 دولارا.
{ أما الحاج عبد الرحمن الطويل، من حملة الفتوّة الإسلامية، أشار إلى الأسف الشديد لما وصلت إليه الأمور بالنسبة لفريضة الحج، فغلاء الدولار دفع الكثير من المؤمنين للتراجع عن أداء هذه الفريضة حيث يجب على الحاج أن يدفع أربعة آلاف دولار عند تقديم الطلب لهيئة شؤون الحج، وأمور أخرى متعلقة بغلاء الدولار; من أسعار بطاقات السفر والإقامة والتنقّل. ولأن العدد في حملتنا قليل قررنا أن نحوّل حجاجنا إلى شركات أخرى.
{ أما الشيخ أحمد رجب بدوي، القيّم على حملة الحرمين فرع بيروت للحج والعمرة، لفت إلى انه ألغى حملته هذا العام بسبب غلاء الدولار الذي ستنعكس على كل أمور الحج ولعدم قدرة الناس على تحمّل التكلفة العالية للحج هذا العام.
{ وخلال جولتنا إلى الشركات استطلعنا آراء الناس حول الحج لهذا العام:
- السيد مروان ب. قال: للأسف الشديد غلاء الدولار والأسعار وقف سدّا منيعا في وجهنا هذا العام حتى مجرد تفكير بأداء فريضة الحج، فمن سيستطيع أن يدفع آلاف الدولارات؟ أكيد ليس هناك شيء أغلى من زيارة بيت الله، ولكن الأوضاع الاقتصادية إلى مزيد من الانهيار.
- أما السيدة مروة ع. قالت: أيام الرخص كنت تقريبا كل عامين ومتى سمحت لي الفرصة أقوم بأداء فريضة الحج، أما الآن فمن الصعب أداء الحج لهذا العام بسبب الغلاء وبسبب عدم توفر المال الذي احتجزته المصارف.
{ وحول هذا الموضوع علّق رئيس مركز الفاروق الإسلامي الشيخ أحمد البابا قائلا: أما وقد حضر موسم الحج، فالناس بعد سنوات من الابتعاد وبسبب الظروف القاهرة تحنّ جميعا إلى بيت الله الحرام وأداء المناسك التي حُرموا منها طوال أعوام، ولكن فوجئ المؤمنون في لبنان، وهم يمرّون بظروف قاهرة ويعانون المواجع الأليمة وقد نزلت بهم ضائقة اقتصادية رهيبة، فوجئوا بالقرارات الصادرة عن الإدارات الموكل إليها تنظيم مواسم الحج في المملكة العربية السعودية وهي التي لا تتوافق أبدا مع المنطق والحل، وإذا بالناس تتفاجئ برفع بعض الرسوم الى أرقام خيالية كسعر للمطوفين من أربعمائة ريال الى ألفين وخمسمائة دولار أميركي، إذ أصبح من المستحيل معها للمسلمين في لبنان أن يؤدّوا هذا الركن المهم ويقوموا بتلبية نداء الرحمن، وهذا ما يستدعي استنفار كافة الجهود والمساعي الطيبة من القيادة في المملكة العربية السعودية لتعديل هذه القرارات المجحفة التي لا يستطيع المسلمون في ظل هذه الظروف القاهرة أن يتمكنوا من الحج بعد اليوم.
وأضاف: كما يجب على بعض المسؤولين والقيادات في لبنان الغيارى على دينهم أن يضعوا كل قواهم ومساعيهم في سبيل تذليل هذه العقبات ووضع الرسوم المعقولة والمقبولة التي تتناسب مع أوضاع اللبنانيين على سبيل المجاملات الرقيقة والإنسانيات الغامرة التي عوّدتنا المملكة عليها وخاصة من قياداتها التي لطالما تحسست أوضاع الناس.