بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الثاني 2019 12:04ص الدروس الدينية للنساء في المساجد كيف تؤتي ثمارها

مزوق: التحديات كبيرة ولا بدّ من التحصُّن بالعِلم والإيمان لمواجهتها

حجم الخط
لا يخفى على كل ذي لب أهمية العلم الشرعي في حياة المسلم والمسلمة فهو الطريق الموصلة لغاية عظيمة خُلق لأجلها الخلق ألا وهي تحقيق عبودية الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا...
ولقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على تأكيد فرضية العلم إذ جاء في قوله تعالى: (فاعلم انه لا إله إلا الله)، وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :«طلب العلم فريضة على كل مسلم ».
والدعوة إلى الله جل وعلا من أعظم الأمور التي يجب على المرأة العناية بها ورعايتها لأنه دور عظيم، لذلك ان تزودها وحضورها الدروس الدينية في المساجد له اثر كبير وعظيم عليها وعلى مجتمعها وعلى أسرتها، لأن هذه الدروس تعلمها أمور دينها وتتعلم حقوقها وواجباتها وأمور حياتها اليومية وحياة أسرتها ويجعلها حصناً منيعاً في مواجهة مغريات الحياة...
فما أهمية تلقي المرأة المسلمة الدروس الدينية في المساجد؟
وما تأثير ذلك على حياتها الأسرية وعلى تربية أبنائها نقاط عديدة؟.
حول هذا الموضوع طرحناها على رئيس دائرة الفتاوى في دار الفتوى الشيخ وسيم مزوق فكان الحوار الآتي:
العلم نور
{ ما هي أهمية الدروس الدينية للمرأة المسلمة في المساجد؟.
- يقول الله تعالى {وقل ربي زدني علماً} ويقول سيدنا محمّد  صلى الله عليه وسلم  «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» ويقول عليه الصلاة والسلام «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وقال العلماء عند شرحهم هذا الحديث الأخير «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» في ما يتعلق بالأمور المعلومة من الدين بالضرورة، ونتوجه بكلامنا إلى اخواتنا النساء باهمية طلبهن للعلم سواء بالذهاب إلى مجالس العلم في المساجد أو في مراكز خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية لأن المرأة المسلمة هي المدرسة للأجيال وهي المعلمة للابناء وفاقد الشيء لا يعطيه، فإذا كانت الأم أو الزوجة ليس لديها العلم بالشريعة الإسلامية، فكيف لها ان تعلم ابناءها الدين وكيف للزوجة ان تعرف ما لها من حقوق وما عليها من واجبات وايضاً الفتاة العزباء عليها ان تتعلم دينها لتكون شابة صالحة تقية بارة بوالديها وخادمة لدينها ومجتمعها.
وما نشاهده اليوم من عقوق الوالدين أو الخيانات الزوجية أو من عقوق للابناء من قبل الأمهات حيث يقصِّرنا بالتربية السليمة الشرعية التي علمنا إياها حبيبنا محمّد  صلى الله عليه وسلم .
مسؤولية الجميع
{ من هو المسؤول عن ذلك؟
- على الدعاة إلى الله والداعيات ان يقوموا بالمحاضرات والدروس الشرعية الدينية والتربوية والاجتماعية للاخوات والنساء المسلمات لكي يتعلقن بدينهن وسنة نبيهن محمّد  صلى الله عليه وسلم  وليحصلن على العزة وليقمن بإعزاز أمر الله تعالى، قال أحد السلف: اعزة أمر الله يعزك الله، والأسرة المسلمة اليوم بأمس الحاجة إلى الأم والزوجة والاخت والبنت الصالحة التي تعرف حدودها الشرعية فلا تتخطاها وأن تراقب الله في السر والعلن وهذا لا يكون إلا إذا رتعت برياض الجنة وقد قال  صلى الله عليه وسلم :«اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما رياض الجنة قال حِلَقُ العلم فحِلَقُ العلم والذكر والقرآن هي التي تقرب الأخت المسلمة من الله عز وجل، وهنا الخيرية، قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  «إن خيركم من تعلم القرآن وعلمه» فكم جميل ان تذهب المرأة المسلمة إلى مجالس العلم وتتعلم القرآن وتصبح من أهل القرآن وقد قال  صلى الله عليه وسلم :«اهل القرآن أهل الله وخاصته، ويقال لها يوم القيامة اقرئي وارتقي ورتلي كما كنت ترتلين في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرئينها، وبالتالي تعلِّم وتوصل ما تعلمت وما حصلت من العلوم التي تتعلق بالقرآن والشريعة.
{ ما تأثير ذلك على الأسرة؟
- إن المرأة المسلمة إذا تعلمت دينها يدخل إلى الأسرة المسلمة ويصبح المنزل مليئاً بالايمان وبالايجابية وبنور القرآن، فبدل ان نسمع الأغاني أو الشتائم تقرأ الام أو الأب أو البنت أو الولد القرآن، حيث تتلى آيات القرآن من قبل أفراد العائلة، وإذا غضب أحدهم تراه يذكر الله أو يستغفره ليهدأ غضبه لأن هذه الأسرة نشأت على نهج رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، ولأن الأم قامت بواجباتها تجاه دينها وربها وعائلتها وشتان بين ما ذكرناه وبين الأم أو الزوجة التي تملأ وقتها بالمحادثات على الواتس اب أو الفايس بوك أو غير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي حيث تدمن عليها وتقعد الساعات وهي مقصرة بصلاتها وبتلاوتها للقرآن وبتعليمها لابنائها وبالحقوق الزوجية مما يؤدي إلى دمار الأسرة ودمار العائلة ويدخل الشيطان بين الزوجين فبدل ان تعترف بخطئها وأن تصلحه وأن تغير من نفسها تتكبر وتسارع بتوجيه التهم إلى الزوج ولا تعترف بتقصيرها...
فالمرأة المسلمة عليها ان تستثمر وقتها بالأمور النافعة في الدنيا والآخرة..
جهود مضاعفة
{ ما هو برأيك سبب ابتعاد الشابات عن حلقات العلم في المساجد؟
- نظراً لكثرة الملهيات سواء مما ذكرنا من وسائل التواصل الاجتماعي أو وجود رفاق السوء ترى بعض الاخوات والشابات لا يتحمسن ولا يذهبن إلى مجالس العلم ولا يتلون القرآن الكريم فنقول لهن: عليكن ان تغسلن قلوبكن لأن القلب يصدأ كما ان الحديد يصدأ، فالمعصية التي تتبعها معصية أخرى، وهنا نرى أن تتابع هذه المعاصي لها اثر كبير على القلوب والنفوس حيث تصير هذه المعاصي التي لها ظلمة فتمنع النور والخير عنهن.
فأقول لهن عليكن بالاستغفار ونبشرهن بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فمهما كانت الأخت مقصرة فنحثها على التوبة والاستغفار ليدخل النور إلى قلوبهن وانفسهن، ونلفت إلى انه على الدعاة والداعيات ان يقوموا بدورهم في تشجيع الشباب والشابات بالعودة إلى الله وحضور مجالس العلم حيث يتم تناول المواضيع التي تمس بحياة كل اخت وكل اخ من الشباب والشابات اليوم بالشبه حول الإسلام، فإذا قمنا بمحاضرات ترد على هذه الشبهات التي يتعرّض لها طلاب الجامعات والمدارس فيقيننا بإذن الله تعالى سوف يجنب الهفوات شبابنا وشاباتنا مع التأكيد على أن المحاضِرَة عليها أن تتحلى بالمكلمات المؤثرة بالشباب والشابات حيث تعطي المادة بطريقة سلسة وعبارة سلسة، وبرد واضح وعلمي وشرعي للشبهات لأن الداعية إلى الله عليه ان يكون عالماً بزمانه وواقعه فيعش في المجتمع ومشاكله ليجد الحلول المناسبة والسهلة والبعيدة عن التنطع، فقد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  هلك المتنطعون ومنضبطة بضوابط الشرع،  فلا ييسر على الشباب والشابات في الاحكام إلى درجة التفلت وعليه ان يكون وسطاً، قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً}، وفي حديث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  «ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار ايسرهما ما لم يكن أثماً».
{ هل نفتقد إلى حلقات العلم للنساء في المساجد؟
- في الختام علينا أن نقول ان مجالس العلم ولله الحمد اليوم أصبحت موجودة في المساجد وإن كانت تتفاوت ربما بين مسجد وآخر أو بين منطقة وأخرى ولكن الأجر على قدر المشقة، فلا تقول الأخت لا يوجد مكان قريب لأتعلم أو لأطلب العلم، فعليها ان تبذل جهودها ولو كان بعيداً عن منزلها، فأجرها عظيم عند الله، فهي في سبيل الله عندما تخرج لطلب العلم والرسول  صلى الله عليه وسلم  كما جاء في السيرة كانت الصحابيات يطلبن ان يعلمن وذلك بسبب حرصهن على التفقه بأمور دينهن، فهن القدوة الحسنة لكل اخت مسلمة متبعة لسنة نبيها محمّد  صلى الله عليه وسلم .