بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آذار 2022 12:00ص الدعاة في النصف من شعبان: ليلة مباركة يغفر الله فيها لجميع خلقه.. إلّا لمشرك أو مشاحن

حجم الخط
أكدت عدد من الأحاديث النبوية فضل ليلة النصف من شعبان، منها ما روي عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».

وأوضحت الإفتاء أن نزول الله سبحانه وتعالى كناية عن نزول رحمة الله أو بعض ملائكته؛ تعالى الله سبحانه عن المكان والزمان والجسم.

وروي كذلك عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ».

فماذا يقول الدعاة في هذا اليوم المبارك..؟!

مزوق

بداية قال الشيخ وسيم مزوق، رئيس دائرة الفتاوى في دار الفتوى، ان للّه تعالى في هذه الأيام المباركة نفحات وقد أمرنا أن نتعرض لها، من ذلك ليلة النصف من شعبان، ففي هذه الليلة المباركة يغفر الله لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن كما أخبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

وأضاف: فلنغتنم هذه الفرصة العظيمة التي منَّ الله بها على عباده حتى ننال هذا الفضل العظيم ألا وهو مغفرة الذنوب، فإيّانا والشحنة والبغضاء ولنبادر الى الإصلاح والصلح والى رد المظالم للناس، وأتب الى الله توبة نصوحا وذلك للإقلاع عن الذنوب والندم على المعصية والعزم على عدم المعاودة وبإعادة الحقوق الى أهلها وطلب المسامحة من الآخرين. فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب و لا عمل.

وتابع قائلا: ويستحب لنا في هذا الشهر المبارك - في شهر شعبان - أن نكثر من الطاعات والعبادة لأن الناس تغفل عن ذكر الله وطاعته كما أخبر صلى الله عليه وسلم  عندما سُئل عن كثرة صيامه في شهر شعبان فقال: [ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال الى الله فأحب أن يرفع فيه عملي وأنا صائم].

فالمستحب صيام الخامس عشر من شهر شعبان لاعتباره من الأيام البيض التي يستحب صيامها في كل شهر من الأشهر الهجرية وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، كما يستحب القيام في هذه الأيام المباركة لأن قيام الليل شرف المؤمن، والمواظبة على العبادة في شهر شعبان كالتجهيز لشهر رمضان، فشهر رجب شهر الزرع وشهر شعبان شهر السقي وشهر رمضان شهر الحصاد.

البدوي

أما الشيخ أحمد رجب البدوي، إمام وخطيب مسجد المجذوب، فقال: فقد أكرمنا المولى تعالى بكرامات عديدة فريدة أكيدة ومنها إحياء الليل قياماً له سبحانه من لذيذ نومنا، واستغفاراً له من ذنوبنا، وتوبة له من معاصينا، والتجاءً له لقضاء حوائجنا.

فلا بأس إن أقمنا الليالي كلها هو أمر ممدوح ومطلوب وذلك بقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم  «قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً» ومن حضرة الحبيب صلى الله عليه وسلم  الى كافة الأمة - فبحقه صلى الله عليه وسلم فرض وبحقنا سنّة.

ولو ميّزنا ليلة النصف من شعبان بعبادة خاصة فلا بأس بذلك، ودليلنا ان هناك روايات وان تكلم عليها بعض المحدثين ضعفاً وصحةً إلّا أن يجوز العمل به في فضائل الأعمال طالما انها لم تؤثر على العقيدة نقصاً إنما تزيد الإيمان قوة. وهو خاصة ان القيام والإحياء أمر مطلوب وعمل موفّق ودعاء مستجاب ونور من السماء الى غيرها الكثير من الخيرات في إحيائها، وسنعرض لبعض الأدلة الواردة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :

- منها ما رواه أحمد والطبراني «إن الله عزّ وجلّ ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير».

- ومنها ما رواه البيهقي وقال: هذا مرسل جيد من طريق العلاء بن الحارث عن السيدة عائشة رضي الله عنها: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم  من الليل فصلّى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبِضَ، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: «يا عائشة - أو يا حُميراء - ظننت أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قد خَاسَ بك؟» أي لم يعطك حقك. قلت: لا والله يا رسول الله ولكن ظننت أنك قد قبضتَ لطول سجودك، فقال: «أَتَدْرِينَ أَيُّ ليلة هذه؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال «هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عزّ وجلّ يطَّلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحِمِينَ، ويُؤخر أهل الحقد كما هم».

وروى ابن ماجه في سننه بإسناد ضعيف عن سيدنا علي رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم  «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مُبْلًى فأعافيه، ألا كذا.. ألا كذا.. حتى يطلع الفجر».

بهذه الأحاديث وغيرها يمكن أن يقال: إن لليلة النصف من شعبان فضلاً، وليس هناك نص يمنع ذلك، فشهر شعبان له فضله، روى النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم  بقوله: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان، قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم». فنسأل الله تعالى أن يكرمنا بشعبان ويبلّغنا رمضان.