بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 آذار 2023 12:00ص الدعاة في ليلة النصف من شعبان: يكفيها فضيلة أنها تذكِّر كل مؤمن باقتراب شهر رمضان المبارك

حجم الخط
ليلة النصف من شعبان، لها أهمية خاصة في الإسلام لأنه فيها تمّ تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة بالعام الثاني من الهجرة، فقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم يتوجه في صلاته بأمر ربه إلى بيت المقدس 16 شهراً وهو في المدينة المنورة، وكان يحب أن يتوجه في صلاته إلى المسجد الحرام فأجابه الله تعالى {قد نرى تقلّب وجهك في السماء فلنولّيَنَّك قبلة ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطرَهُ}.
وليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ورد في فضلها عدّة أحاديث: «ان الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه»، و«ان الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلّا لمشرك أو مشاحن»، «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: «ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه... حتى يطلع الفجر».
ليلة النصف من شعبان ليلة لها فضائل عظيمة على المسلمين، ماذا يحدثنا العلماء عن هذه الليلة؟..

الكردي
بداية القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي قال: ان شهر شعبان يهلُّ على العالم الإسلامي بأيامه المباركة ولياليه الغرّاء يصطفى في لياليه ليلة النصف من شعبان هذه الليلة التي يتجلى الله تعالى فيها على عباده بالرحمات وغفران السيئات واستجابة الدعوات.
وأضاف: هذه ليلة التجليات الإلهية والاشراقات القدسية، انها موسم الضراعة والإنابة والدعاء، انها عيد لإجابة دعوة الداعين، ولها منزلة سامية في نفوس المؤمنين جميعاً. ينتظرها السعداء الصالحون كل عام ليزجوا بأرواحهم ونفوسهم بأمواج أنوارها وأصحاب الحاجات يقفون في محراب العبادة خاشعين يرفعون أكفّهم ضارعين يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً وكشفاً من نوازل وتفريج الكروب وللّه تعالى خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص.
وتابع: ان ليلة النصف من شعبان جعلها الله تعالى ميعاداً ولإقالة العثرات ولهذا يجب على المؤمنين أن يقدّروها حق تقدير، فالمؤمنون في مشارق الأرض ومغاربها يفرحون بليلة النصف من شعبان لأنها ليلة من ليالي التجلي الأعظم يقول النبي صلى الله عليه وسلم «يطلع الله عزّ وجلّ إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلّا لمشرك أو مشاحن»، وكان الله عزّ وجلّ يجعل من هذه الليلة العظيمة عيداً وميعاداً لإعلان التآخي العام والتضامن والتواد وتلاقي القلوب على المحبة والمودة والإخاء، يذكّر عباده عملياً بهذه الليلة بدعاء الأنصار «ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلّاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم».
ليلة النصف من شعبان ليلة مجيدة ويكفيها فضيلة انها تذكّر كل مؤمن باقتراب شهر رمضان المبارك فليتهيأ لصيام رمضان المبارك ولإحياء ليالي رمضان، فليلة النصف من شعبان هي فرصة لكل إنسان أن يجدد إيمانه ويهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان بطاعة وعبادة وتوبة إلى الله.
شحادة
أما القاضي الشيخ حسن شحادة قال بدوره: شهر شعبان هو شهر مميّز بأيامه والعبادة فيه والاستعداد لاستقبال شهر الخير والبركات والرحمة، وبنصفه ليلة مباركة هي ليلة النصف من شعبان ومن المميز بها أن يتفرغ الإنسان ويترك كل ما من حوله من مشاغل وملاهٍ لقيام هذه الليلة بالتعبّد والدعاء والصلاة أملاً أن يستجيب الله عزّ وجلّ بزوال الكرب والمآسي عن هذه الأمة ويكشف هذه الغمّة عن المسلمين في أنحاء العالم ويشفي مرضى النّاس ويعمّ السلام والأمن في ربوع أوطاننا لأن من مكارم هذه الليلة ان أبواب السماء مفتوحة والدعوة صادقة مستجابة، ونتمنى من الله عزّ وجلّ أن يمنّ علينا ببركة هذه الليلة بالصحة والأمن والسلام وأن تكون بداية للعودة إليه من جميع من يخالف تعاليم دينه من مسلمين وغير مسلمين ويعودون إلى ربهم الخالق البارئ الذي جعل في كل مشكلة في هذه الدنيا حلاً وذلك بالعودة إلى كتابه وسنّة نبيه هذا من الناحية التعبّدية والإيمان بان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو حق.
وأضاف: وبهذه المناسبة نتهيّأ ونستعدّ لاستقبال شهر الرحمة والغفران بصيام النصف من شعبان ويكون تهيئة لبداية الصوم المبارك في رمضان هذا الشهر الكريم من كل عام الذي نتمنى أن يكون شهر رحمة وبركة وغفران وفيه أمن وسلام على جميع الأمة والشفاء لكل مريض وزوال لكل كرب وأن يوحد الصفوف بين المسلمين عامة وأن يمنّ علينا رب العالمين برحمته ويغدق علينا برزقه ويرحمنا برحمته.