بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 أيلول 2019 12:02ص الدورات التدريبية للمُقبلين على الزواج

حجم الخط
قال الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.. والله سبحانه أودع سر الخلق في مشيئته الممثلة في الذكر والأنثى لينبثق ما يعمّر به الكون حتى تقوم الساعة، وجعل سبحانه الزواج وثاقاً يوحّد بين قلبي الرجل والمرأة، ويمزج بين روحيهما وبدنيهما في معزوفة مطهّرة نقيّة تكفل الأمن والأمان، وتشيع الطمأنينة والوئام.

ولكن حتى يتحقق هذا الأمر فلا بد من المعرفة والعلم بكل أسس الزواج حتى يكون مؤسسة ناجحة تقوم على تكافئ الجناحين... وهما الرجل والمرأة..

ومن هنا نعود.. ونسأل.. لماذا ليس لدينا مساعٍ جديّة لحسن تأسيس الشباب من الذكور والإناث في موضوع الإقبال على خطوة الزواج...؟!

ولماذا لا تقام الدورات للمقبلين على الزواج في لبنان، ونحن نعلم نسبة الطلاق التي ترتفع يوما بعد يوم وتنذر بكارثة إجتماعية كبيرة...؟!

ولماذا لا نسعى لتنظيمها في ظل التفكّك الأسري المستشري في البلد مع إزدياد الضغوط المعيشية على الأسر وتأثيرها مباشرة على مسيرة الحياة الزوجية، وإنعكاس سلبياتها على حياة الأبناء..؟!

ربما يكون الحال في لبنان مختلفا عن غيره من البلاد التي أقرّت مثل هذه الدورات نظرا لخصوصية تركيبته الاجتماعية، ولكن هذ الأمر يعتبر سببا أكبر لإقامة هذه الدورات خاصة وأن نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثا هي الأعلى، مما يعني أن هؤلاء جميعا يقبلون على خطوة الزواج دون أن يكون في حياتهم مفاهيم صحيحة أو استعداد نفسي وإجتماعي لدخول هذه المرحلة..

إن كلامي هذا دعوة لكل من يرى نفسه قادرا على المساعدة في الحد من حالات الطلاق منذ البداية وليس عند وقوع المشكلة..

أن أحوال الأسرة في بلادنا ذاهبة إلى مزيد من التأزّم... لا سيما في ظل الأزمات الأخلاقية والاقتصادية والمعيشية التي تعلي راياتها يوما بعد يوم، فهل نعمل برقيّ وحضاة ديننا، أم يا ترى سنبقى كما نحن حتى نصل إلى مرحلة نسمع فيها ألسنة كل زوج تصرخ بوقاحة عجيبة « الزواج أفشل مؤسسة».. وللأسف قد وصلنا..؟!

bahaasalam@yahoo.com