بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آب 2018 12:05ص الشيخ د. إبرهيم الحوت للمرأة قبل الحج

استثمري كل لحظة في بيت الله فإنها لن تعوض

حجم الخط
«يعتبر الحج إلى بيت الله الحرام واجباً على جميع المسلمين، فالحج ركن من أركان الإسلام. فيجب على كل مسلم قادر، أن يحج مرّة واحدة في العمر، وإن حاج أكثر من ذلك فهو تطوع، فعلى كل حج أو حاجة أن يكونوا على اتم الإستعداد جسدياً وروحياً للحج، فالاستعداد الجسدي يكون من خلال التعود على المشي وقلة النوم قبل فترة من الذهاب الى الحج ليستطيع من نوى الحج تحمل عبء السفر والجهد ولتزداد قدرة التحمل خلال أداء الفريضة» بهذه الكلمات بدأ الشيخ د.إبرهيم الحوت كلامه متوجها للمرأة المسلمة قبل السفر لأداء فريضة الحج.  
وقال: لحج المرأة شروط معيّنة، تختلف عن شروط الحج لدى الرجل. إن في الحج مناسك عدة وشروط ومحرمات يجب على المرأة الإطلاع عليها قبل السفر.
ولتعلم كل أخت مسلمة انه لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج بدون محرم والمقصود بالمحرم هو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريما دائما، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة.
وهناك أيضا إذن الزوج عندما يكون الحج تطوعاً، فيشترط إذن الزوج لحج زوجته، وللزوج الحق في منعها من الحج في هذه الحالة، أمّا إن كان فرضاً فلا يشترط منها أخذ إذن الزوج، ولكن يستحب أن تستأذن منه. 
أما بالنسبة للحيض، فإذا أصاب المرأة الحيض، أو النفاس وهي ذاهبة إلى الحج، فعليها أن تستمر في طريقها، وتكمل حجها، وتفعل ما تفعله النساء الطاهرات، ولكن يمنع طوافها بالبيت، وإن أصابها الحيض عند الإحرام، فإنّها تحرم، حيث إنّ عقد الإحرام لا تشترط الطهارة به، ولو قامت المرأة بالطواف، ثمّ أصابها الحيض، فهنا تقوم بالسعي؛ لأنّ السعي غير مشروط بالطهارة، وبإمكانها أن تستخدم ما يمنع نزول الدم إن لم يلحق بها الضرر. أما إذا جاءها الحيض بعد طواف الإفاضة، فبإمكانها السفر متى شاءت، ويسقط عنها طواف الوداع، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (حاضت صفيةُ بنتُ حُييٍّ بعد ما أفاضت. قالت عائشةُ: فذكرتْ حيضتَها لرسولِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  فقال رسولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  «أحابِستُنا هي؟» قالت فقلتُ: يا رسولَ اللهِ! إنها قد كانت أفاضتْ وطافت بالبيتِ. ثم حاضت بعد الإفاضةِ. فقال رسولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم : فلْتنفِرْ) [صحيح مسلم].
للحملات دور في التوعية والتعليم
{ وما هي أهمية ودور حملات الحج في توعية المرأة بأمور مناسك الحج؟ 
- ‏‎‏‎أما عن مناسك الحج، فإذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبي قائلة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. وبعد ذلك، اخرجي إلى منى، وصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع. ثم إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة، وصلي بها الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت الظهر، وامكثي في عرفة داعية ذاكرة مبتهلة تائبة إلى غروب الشمس. وعندما تغرب الشمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة، وصلي بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، وامكثي بها إلى صلاة الفجر، واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جدا. بعده، انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فأرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، وكبري مع كل حصاة. ومن ثم قومي بالأضحية بعد ارتفاع الشمس. ثم قصري من كل أطراف شعرك قدر أنملة. (2 سنتيمتر تقريبا). وبعد ذلك انزلي إلى مكة، وطوفي طواف الإفاضة، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحج، ثم ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوال إذا أردت التأخر، أو الحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل، مع المبيت بمنى تلك الليالي. وأخيراً، إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي طواف الوداع، وبهذا تنتهي أعمال الحج.
أما بالنسبة لحملات الحج فلها دور بارز ومهم في الإجابة على جميع تساؤلات النساء قبل الذهاب إلى الحج، كما وعلى القيمين على الحملات انشاء جلسات توعوية وتثقيفية تغطي جميع مناسك الحج وتنويه عن المحرمات. كما وأيضاً يجب على القيمين والمرشدين والمرشدات في الحج أن يكونوا خطوة خطوة مع الحجاج لإطلاعهم على كيفية تسلسل المناسك ولتأكيد ما سبق وأن ذكروه قبل السفر إلى مكة المكرمة. 
لباس المرأة في الحج
{ ما هي شروط لباس المرأة؟ وما هي آداب المرأة أثناء وجودها في مكة المكرمة؟ 
- بإمكان المرأة عند إحرامها أن تلبس ما شاءت من الملابس النسائية بشرط أن تكون خالية من الزينة، وليست ضيّقة، ولا شفافة، التلبية يجوز للمرأة بعد الإحرام أن تلبي بقدر ما تسمع نفسها، ورفع صوتها في التلبية أمر مكروه، لهذا لا يسن لها أذان، ولا إقامة، فهذا من آداب المرأة في الحج أن لا تجهر بالتلبية، بل تسر بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء، ولا تسمع الرجال حذرا من الفتنة ولفت الأنظار إليها. ووقت التلبية يبدأ من بعد الإحرام بالحج ويستمر إلي رمى جمرة العقبة يوم النحر. خلال الطواف يستحب للمرأة أثناء الطواف أن تتستر تماماً، وأن تخفض صوتها، وتغض من بصرها، وأن لا تزاحم الرجال، وخاصّة عند الحجر الأسود.
ومن المحرمات التي يجب ان تحذر منها المرأة عندما تؤدي فريضة الحج. ‎فيحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب، سواء كان في البدن أو في الثياب . كما يحرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس كما يحرم تقليم الأظافر. والمحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال. يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين وأساور الذهب والخواتم وغيرها، ولكن يجب عليها تخبئة زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج. ‎يحرم على المحرمة أيضاً لبس البرقع والنقاب، ولبس القفازين؛ لقول النبي  صلى الله عليه وسلم : «لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين» رواه البخاري. كما لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من جماعها أو مباشرتها طالما أنها لم تتحلل التحلل الكامل، ويحصل هذا التحلل بثلاثة أمور وهي رمي جمرة العقبة بسبع حصيات. والتقصير من جميع الشعر قيد أنملة، وطواف الحج (طواف الإفاضة). 
{ كيف نبين للناس الأمور التي تختلف فيها المرأة عن الرجل في الحج؟ 
- المرأة كالرجل في جميع مناسك الحج والعمرة إلا في بعض الأمور ومن بينها أن  الرجل لا يلبس المخيط، ويجوز ذلك للمرأة، وكذلك يجوز للرجل أن يجهر بالتلبية، أما المرأة فلا. وكذلك يسن للرجل الاضطباع والرمل في الطواف، ولا يشرع ذلك للمرأة، وأيضاً يسن للرجل الإسراع بين العلمين الأخضرين في المسعى، ولا يسن ذلك للنساء، وأنه لا يجوز للرجل لبس الخفين والجوربين في الإحرام، ويجوز ذلك للمرأة، وأن الرجل يسن له الحلق أو التقصير في النسك، والمرأة يسن لها التقصير ولا يجوز الحلق. وأخيراً، الرجل يجب عليه طواف الوداع في الحج إذا أراد الخروج من مكة، والمرأة إذا حاضت يسقط عنها طواف الوداع.
{ وما هي الأخطاء الشائعة للنساء في الحج؟ 
- من الأخطاء الشائعة للنساء في الحج أن بعض النساء لا تحرم إذا مرت بالميقات وهي حائض أو نفساء، والنبي  صلى الله عليه وسلم  أمر النفساء أن تغتسل وتستثفر - أي تتحفظ من الدم-، وتحرم من الميقات وتفعل جميع الشعائر، غير ألا تطوف بالبيت حتى تطهر. كما ورد في حديث جابر في صفة حجة النبي  صلى الله عليه وسلم  «أتيناذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كيف أصنع؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي». وكذلك أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجنا مع النبي  صلى الله عليه وسلم  لا نذكر إلا الحج، فلما جئنا سرف  طمثت، فدخل عليَّ النبي  صلى الله عليه وسلم  وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك؟ قلت: لوددت والله أني لم أحج العام، قال: لعلك نفست؟ قلت: نعم، قال: فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم، فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري.
‏بالاضافة الى ان  بعض النساء يعتقدن أن المرأة لا تلبس إلا الثوب الأسود أو الأخضر، وأن ذلك واجب، وهذا ليس صحيح؛ بل تَحرُم فيما شاءت من الثياب التي شرط أن لا تكون زينة ملفة للنظر. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوبا مسه ورس أو زعفران ولا تتبرقع، ولا تتلثم، وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت».
وصايا للمرأة 
{ وما هي الوصايا لكل إمرأة مسلمة أرادت أداء فريضة الحج هذا العام؟
- نقول لكل إمرأة أرادت اداء فريضة الحج أن الإخلاص لله شرط في صحة أي عبادة ومنها الحج فأخلصي لله تعالى في حجك وإياكِ والرياء فإنه يحبط العمل، واحذري مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج وبخاصة في الطواف عند الحجر الأسود والركن اليماني وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات وتخيري الأوقات التي يخف فيها الزحام ، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف في ناحية منفردة عن الرجال وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان هناك زحام ، وفي النهاية الحج فريضة فرضها الله على عباده، وهو جهاد المرأة لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم لعائشة رضي الله عنها: «جهادكن الحج».