بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آذار 2022 12:00ص الشيخ زهير كبي: نمرُّ بظروف استثنائية تتطلّب تضافر الجهود من أجل إنقاذ المجتمع وأبنائه

حجم الخط
أكد المدير العام، أمين سر مجلس أمناء صندوق الزكاة الشيخ زهير كبي في معرض حديثه لـ«اللواء» أننا وبلا شك نمرُّ في ظروف استثنائية صعبة، ساءت فيها أحوال الناس وأثقل الغلاء والوباء والبلاء كاهل غالبية الشرائح الاجتماعية، وبات العيش الكريم ضرباً من المستحيل، مع اشتداد الأزمة الخانقة التي لم نشهد لها مثيلاً، وهذا ما جعل الفقير لا يقوى على تأمين قوت عياله أو شراء أدويته، أو تأمين أدنى متطلبات الحياة.

وقال: من هنا كان لزاماً وواجباً على صندوق الزكاة التابع لدار الفتوى الذي يعمل بإشراف وتوجيه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبإدارة مجلس أمناء يضم خيرة من أصحاب الكفاءة والعلم والإدارة، أن يتفاعل مع الشرائح الاجتماعية الأشد فقراً التي يرعاها ويقدّم لها كل الدعم والمؤزارة من خلال برامج ومشاريع وضعت النقاط على حروف الحاجة.

حجم المساعدات

وقد ضاعف مخصصات الأسر المستفيدة من برنامج الصرف الشهري الدائم 300%، كما ضاعف مساعداته المرضية والاستشفائية والاجتماعية الطارئة ثلاثة وأربعة أضعاف، وارتفعت نفقاته المخصصة لكافة الشرائح الاجتماعية المحتاجة الى مستوى قياسي حيث بلغت 45.454.203.000 ل.ل. (خمسة وأربعون ملياراً وأربعمائة وأربعة وخمسون مليوناً ومئتان وثلاثة آلاف ليرة لبنانية) استفاد منها آلاف العائلات وفق ما يلي:

المساعدات الشهرية المالية الدائمة 1064 أسرة، المساعدات المرضية والاستشفائية 3722 مريضاً، المساعدات الاجتماعية 5301 مستفيداً، الحصص الغذائية 23000 حصة، المساعدات العينية 9303 مستفيداً، كفالة الأيتام 5223 يتيماً، كفالة طالب جامعي ومهني 160 طالباً، دعم الكتاب المدرسي 3115 طالباً، إفطار صائم 6712 صائماً، لحوم الأضاحي 3300 أسرة، الكسوة الصيفية والشتوية والعيد 8989 مستفيداً، وجبات الطعام (3 مرات أسبوعياً) 98800 مستفيد، زكاة ميديكال سنتر 7231 مريضاً، المركز الطبي 16312 مريضاً، كفالة أسر ضحايا انفجار المرفأ 150 أسرة.

هذه الأرقام والأعداد تؤكد على مصداقية صندوق الزكاة مع تعاطيه مع المجتمع وأبنائه وشرائحه المحتاجة التي كان له شرف خدمتها وتقديم العون والمؤازرة لها، خاصة في هذه الظروف الصعبة، لذا كان شعار حملتنا الإعلامية في هذا الشهر المبارك «الناس للناس... والزكاة هي الأساس»، وبالفعل فان الناس في ظل هذه الأزمات المتلاحقة للناس من خلال فريضة ربّانية (الزكاة) تحمل في طيّاتها أسمى وأرقى المعاني الإنسانية.

نداء لأهل الخير

وقال الشيخ كبي: كما على صندوق الزكاة واجب يؤدّيه فإننا نطلق نداءنا ونعلّي صوتنا لأهل الخير ولمؤسسات الخير في لبنان والخارج لا سيما في الدول العربية والإسلامية التي لم تبخل يوماً في مد جسور العون والدعم والمحبة والتواصل الإنساني، أن يتفاعلوا أكثر فأكثر وأن يقفوا الى جانبنا عبر زكواتهم وتبرعاتهم النقدية والعينية أو دعم برامج ومشاريع من شأنها التخفيف من وطأة الفقر والحاجة، ان الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمرضى والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المتعففة ينتظرون مبادرات المؤسسات وعطاءات أهل الخير، فمن لهم بعد الله سواهم، نحن على يقين بأنهم أهل للخير والبرّ، ومنارة للبذل والعطاء، والأكثر التزاماً بشرع الله عزّ وجلّ وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والأصدق تفاعلًا مع حاجات المجتمعات وأبنائها.

في زمن المحن تعرف معادن الناس ومدى التزامهم بشرع الله الذي يدعو الى التكافل والتراحم والتآزر، لا سيما في هذا الوضع الصعب اجتماعياً وصحياً ومعيشياً، ونحن ندعو كل من أحب الاطّلاع عن قُرب على خدمات الصندوق وتقديماته وبرامجه والشرائح المستفيدة منها زيارتنا في مكاتبنا في عائشة بكار مقابل دار الفتوى.

لماذا نصاب الفضة?

ولدى سؤاله عن سبب اعتماد نصاب الفضة لاحتساب الزكاة المتوجبة على المقتدر، قال الشيخ كبي: طلباً لمرضاة الله عزّ وجلّ، وحرصاً على مصلحة الشرائح الاجتماعية التي تستحق أموال الزكاة، ولأننا في وضع معيشي واجتماعي واقتصادي أليم، انعكس مأساة على حياة المحتاجين، فقد ارتأت الهيئة الشرعية في صندوق الزكاة أن المعتمد لاحتساب الزكاة للعام 1443هـ/ 2022م على نصاب الفضة 595 غراماً (فضة خالصة)، ويبلغ 494$ (أربعمائة وأربعة وتسعون دولاراً) أو قيمة ذلك من العملة الورقية المعتمدة حينما يتوجب على المكلف إخراج الزكاة، فمن ملك النصاب الشرعي وحال الحول على ماله - سنة هجرية كاملة - فقد وجبت في ذمته الزكاة.

{ وماذا عن الأموال المودعة في البنوك؟

- رأت الهيئة الشرعية في صندوق الزكاة أن الأموال المودعة في البنوك تزكّى بواسطة شيك مصرفي سواء كانت بالعملة اللبنانية أو بالدولار الأميركي، أو نقداً حسب سعر الصرف الذي يحدده له البنك.

أما الأموال الموجودة نقداً لدى المزكّي تُزكّى نقداً وبالعملة ذاتها أو قيمتها في حينها في السعر المتداول.

{ وماذا عن برامجكم الخيرية في شهر الخير والتراحم والتكافل؟

- ما زال صندوق الزكاة ورغم كل شيء ورغم أن أموالنا محجوزة في البنوك ولا نستطيع أن نحصّل منها إلّا النذر اليسير فإننا لا نزال وسنبقى بإذن الله الملاذ الآمن لآلاف العائلات المستحقة لكل عون ودعم من خلال برامج نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: إفطار صائم عبر وجبات ساخنة، وقسائم شرائية من التعاونية بقيمة 500 ألف لبنانية يتم توزيعها على مستفيدي الصرف الدائم وأسر الأيتام المكفولين والعائلات الأشد حاجة من مستفيدي الصرف الأولي، ثياب العيد، الحصص الغذائية، والأدوات المنزلية والكهربائية والعينيات التي تصل كزكاة عينية الى الصندوق حيث يصار الى توزيعها فور استلامها، والصندوق ينتظر تجاوب من ملأ الله عزّ وجلّ قلبه رأفة ورحمة للقيام بواجبه الشرعي الإنساني، فالمجتمع بأشدّ ما يكون إليك في ظل الظروف المعيشية القاهرة المؤلمة وارتفاع الدولار وغلاء الأسعار، على الصندوق التذكير بما فرض الله على المقتدر في ماله، ويكفي الصندوق أنه يراعي شرع الله عزّ وجلّ في كل حركاته وسكناته ويميّز تماماً بين الزكوات والصدقات... أين تُصرف ولمَن والشروط الشرعية الواجب اتباعها لصرف الزكاة على مستحقيه ممن سمّاهم الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم.

وختم الشيخ كبي مذكّراً بدوام العمل في شهر رمضان المبارك قائلاً: يستقبلكم صندوق الزكاة في لبنان - دار الفتوى طيلة شهر رمضان المبارك من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الرابعة عصراً، وفي العشر الأواخر (حتى الآحاد) من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء... يمكنكم الاتصال على الرقم: 770770-01 لإرسال مندوب الجباية أو إيداع الزكوات والصدقات «أون لاين».