بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 آذار 2019 12:02ص الصدق... غالٍ في بلادنا..؟!

حجم الخط
في كل مرة أفتح فيها كتاب الله تعالى، أجد نفسي أقف طويلا أمام قوله عز وجل {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.. ثم أسأل... ما هو هذا العهد المقصود بالآية..؟!
إنه ببساطة عهد حسن الإيمان وحسن العمل بما أمر الله تعالى ورسوله..
وهنا تتضح الصورة.. هل نحن في مجتمعنا من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه..؟!
الإجابة الواقعية المؤلمة أننا عليما وعمليا واجتماعيا واقتصاديا وتربويا وأسريا - بل وربما في كثير من الأحيان دعويا – نحن من الذين ناقضوا ما عاهدوا الله عليه بكل أسف..؟!
فالإنسان في هذه الدنيا مطالب بفعلين هما القول السديد والعمل الرشيد - أو بالتعبير القرآني الإيمان والعمل الصالح - ولن يكفي واحد منهما عن الآخر، فلا القول يغني عن العمل.. ولا العمل يكفي بلا قول سديد.
فالقول والعمل هما رأس مال الإنسان في هذه الدنيا، وأي تقصير أو تهاون أو تقاعس أو إهمال في واحد منهما سيكون خسارة كبيرة لن تعوّض، فما بالنا إن كان الناس في بلادنا بلا قول سديد وبلا عمل صالح..؟!؟
مشكلتنا أننا فرّقنا بينهما فأصبحنا في مجمل أعمالنا متناقضين..
فتحكمت فينا المفاهيم الخبيثة حتى راح البعض يقول ثم يقول ثم يقول فأصبح «قوّالا»... ومع مرور الزمن أصبح قوله بلا وزن وبلا قيمة وانقلب من خانة «السداد» إلى خانة «الفساد»، ومع ذلك لم يرض بالعمل ولو كان قليلا..!!
أما البعض الآخر فهجر القول الرشيد وانكب على العمل دون صلاح.. فانحرف عمله وصار فساده «فسادين»..!؟
وبين «البعضين» السابقين ضاعت مصالح البلاد ومصالح العباد، فاضطربت القيم واختلت الموازين وتشوّهت المعايير وساد في مجتمعنا نظام الغابة فنشأ جيل مقسوم لقسمين..
قسم لا يعرف إلا «طريق» القول الذي هجر كل عمل صالح..؟!
وقسم يعمل لمصلحته بلا نيّة صادقة ولا منطلق صحيح...؟!
وبين القسمين استغل المفسدون ضياع البوصلة فنشروا ما أرادوا من تهم وشوائب حتى ظن الناس أن الدين متهم في كل ناحية... وأن غيره مثال للتقدّم والحضارة والرقي..؟!
أما السبب فهو كما قلنا في بداية المقال... (لم نصدق ما عاهدنا الله عليه)...
فحسبنا الله ونعم الوكيل..؟!


bahaasalam@yahoo.com