بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تموز 2019 12:19ص العُلماء للطلاب الناجحين: إجتهدوا في دراستكم فإن البلاد تحتاج إلى إبداعاتكم

تخرّج الطلاب تخرّج الطلاب
حجم الخط
منذ أيام قليلة صدرت نتائج الامتحانات الرسمية ونجح من نجح ورسب من رسب، وبدأ الناجحون مرحلة جديدة في حياتهم لتأمين مستقبلهم... مرحلة يجب أن تكون مقرونة مع العلم والأخلاق لخدمة المجتمع، إذ لا مجتمع سليم وصحيح بدون أخلاق...

فالله سبحانه وتعالى حثَّنا على العلم لمعرفة طريق الحق للدنيا والآخرة، هذه الطريق التي تحتاج إلى الإيمان بالله القوي والصبر على تحمّل الصعاب والمشقّات والسير على نهج رسول الله وسنّته في حياتهم... وبذلك يكون قد فازوا في الدنيا وفي الآخرة... لأن العلم نور لذوي الأبصار والبصائر، فطوبى لمن عرف العلم وعرف الطريق إلى الله...

أبناؤنا الطلاب هنيئاً لكم النجاح، وهنيئاً لكم المرحلة الجديدة من حياتكم التي يجب بفضل جهودكم وتضحياتكم أن تتحوّل إلى طريق للمستقبل، طريق ينير الحق ويزهق الباطل...

مع صدور نتائج الامتحانات الرسمية ماذا يقول العلماء للطلاب الناجحين؟!..

غندور

{ القاضي الشيخ زكريا غندور قال: أتوجّه بالتهنئة لكل أبنائنا بنجاحهم في الشهادات الرسمية أو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ونقول للجميع هكذا الدنيا ينتقل الإنسان من مرحلة إلى مرحلة حتى يضمن بناء الدنيا وينسى ان الدنيا كلها مؤقتة كما عبّر النبي صلى الله عليه وسلم «ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلَّ تحت شجرة ثم راحَ وتَرَكَها».

فكل الشهادات حتى العليا منها في كافة الاختصاصات ان لم تقترن بالخلق والدين كانت شهادة عليه، لأن الله حثّ أهل العلم بمعرفة الطريق الحق للدنيا والآخرة. وقد ورد عن بعض أهل الأدب ان رجلاً تخرّج أخاه في بلاد الاغتراب باختصاص الهندسة المعمارية بدرجة الامتياز فأرسل إلى أخيه السلم يخبّره بما وصل إليه فرد الأخ السلم على أخيه بالتهنئة متمنياً له النجاح وقال يا أخي قد أحسنت من اختيار بناء الدنيا إيّاك أن تهدم الآخرة. فلنعمل للدنيا والآخرة وفق قول ربنا سبحانه وتعالى: {ربَّنا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنَا عذَابَ النّارِ}. وقال أحد الحكماء لولده إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم وان أردت الآخرة فعليك بالعلم وان أردتهما معاً فعليك بالعلم معاً، فالعلم نور لصاحبه ينير له درب الحق، فطوبى لمن صدق في دنياه وكان نموذجاً صالحاً في المجتمع فيما يقدّمه لأهله ولأنسبائه، ولجيرانه، والخسارة الكبرى لمن أضاع الدنيا والآخرة، فالكثير الذين نراهم وصلوا لدرجات علم عالية بل لكثير منهم لا قيم ولا أخلاق ولا إلتزام وأضحى العلم حجّة عليهم وليس لهم، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً ومن عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه أمدا بعيدا..

واختتم قائلاً: نقول للجميع ان الله سبحانه وتعالى في أوّل خطاب لرسوله صلى الله عليه وسلم «اقرأ»، فالعلم نور لذوي البصائر والأبصار، فطوبى لمن عرف العلم وعرف الطريق إلى الله، ونقول للجميع مبارك عليكم المعرفة ونرجو أن تكونوا نموذجاً لشعبكم ومجتمعكم في القيم والأخلاق.

شحادة

{ القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة قال: أتوجه إلى جميع الطلبة الذين اجتازوا الامتحانات الرسمية في جميع المجالات أن يكونوا على قدر كبير من الوعي في تحديد مستقبل خطواتهم القادمة كي تتلاءم مع المرحلة التي مرّوا بها من الإرهاق والمصاريف والسهر الذي عاناه الأهل من أجل وصولهم إلى هذه المرحلة.

وأضاف: ان غياب التخطيط والأمل نحو مستقبلهم سوف يؤدّي إلى الفشل وعدم استغلال هذه الشهادة في مجالها الصحيح، والمستغرب في مجتمعنا انه عندما يفوز الطالب بالامتحانات الرسمية لا يجد أمامه هو وأهله إلا أن يذهب إلى المفرقعات أو إلى إطلاق النار ابتهاجاً بذلك وكأنه نال الشهادات العليا أو كأنه قد ضمن مستقبله، وهو لا يدري ان هذا يعتبر بداية فشله وبداية تخلّف هذا المجتمع بما يتعارض مع الشهادة التي نالها، لذلك عليه أن يبدأ أولاً بالإقلاع عن أي عادات لا تليق بشاب أو شابة متعلّمة ويذهب إلى من هم سبقوه بهذه الشهادات ونالوا من خلالها المراكز العليا من دراسات أو من علم أو عمل ليستعبر من تجربتهم، وأن يثابر على نيل شهادات العليا باختصاص يحبّه ويتقنه ويعمل جاهداً لإيجاد عمل مناسب له أو خلق فرصة عمل بنفسه، ولهذه الأسباب التي تغيب عن شبابنا اليوم أصبحت نسبة البطالة متزايدة لأنه من الطبيعي أن تجده اتكالياً أو مستخفّاً من النصائح بالإستناد إلى انه يعتمد على الوساطة يوماً ما في وظيفة ما أو انه يعتاد على الخمول وإضاعة الوقت في الأماكن التافهة وربما يكون مع أصدقاء غير مثقفين أو لم يتعلّموا أو لم ينالوا الشهادات، فبالتالي تصبح شهادته لا قيمة لها علماً ان صاحب هذه الشهادة يستطيع أن يصل بها إلى أعلى مستوياته العلمية والعملية، ولكن لا بدّ من الإرادة والتضحية لإجتياز اليأس من مستقبل حياتهم وهذه خطوة جريئة يجب أن يتحلّى بها كل طالب وطالبة.

البابا

{ الشيخ أحمد البابا، رئيس مركز الفاروق الإسلامي، قال: لا بدّ أولاً من أن ألقي تحية وتبريكاً لأبنائنا وبناتنا الذين أكرمهم الله تعالى بالنجاح في الامتحانات الرسمية ليكونوا ان شاء الله بعد ذلك ناهضين متمكّنين وتفتح لهم أبواب الحياة على مصراعيها ليكونوا من أهل القيادة والريادة وليكون لهم الدور البنّاء والفعّال في خدمة المجتمع والوطن. ولا بدّ من التوجّه لهؤلاء الطيبين والطيبات الذين تعبوا وسهروا حتى جنوا هذا النجاح واحرزوا النتائج فمن جدّ وجد ومن زرع حصد، ولهؤلاء  أقول لهم من الوفاء شكراً لمن قدّم لكم بكل علم ووفّر لكم وسائل النجاح بدءاً من الوالدين اللذين يستحقان كل ثناء وشكر على ما بذلاه وثانياً للمعلمين والمعلمات الذين تفانوا مع طلابهم وضحّوا بأوقاتهم ليحظى الطلاب والطالبات بالنجاح الباهر.

وأضاف: أما للطالبات والطلاب أقول لهم من الواجب الإلتزام الوثيق بالعلم والمعرفة والتربية السديدة والإلتزام بالقدوة الرشيدة والإنسان لا ينتهي علمه حتى يبلغ مبلغه الحياة كلها.

فالعلم لا ينتهي وطلب العلم شغف يجب أن يتحلّى به الجميع حتى ينالوا أعلى مراتبه ويغرفوا من معين العلم الواسع الذي لا ينضب، كما وان العمل لا يصلح ان لم يكن صالحاً والعلم لا ينفع ان لم يكن رشداً، فيجب على أبنائنا وبناتنا الناجحين أن يحمدوا الله عزّ وجلّ أولاً وأخيراً وأن يكثروا الطاعة لله عزّ وجلّ ويرتبطوا ارتباطاً وثيقاً بالمولى سبحانه وتعالى، فان العلم باب وان المعرفة وسيلة وان الهدف هو إرضاء الله عزّ وجلّ فليسعوا ملأى جهدهم لإسترضاء مولاهم.

وأختتم قائلاً: أما كلمتنا الأخيرة فأوجّهها إلى مجتمعنا فأقول لهم ان جوهر العلاقة مع الله تعالى هي التي تؤمّن الفلاح وتوصل إلى النجاح، فلا يُمكن للإنسان أن يصل إلى قمّة التألّق إلا بإرضاء المولى سبحانه وتعالى والقيام بطاعته والإلتزام بشرعه الحنيف.