بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 أيلول 2017 12:03ص العلم حياة ... فلِمَ نقتل أنفسنا..؟!

حجم الخط
في ظل المجريات العبثية التي يعاني منها بلدنا في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية و.... والتي استأثرت بعقول الجميع، نجد أنفسنا مطالبين بطرح سؤال ضروري على كل المسؤولين أيا كانت مسؤوليتهم..
ألم تلاحظوا أيها السادة أننا في خضم هذه الأمور قد نسينا التقدم العلمي والإبداعي في بلادنا حتى أصبحنا نعاني من غياب شبه كامل له..؟!
ألم تنتبهوا إلى أن مساهماتنا العلمية والإبداعية في المحافل الدولية وإن حدثت فهي بلا رعاية وبلا عناية وبلا اهتمام من أحد..؟!
لقد كتبنا كثيرا وقلنا أن العلم هو أساس التقدم في أي مجتمع، وأن أي أمر يتعارض مع العلم وقيمة العلم ومكانة العلم لا بد أن نتخلص منه... ومع ذلك.. لا حياة لمن تنادي..؟!
هل قمتم أيها المسؤولون بإعداد دراسة أو إحصاء عن عدد الكتب التي يقرأها المواطن اللبناني سنويا..؟!
هل سعيتم إلى استحصال جداول توضح نوعية الكتب التي تباع وتطبع في بلادنا ومدى استفادة المواطن منها..؟!
هل عملتم لإقرار خطة وطنية تعيد المواطن إلى حديقة العلم الغناء فتدعم منظومة القراءة المفيدة في بلادنا..؟!
إن انتشار الجرائم وشيوع الفواحش وسيطرة ثقافة الغضب و المشاكل على شوارعنا ومناطقنا لا يمكن أن تحل إلا من خلال العلم أولا وثانيا وثالثا، وكل ما عدا ذلك فنحن حينها نعالج النتيجة لا السبب.!؟
ولذا نكتب اليوم لنقول وبالصوت العالي أننا بحاجة ماسة إلى خطة وطنية يشترك فيها الجميع لإعادة الاعتبار لمكانة العلم فعلا وعملا..
نحتاج إلى جهود مشتركة بين كل المسؤولين في سبيل تربية الأجيال على أن العمل هو الأساس في عملية التقدم والتطور والبناء، وفي نفس الوقت على أن الجهل هو أساس التخلف والتراجع والموت الحضاري..؟!
إن العلم يعني حسن فهم للإيمان... ويعني حسن التفاعل مع منظومة أخلاق.. ويعني الرقي في ترجمة هذا العلم وهذا الإيمان إلى سلوكيات مشرقة تساهم في رفعة البلاد وأهلها وبالتالي في تقدم مسيرتها الحضارية...؟!
باختصار شديد... بلاد العمل والمتعلم فيها بلا كرامة هي بلاد تسعى إلى قتل نفسها... والويل لمن يقتل نفسه ثم يدعي أنه مظلوم...؟!