بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 نيسان 2018 12:04ص العلماء في ذكرى الإسراء والمعراج: دعوة إلى اليقين بفرج الله على الأمة مهما ضاقت الأحوال

حجم الخط
 يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السمع البصير} «سورة الاسراء».
فقد كانت حادثة الاسراء والمعراج بمثابة منعطف خطير في تاريخ الدعوة الاسلامية لما حملته من شحذ لهمة الرسول الكريم وتجديد لعزيمته وذلك بعد أن تحجرت قلوب أهل مكة فأعرضوا عن قبول الحق.
فذكرى الاسراء والمعراج حدث ارضي سماوي عظيم ففيه تجلت معجزة الله الخالدة اكراماً لرسوله الكريم محمد، فقد انجز الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم محمد معجزة لا ككل المعجزات فاقت ما كان لكل الانبياء والمرسلين، فقد اراد الله سبحانه وتعالى ان يسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى فاسرى ورأى من آيات ربه ما رأى، فما زاغ البصر وما طغى فالسموات والارض كانتا اثناء رحلته تحت امرته بقدرة ربه وعزته وجلاله.
فرحلة الاسراء والمعراج دعوة للعروج إلى الله بارواحنا وقلوبنا ودعوة للخروج من الظلمة إلى النور ومن الشك إلى اليقين ومن العصيان إلى الطاعة ومن الفرقة والخلاف إلى لزوم الجماعة والائتلاف... فحدث الاسراء دعوة لجميع المؤمنين ان يعودوا إلى معنى الاسراء إلى حقيقة الصلاة ليجتمع الجمع على حقيقة لا إله إلا الله.
ماذا يقول العلماء في هذه الذكرى العظيمة:
القاضي غندور
{ بداية قال القاضي الشيخ زكريا غندور: نعيش شهر رجب، رجب الخير الذي نقرب منه إلى شهر رمضان ولا بد ان نحيا حدث الاسراء والمعراج وما يرمز هذا الحدث بالنسبة للمسلمين خاصة، وما يحمل من ارتباط بين الأرض والسماء وبين توثيق العلاقة بين الخالق والمخلوق.
واضاف: كان حدث الاسراء والمعراج ليقول الله لنبيه ان ضاقت بك الارض فالسماء تفتح لك فأسرى الله به من بيت الله الحرام إلى المسجد الاقصى، وعرج  به جبريل من المسجد الاقصى إلى السماوات العلى، إذ قال في كتابه العزيز: {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى} ففي تلك الليلة فرضت الصلاة على المسلمين لتكون معراجهم الدائم إلى الله تعالى فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فليس بين العبد وربه مسافة فإذا قال العبد يا رب قال الله سبحانك وتعالى لبيك.
وتابع قائلاً: حدث الاسراء دعوة لجميع المؤمنين ان يعودوا إلى معنى ليجتمع الجميع على حقيقة «لا إله إلا الله» وقول الله تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً}.
وختم قائلاً: كم نحتاج إلى فقه هذا الحدث لنسير على نهج رسول الله ولتعود امتنا إلى معنى الإسلام وسموه وارتقائه تمسكاً بحدث الإسراء.
الكردي
{ القاضي الشيخ احمد درويش الكردي قال بدوره: ان رحلة الاسراء والمعراج هي رحلة ايمانية تربط ما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، كما تربط بين الارض والسماء برباط ايمان عميق.
واضاف: ان هذه الرحلة الميمونة كانت نتاجاً عن صبر من النبي  صلى الله عليه وسلم  مما لاقاه اثناء رحلته من  مدينة الطائف وتوجه إلى ربه قائلاً: «ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي»، فكانت رحلة الاسراء والمعراج رحلة تكريم لهذا النبي  صلى الله عليه وسلم  بعد صبره على البلاء والمحن والطرد والاذى من قبل اهل مكة واهل الطائف ولما خرج رسول الله إلى الطائف وردوا دعوته سلطوا عليه الصبيان السفهاء فأخذوا يرمونه بالحجارة حتى خرج من مدينة الطائف وهو يقول «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
وتابع قائلاً: رحلة الاسراء والمعراج هي المعجزة والحدث المبارك يذكر المؤمن عند حدوثه بمصير المسجد الاقصى فهذه المناسبة تؤكد للمسلمين وجوب الدفاع عن القدس وتحريره من الاحتلال اليهودي الغاشم وتعدياته السافرة والمتكررة على حرمة المسجد الاقصى.
فالأقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين من حيث القداسة والثواب ولذلك يجب على قادة المسلمين ان ينهضوا من جديد بعزم وقوة لتحرير المسجد الاقصى وكامل فلسطين واعادة الفلسطينيين إلى جذورهم واصولهم وارضهم التي هي ارض آبائهم واجدادهم في قديم الزمان.
وختم مباركاً لجميع المسلمين بهذه الذكرى متمنياً الامن والايمان والاستقرار، وان تنعم الشعوب بكل خير وسلام ورفع الضيم والظلم عن كل مظلوم في مشارق الارض ومغاربها.
شحادة
{ أما القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة فقال ان معجزة الاسراء والمعراج معجزة الهية تتمثل باسراء النبي من مكة إلى المسجد الاقصى ومعراجه من المسجد الاقصى إلى السموات السبع، وكأن في ذلك عبرة لصحة رسالته وصدقها واعجاز ما جاء به في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، واجمل ما فيها ان هذه الذكرى اظهرت مدى علاقة النبي ومكانته عند رب العزة عز وجل حيث انه مر على الانبياء جميعاً والرسل في السموات المتتالية وكان قد  صلى بهم جميعاً بالمسجد الاقصى وهذا ما يدل على انه خاتم الانبياء ومقدمتهم وناشر الرسالات ومتممها حيث قال الله سبحانه وتعالى: {سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله}.
واضاف ما احوجنا في هذا الحدث المبارك لاعادة الصلة مع الله تعالى وتوثيقها وفق ما اراده الله سبحانه وتعالى ولعل الله سبحانه وتعالى يكشف عن السبب المهم هو ان يعود المسلمون إلى دينهم فيكونوا خير امة اخرجت للناس بعد ان منحهم الله هذا التكريم لما خصهم به من نعمة هذا الدين العظيم الذي اضحوا به خير امة اخرجت للناس.
وختم قائلاً: ان شهر رجب الخير شهر الايمان والصلاة وشهر التضرع والدعاء فلنقل للجميع عودوا إلى الله صادقين بوحدة الكلمة والصف وادركوا ان الله يسمع ويرى وهو الذي قال {قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}، ويقول ربنا سبحانه وتعالى: {واذا سألك عبادي عني فإني قريب}.
فإن الاسراء والمعراج هذه المعجزة والحدث المبارك يذكر المؤمن بمصير المسجد الاقصى الذي هو نهاية الاسراء وبداية المعراج وكانت فيه الآية الكريمة التي وردت في سورة الاسراء تعظيماً وتبياناً لهذا المعلم الاسلامي وهو المسجد الاقصى من دنس الصهاينة المجرمين واعادة المسجد السليب للمؤمنين وكل فلسطين.
وكل عام والأمة الاسلامية والعربية بخير.