بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تموز 2021 12:01ص العلماء في عيد الأضحى المبارك: نسأل الله أن ينتقم من كل مسؤول سرق فرحتنا

حجم الخط
 
«عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ              بِـمَـا مَـضَـى أَمْ بِـأَمْـرٍ فِـيـكَ تَـجْـدِيـدُ»

يطلُّ علينا عيد الأضحى المبارك هذا العام، والكثير من النّاس محزونة لعدم تمكّنهم من أداء فريضة الحج لهذا العام بسبب الأوضاع الصحية وجائحة كورونا أو بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي سرقت فرحة العيد من قلوب البشر...

نعم نردّد دائماً أمام هذه الويلات التي يعيشها المجتمع اللبناني: بأيّة حال عُدْتَ يا عيد؟ فبدلاً من أن تكون الفرحة تسبق القلوب للتحضير لهذا العيد، وتطبيق سنّة الله ورسوله في هذه الأيام الجليلة، نرى الدموع في عيون النّاس بسبب ضيق الحال وتأزّم الأوضاع في البلاد..

ماذا يقول العلماء للناس عن هذا العيد هذا العام، هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

الصلح

بداية قال مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح:

عيد الأضحى هو أحد العيدين عند المسلمين (والعيد الآخر هو عيد الفطر)، يوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم 13 ذو الحجة. يعدّ هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة إبراهيم عليه السلام عندما رأى رؤيا أمره فيها الله بالتضحية بابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلا عن ابنه، لذلك يقوم المسلمون بالتقرّب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف، أو بقرة، أو جمل) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته، ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى.



مدته شرعاً أربعة أيام على عكس عيد الفطر الذي مدته يوم واحد؛ فقد روى أبو داود والترمذي في سننه أن النَّبيُّ  صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ ولَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا «فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: « قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى»»، وروى الترمذي في سننه «أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال: «يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ»، فمن هذا الحديث نستنتج أن العيد يومان: يوم للفطر ويوم للأضحى، لكن يلحق بالأضحى أيام التشريق الثلاثة، فيصبح مدته أربعة أيام، ولهذا فإن جمهور العلماء يمنعون صيام هذه الأيام تطوعا أو قضاء أو نذرا، ويرون بطلان الصوم لو وقع في هذه الأيام.

لقد اعتاد المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من أداء صلاة العيد، حيث يقوم كل مسلم بمصافحة المسلم قائلاً «تقبّل الله منا ومنك» و«كل عام وأنتم بخير».

ولكن هذه السنة يستقبل اللبنانيون عيد الأضحى المبارك بشكل مختلف تماما، ليس فقط بسبب الحجر المنزلي وانتشار فيروس كورونا، إنما بسبب الضائقة الاقتصادية والمعيشية الصعبة والغلاء الفاحش، فلم تعد العيدية من أولويات العيد وسيحرم كثير من الأطفال منها.

وحتى الأضاحي التي كانت جزءا لا يتجزأ من عادات عيد الأضحى لم تعد حاضرة بسبب عدم القدرة على تقديمها للفقراء بعد أن شهدت محلات بيع اللحوم ارتفاعا ملحوظا بالأسعار.

باختصار، العيد هذه السنة مثقل بالهموم والقلق، غابت عنه الأجواء التحضيرية المعتادة، وحتى الأنشطة الدينية والثقافية التي كانت تتزيّن بها المساجد والطرقات وخصوصا مع العهد القوي في بلدنا الذي بشّر به رئيس البلاد بوصول الوضع الى جهنم وبئس المصير له بعيدا عن اللبنانيين جميعا.

وقد اعتاد اللبنانيون من جميع الطوائف والمذاهب بزيارة بعضهم ومعايدة بعضهم البعض. وتشهد الشوارع ازدحاما في الأسواق لشراء الملابس الجديدة والمأكولات والحلويات. ولكننا اليوم نرى الناس قد خرجت على السلطة مطالبة لها بالرحيل لان الناس لم تعد تستطيع الصبر على هدر المال العام!!!!

وبعد أداء صلاة العيد يذهب الناس إلى منازلهم استعدادا لتهنئة الأهل والأقارب ولاستقبال الضيوف ويجتمع جميع أفراد العائلة ويتم ذبح الأضحية ويتم تقديم الحلوى مع القهوة وغداء العيد، هذه هي عادات العديد من الدول الإسلامية.

ولكن للأسف هذا الشيء في بلدنا الآن مفقود لعدم شعور الناس بالأمن والآمان والأطفال قد غابت عنهم العيدية لعدم القدرة عليها لدى الأهل فنسأل الله أن يغيّر هذا الحال إلى أحسن ويرفع عنا وعن بلدنا خصوصا وبلاد العالم الوباء والغلاء وتسلّط الأعداء انه سميع الدعاء.

دلي

أما مفتي حاصبيا - مرجعيون الشيخ حسن دلي، فقال:

يطلّ علينا عيد الأضحى المبارك في لبنان في ظل ظروف مأساوية على الشعب اللبناني عامة وعلى المسلمين خاصة الغلاء وانهيار القيمة الشرائية للعملة الوطنية جعلتنا نقف عاجزين عن تأمين أدنى مقومات الحياة مما جعل غصّة وقهرا نغصّت على المجتمع فرحة العيد ومنعت الإنسان الذي كان ميسورا من أداء واجباته اتجاه من هو بحاجة الى أخيه الإنسان، فكثير من الناس لم يعد يستطيع أداء سنّة الأضحية في هذا العيد وجعلت كثير من الناس وأمام هذا الواقع الأليم يشعر اللبنانيون من أداء هذه الشعيرة بسبب الانهيار الاقتصادي مما حرم غالبية الناس من مادة اللحم إضافة الى غلاء السلع الأساسية وفقدانها.. لا كهرباء.. لا ماء.. ولا غذاء.. ولا دواء.. ولا مستشفيات تستقبل المريض الفقير، فيموت على أبواب المستشفيات.. وحتى الخبز أصبح من المواد التى لا يستطيع شرائها الفقراء كل ذلك بفضل العهد القوي بفضل السياسيين الذين لم يرفّ لهم جفن أمام هذا الواقع المرير، وحتى ان ضمائرهم قد ماتت وأراقوا ماء الحياء حين يتفرجون على الشعب يموت ويذل ويظلم نتيجة استبدادهم بالسلطة والاستقواء على الناس بتجويعهم، والشعب هو المسؤول والمسؤولية الكبرى في الوقوف الى جانب أولئك الساسة المجرمين الذين لا همّ لهم إلا كيفية إخضاع الناس لسلطتهم وتسلّطهم، فعلا نحن في العهد القوي على الناس، العهد القوي على إلغاء الآخر وقضم حقوق طائفة أساسية ومكوّن من مكونات وجود لبنان وان كان هذا العهد القوي يظن بأنه يستأثر بحقوقنا فهذا في خيالهم فقط وتقع المسؤولية الكبرى على المسؤولين السياسيين والدينيين في الوقوف بوجه المؤامرة التى تطال المكوّن الأساسي في لبنان.



الى متى سنبقى في هذا الحال؟ وأي عيد يطلّ علينا والإنسان جائع فلا يجد قوت يومه ومريض فلا يجد دوائه ولا مستشفى ترعاه، يتلوى من حرارة الطقس لفقدانه الكهرباء وعطش لعدم وجود الماء؟!

داعيا الله سبحانه وتعالى أن يفرج عن هذا الشعب مما هو فيه وأن ينتقم ويسقي كل مسؤول من كأس الذي شربنا منه، فالله هو المنتقم الجبار وهو الرحمن الرحيم بعباده.