بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تموز 2018 12:05ص العلماء متحدثين عن فلسطين والأقصى: القضية الأولى ولا بد للشباب أن يتفاعلوا معها ولا يهملوها

حجم الخط
أكدت الأنباء الواردة من القدس الشريف على أن حجرا صخريا ضخما من حجارة سور المسجد الأقصى من جهته الجنوبية الغربية قد سقط بداية الأسبوع الجاري، ما أثار امتعاض وحفيظة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة المسجد الأقصى، وخشيتها من أن تتبعه انهيارات أخرى، نتيجة الحفريات الإسرائيلية الجارية في محيطه.
وقد سقط الحجر من الجهة التي شهدت هدم «الخانقاة» الفخرية بجرافات الاحتلال عام 1969، كما شهدت العدوان على تلة المغاربة لإزالتها منذ عام 2007، فيما تنشط تحتها حفريات لجمعية «إلعاد» الاستيطانية، التي تحاول وصل حفرية «الطريق الهيرودياني» في سلوان جنوب المسجد الأقصى بشبكة «أنفاق حائط البراق» تحت سور الأقصى الغربي.
هذا الأمر دفع مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين للقول أن الأمور لم تتضح تماما لما يجري مرجحا أن تكون الحفريات وراء سقوط الحجر، وإن الأوقاف الإسلامية تقوم بفحص الموقع، لكن بالتأكيد الحجر سقط نتيجة الحفريات والعبث في المنطقة بشكل عام.
كما صرح الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، بأنه قد توارد إليه معلومات خطيرة جدا من مختصين عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى المبارك، قرب باب المغاربة، ما يدلل على نشاطات سرية وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط المسجد الأقصى المبارك خاصة في منطقة القصور الأموية أسفل منطقة مبنى المتحف الإسلامي.
هذ الأمر على خطورته، يدفع بنا إلى السؤال بجدية عن مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين  وخاصة الشباب، ولذا قمنا بجولة على العلماء والدعاة وكان هذا التحقيق:

غندور
{ بداية القاضي الشيخ زكريا غندور قال: قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وهو في الأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}.
تلك الأرض المباركة إلى السموات العلى فرضت في تلك الليلة فريضة الصلاة على المسلمين، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم من  آيات ربه الكبرى ليعود إلى الأرض بعزيمة اقوى وإرادة صلبة ليواجه الشرك بانواعه والكفر حيث كان العدو داخلاً وخارجاً يحارب النبي صلى الله عليه وسلم بحقيقة يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون.
واضاف: نتطلع اليوم إلى القبلة الأولى ومقالة بعض قادة العرب لتذهب قضية فلسطين إلى الجحيم ولم يعد يأبه لفلسطين ولا بابناء فلسطين ولا بالأرض المقدسة ولا بالقبلة الأولى والأرض المباركة، هل أصبح الآن قادة العرب يتسابقون لصلح اليهود وبناء العلاقة الوطيدة بينهم متعاهدين لحرب الإسلام واهله ونصرة الكفر وأدعيائه.
نتطلع اليوم كمسلمين إلى تفقد أين الإسلام في حياة المسلمين، أين قادة العرب، أين سلاحهم، أين جيوشهم، هل اعدت لضرب الوطن العربي كلّه، ها هي بلاد الشام قد دمرت واليمن وليبيا والعراق وما بعد من مؤامرات أخرى لضرب باقي الوطن، كل ذلك لمصلحة اليهود وشعوبه، وقادتنا من كل الأصناف في غياب عن الأمر، أين الوحدة، أين جيوش الإسلام التي شعارها  الله أكبر هل دخلت فلسطين في التاريخ وأصبحت ذكرى لابنائنا...
واضاف: هل سيبقى هذا التاريخ لابنائنا ليقول ابناؤنا ماذا فعل آباؤنا، نعم نتطلع اليوم ماذا نقول للأجيال إلا اننا لا نجد سوى ان نقول لهم باع آباؤكم الدين وتخاذلوا، أيها الشباب عودوا إلى دينكم الذي فيه عزتكم لتوحيد الصفوف ووحدة الكلمة بشعار واحد (لا إله إلا الله محمّد رسول الله).
ماذا نقول للأجيال، ماذا سيكتب التاريخ عنا، اننا أسوأ أمة تمر على ظهر الأرض بعد ان تخلت عن دينها بعد ان ناصرنا المنكر وحاربنا المعروف ولبسنا ثوب الذل وتركنا ثوب الكرامة، ماذا سيقول التاريخ عن أمة تمزقت راياتها وصفوفها وتحكم الهوى بها، نقول لهم أن التاريخ ذكر لنا رجالاً رفعوا راية الحق ونحن نرى اليوم رجالاً هم اشباه رجال رفعوا راية الظلم والكفر والحقد.
وختم قائلاً: نتطلع إلى الأمة فنقول: متى ستستفيق متى تعود إلى القرآن كتاباً والاسلام ديناً والنبي الأكرم محمّد صلى الله عليه وسلم قائداً ونترك رايات الظلم والكفر والحقد ونذكر قول الله تعالى: {واذكروا نعمة عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً}. 
 هذا ما يجب علينا العمل به وتنشئة شبابنا عليه لنستعيد القدس.
عبد الله
{ أما الشيخ حسين عبد الله عضو المكتب الشرعي في مؤسسات محمّد حسين فضل الله قال بدوره: إن قضية القدس قضية مركزية وأساسية، وهي رمز ديني إسلامي وانساني ولان عنوان الصراع ومحوريته مظلومية الشعب الفلسطيني ما يستدعي ان نثقف شعبنا لحمل هذا الهم وهذه القضية وعدم التهاون فيها.
واضاف: عندما نتحدث عن القدس وفلسطين فإننا نتحدث عن مظلومية الشعب وخطر الكيان الصهيوني الغاصب وتاريخنا للقدس تاريخ حقيقي لا تاريخ مشوه، فغيرتنا على القدس ودفاعنا عنها غيرة على الحق وغيرة على قضاياها الكبرى.
وأشار إلى ان للاعلام دوراً كبيراً في تثقيف الشباب والكتاب والتحليل التاريخي أيضاً للعمل على عدم التطبيع مع إسرائيل ومواجهة كل الزحف الاستسلامي من قبل الأنظمة للمصالحة مع إسرائيل أو الرضوخ لها، هذا الأمر يجب ان يكون جدياً وستنعكس هذه الجدية ايجابياً على واقعنا ولا بدّ من التشديد على مسألة المقاومة المسلحة والثقافة الإعلامية هما السبيل الوحيد لكي نستعيد حقوقنا.
مرعب
{ اما الشيخ د. حسن مرعب المفتش العام المساعد للأوقاف الإسلامية قال: ان القدس فلسطين وبيت المقدس هما القضية المركزية في حياة كل مؤمن ومسلم وهذا الذي علينا ان نربي عليه الأجيال بان لا تغيب القدس عن اعيننا وان تبقى حية في قلوبنا رغم كل المحاولات التي يمارسها العدو الصهيوني من خلال نشر الفتن واشغال الشعوب ببعضها البعض بين حروب طائفية ومذهبية.
ولكن المسلم مع كل ما يصاب به تبقى هذه القضية هي قضيته وهذا واجبنا كموجهين للمسلمين وقد وعدت ان تبقى هذه القضية تأخذ الحيّز الذي تستحقه في كل مناسبة وفي كل خطبة وفي كل درس وان نربي عليها الأجيال وان نزرعها في نفوسهم.
واضاف: فالحرب اليوم م تعد حرباً عسكرية بل هي حرب إعلامية وحرب تغييرية، بل وحرب تحريفية، وهناك (يؤسفني ما قرأته منذ أيام وقد نشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 12/7/2018، والحديث فيها كان عن لبنان وحدوده فقط ذكر في هذه الجريدة بأنه يحدها من الجنوب إسرائيل وليس فلسطين المحتلة، وهذا تحريف للتاريخ والجغرافيا، فهذه فلسطين وليست إسرائيل فهذا الكيان الغاصب ليس له وجود في نظرنا ابداً ولن تكون له دولة ابداً وهنا اطرح هذا التحريف على الرأي العام للنـظر به وإعادة تصويبه بالشكل الصحيح.
وتابع: وهنا لا بدّ من ان نعيد النظر مرّة أخرى في طريقة تعاطينا مع القضية الفلسطينية بشكل جدي كثيراً بالماضي كنا نخرج في المسيرات احياءً لقضايا فلسطين العديدة والكثيرة، اما اليوم فلم يعد هذا موجوداً فالناس غائبة في همومها وفيما اصابها وابتلاها، فهنا لا بدّ من إعطاء أساليب أخرى جديدة تحاكي الواقع الذي نعيشه لاحياء هذه القضية ومن المعلوم ان كل فئات المجتمع اليوم تقضي معظم اوقاتها على وسائل التواصل الاجتماعي ومن هنا لا بدّ من إعطاء هذه القضية التوجيه المناسب والمؤثر من خلال مواقع التواصل لا سيما وان كثيراً من الدول المؤثرة تتابع هذه المواقع وما ينشر من خلالها.
وختم قائلاً: ولذلك علينا جميعاً ان نحمي هذه القضية من خلال كتاباتنا وصورنا لتبقى قضية القدس وفلسطين حية في قلوبنا وسنبقى نردد القدس عاصمة فلسطين الأبدية لن نغير ولن نبدل.