بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 أيار 2019 12:05ص القضاة مع اقتراب شهر الخير والرحمة: المطلوب إرتقاء النفوس إلى شرف التقوى

حجم الخط
أيام قليلة تفصلنا عن بدء شهر الصوم شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي قال الله تعالى فيه: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان}، وشهر رمضان هو شهر فضل عظيم ورحمة فقد قال أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر).

كما كان من دعائه صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رجب أن يقول (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا رمضان)، وجاء في الأثر أن الصحابة والصالحين كانوا إذا مضى شهر رمضان ظلوا يدعون الله نصف العام أن يتقبّل منهم صيامه، و إذا اقترب ظلوا يدعون أن يبلّغهم الله رمضان الذي يليه.

فشهر رمضان يفرح المؤمن لمقدمه حيث تغفر الذنوب وترفع الأعمال الصّالحة لله سبحانه وتعالى فيضاعفها أضعافاً مضاعفة، بجانب الصيام الذي يجزي الله به، ويخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء في الحديث القدسي من قوله تعالى: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» متفق عليه.

ولكن يبقى السؤال... كيف نستقبل هذا الشهر الكريم..؟

وكيف نستعدّ لنكون على مستوى هذا الشرف العظيم..؟

القاضي غندور

{ بداية قال القاضي الشيخ زكريا غندور: تطلُّ علينا بعد أيام أجواء شهر كريم أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، انه شهر القرآن، شهر التراويح، شهر العودة إلى الله تعالى لنعيش في رحاب رمضان الخير والإلفة والمحبة لنصل إلى الهدف السامي الذي حدّده القرآن {لعلكم تتقون}.

وأضاف: أجل ان رمضان المبارك يختلف عن غيره من الشهور ولياليه تختلف عن غيرها من الليالي، كم نتمنى أن نعيش الإحساس مع الفقير والمسكين ويسمو احساسنا لنعيش الألم مع اخوتنا والمعذّبين في الأرض لنسمو بتحقيق وحدة المسلمين في المعنى الرفيع تحقيقاً لوصية النبي الأكرم: «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تدَاعَى له سائر الأعضاء بالسهر والحُمّى».

وتابع قائلاً: رمضان هو الإحساس والشعور والإيمان ليس فقط أن نترك الطعام وبيوتنا مليئة بأنواع وإنما الهدف أن نتألم مع هؤلاء وأن نمدّ أيدينا لهؤلاء للأخذ بها عوناً ومحبة.

واختم قائلاً: المطلوب منّا مع اقتراب شهر رمضان أن نفهم فلسفة الصوم ليخرج ذلك الجيل الربّاني المتربّي على المعاني المذكورة ليكون رأس الحربة في وجه إعداد الحق.

القاضي الشيخ زكريا غندور


القاضي الكردي

{ اما القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي قال: يستقبل بعد أيام المسلمون في شرق الأرض وغربها شهر رمضان، شهر الخير والبركات، شهر التغلّب على الأنفس والأهواء، شهر السمو والارتقاء من الصفة البشرية إلى الصفة الملائكية فتصفو الروح وترتقي في المعاني الجليلة الموجودة في شهر الصوم الذي شرّعه الله تعالى لكل الأمم السابقة والرسالات السماوية حتى ختمت بالإسلام الذي أكمل ولم ينقص وجمع ولم يفرّق وجعل الأمم أمة واحدة فحفظ للإنسانية جميعها حقها في العيش الكريم وتحقيق المساواة الإنسانية بين بني البشر.

وأضاف: ومن هنا كان شهر رمضان، شهر المواساة بين النّاس والتعاطف والترابط بين الأغنياء والفقراء، فيصبر الفقير على الجوع ولا يسأل إلا الله ويعرف الغني معنى الجوع فيذكر الفقراء فيكون معهم بالإحسان والانفاق، ولهذا علينا أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالإقبال على الله وزيادة الهمّة في الطاعات.

وتابع قائلاً: ان الاستعداد لذلك الشهر المبارك يتطلّب من المسلم التخلّق بأخلاقه واتباع منهجه والتعرّف على الأمور الخاصة بالصيام وادخالها في الذات بحيث يتم تطبيقها تطبيقاً جيداً في رمضان للوصول إلى الهدف الأسمى للصيام وهو التقوى، فعلى الإنسان المسلم في هذا الشهر الفضيل أن يطهّر نفسه من كل صفة أو فعل نهى عنه الشرع، وأن يبتعد عن كل ما يكدّر صفو صومه وصفاء روحانيته من صفات وأفعال مؤذية أو مذمومة شرعاً بالنسبة له وللمجتمع الذي نعيش فيه.


القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي

القاضي شحادة

{ أما القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة فقال: ان شهر رمضان من أعظم الشهور التي فضّلها الله تعالى فجعله شهر الصيام والعبادة والطاعة وفيه يباهي الله بعباده الملائكة، وينبغي على كل مسلم أن يستحضر فيه قِيَم وسلوكيات هذا الشهر المبارك.

وأضاف: ان من الأمور التي تجعل من الواجب على المسلم أن يستعد لاستقبال هذا الشهر الكريم يتطلّب التوبة النصوح وتعويد الذات على طاعة الله والتخلّص من السلبيات الضارة والتخلّق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع منهجه لأن الصوم حركة انتفاض على الذات والمؤثرات، ولأن الإنسان لا يخسر من دينه خسارته بالإصرار على المعصية وهذا يعني انه على رأس ما يجب التخلص منه استعداداً لهذا الشهر هو التخلّص من شراهة الذات وطلبها للشهوات، فإذا تخلّص الإنسان من الحرص على المعصية كانت جميع السلبيات في طريقها إلى الزوال.

وتابع: كما ان الاستعداد لهذا الشهر يوجب على الإنسان أن يعرف حدوده وأن يتحفظ من السيئات وذلك حتى يحقق من صيامه بعد ذلك في هذا الشهر الكريم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصيام جنة وحصن من النار» مؤكداً ان الاستعداد لذلك الشهر المبارك يتطلب من المسلم التخلّق بأخلاقه واتباع منهجه والتعرّف على الأمور الخاصة بالصيام وادخالها في الذات بحيث يتم تطبيقها تطبيقاً جيداً في رمضان للوصول إلى الهدف الأسمى للصيام وهو التقوى.

وأضاف: ان شهر رمضان الذي يحفل بكل معاني الرحمة والبركة والغفران هو شهر العتق والمسامحة لذلك يجب على المسلم أن ينظر إليه نظرة مخصوصة تليق بمكانة هذا الشهر المبارك الذي هو شهر الله تعالى، لقوله تعالى في الحديث القدسي: «الصوم لي وأنا أجزي به»...

فعلى الإنسان المسلم أن ينتهز هذا الشهر ليطهّر قلبه من ادران التعلّقات السابقة بأن ينقي روحه من الكدورات المتلاحقة حتى يستفيد من المزايا والخصائص التي أكرم الله تعالى بها الصائمين وليكون الصوم له وقاية وحماية «الصوم جنة» وليكون الصوم له شفاء ودواء «صوموا تصحوا» ولينال الفرحتين للصائم وليدخل من الباب الخاص «ان في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون»... ان كل هذه المزايا وغيرها كثيرة سينالها الصائم يوم أن يلتزم بآداب الصيام وسننه، يوم أن يؤدّيه على الوجه الشرعي الصحيح وأن يراعي حرمة شهر رمضان «ليس الصوم من الجوع والعطش».


القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة