بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الأول 2019 12:02ص الكرامة في بلادنا.. ذنب لا يغتفر..؟!

حجم الخط
ماذا يقول المرء في بلاد أعوجّ حالها.. وساء مسؤوليها حتى باتت غابة متوحشة تطلق على نفسها كذبا مصطلح «المجتمع»..!؟

بلاد.. انقلبت فيها الموازين رأسا على عقب حتى بات الحق في نظر هؤلاء باطلا والباطل حقا، وكل من يأبى السير في هذا «الانقلاب القيمي» فهو مرذول ومرفوض..!!

ففي بلادنا نعيش في زمن العجائب... وفي أرض الغرائب..؟!

فالفاشل مكرَّم.. والجاهل عزيز... و«الأزعر» محبوب.. والخبيث مرغوب.. والمتعلّم مكروه.. والحرّ منبوذ.. والعفيف مرصود.. والناجح مطرود..؟!

وفيها يُصفق للفاحش البذيء ويُهدى أعذب الكلمات... بينما يُصرخ بوجه أصحاب «الحياء» ويعامَلون بالإهانات...!!

على أرض بلادي... تـُعدّ الخطط لتشويه الحر الكريم.. وتعقد اللجان اجتماعاتها لتعليق الأوسمة على صدر الخائن اللئيم...!!

وفي بلادنا.. غرف اجتماعات كثيرة مهمتها الوحيدة أن تستنبط المصلحات البديلة لكل منكر لتغرسها في العقول، فالفساد «تمشية حال».. والرشوة «إكرامية».. وظلم الناس «حفاظ على المكتسبات».. والتعصب «تديّن».. والتمذهب «تقوى»...؟!

في بلادنا - وألف أه من بلادنا – لم يعد من حق الإنسان أن يتعلم.. وإن تعلّم فليس من حقه أن يعمل.. وإن عمل فليس من حقه أن يتميّز... وإن تجرّأ وارتكب «جريمة التميز»... فليس من حقه أبدا أن يطمح بحياة كريمة...؟!

نعم... أيها السادة... إن الكرامة الإنسانية في بلادنا جريمة لا تغتفر وذنب لا يُسامح فاعله بل سينال بسببه أشدّ أصناف العقاب وأسوأ أنواع التوبيخ..!!

إننا نعيش في مجتمع، المسؤولون فيه يعملون بكل جهد وبكل سعي وبكل قوة.. ولكن للأسف ليس في سبيل تقدّم البلاد وكرامة وإنسانية مواطنيها.. فهم لا يبتغون النجاح فحسب، وإنما يريد مع نجاحهم ومكاسبهم ومصالحهم إفشال كل ناجح أو طامح أمامهم... وهؤلاء كلما نظرت إليهم قلت صدقت يا رسول الله إذ قلت: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاساً مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاساً مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مَفَاتِيحُ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جُعِلَ مَفَاتِيحُ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ»..

أما «قنبلة الموسم».. فهي أن هؤلاء «المتشقلبون»... هم الذين يعلنون مرارا وتكرارا استغرابهم من وصول المجتمع بأفراده إلى هذا الحال من التردّي الكامل والشامل..؟!

والأنكى.. أنهم بعد ذلك يسألون بكل «جرأة»..؟!.. لماذا ثار الناس ولِمَ خرجوا إلى الشوارع ولمَ كفروا بحكمهم ونظامهم..؟!..
ألم أقل لكم أننا في زمن العجائب وبلد الغرائب..؟!