بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2018 12:05ص المؤسسات الرعائية في لبنان استعدت لرمضان

مشاريع ونشاطات وخدمات... والهدف نشر التكافل في المجتمع

حجم الخط
أيام معدودة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة وان الله جل وعلا قد خص شهر رمضان المبارك بمزايا خيرة وبفضائل نيرة فجعله شهر الإيمان والتقوى وشهر الفرقان والهدى وضاعف فيه الأعمال ورفع به درجات الصائمين.
وبما ان شهر رمضان هو شهر الرحمة والتكافل الإجتماعي تنشط المؤسسات الخيرية التي ترعى الأيتام وتساعد الفقراء والمحتاجين على وضع خطط تساعدها على تحقيق أهدافها التي ترجوها في شهر رمضان المبارك لتستطيع قدر الإمكان اطعام المساكين وأيواء الأيتام والمحتاجين.. وجذب عطف المحسنين لتؤمن حاجات هؤلاء على مدار السنة كيف تتحضر المؤسسات الخيرية لاستقبال شهر رمضان.
هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

مؤسسات الرعاية الإجتماعية
{ بداية قال مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان دار الأيتام الإسلامية معالي د. خالد قباني: ها هي المئة عام الثانية من عمر مؤسسات الرعاية الاجتماعية دار الأيتام الإسلامية، قد أطلت علينا مع بداية العام 2018، بعد ان استودعناكم مئة عام كاملة من العطاءات والنجاحات والإنجازات على طريق الخير، تمكنت فيها دار الأيتام الإسلامية أن تبنى صروحاً ومؤسسات آوت فيها من آوت من الأيتام، ورعت من رعت من الفقراء والمحتاجين، وعلمت من علمت ممن كان محروماً من حقه بالتعلم، وآزرت من آزرت، ودربت من دربت من أصحاب الإعاقة وذوي الحاجات الخاصة، وفتحت أبواب الأمل والعمل أمام النساء الأقل حظاً ممن لم تمكنهم ظروف الحياة من التمكن، وأعانت من أعانت من العائلات والأسر الفقيرة والمعدمة، واحتضنت من احتضنت من كبار السن وأعادتهم إلى دورة الحياة الطبيعية، وكل ذلك بفضل عطاءاتكم ودعمكم وثقتكم التي أثمرت وجعلت مؤسساتنا شجرة وارفة الظلال يستظل تحت فيئها أبناء مجتمعنا الأفقر والأحوج. أما عن خطة شهر رمضان فأشار إلى أن الشعار هو «رمضان همزة وصل».
رمضان همزة وصل بين الإنسان وربه، رمضان همزة وصل بين الإنسان والإنسان، رمضان همزة وصل بين الخير وفاعله، رمضان همزة وصل بين الدين والدنيا، رمضان يصل الأرحام، ويصل بين الغنى والفقر، بين المقتدر وذي الحاجة، بين القوي والضعيف، رمضان يشد النّاس إلى بعضهم البعض، حيث القلوب تتواصل، والأرواح تتناجى، والأفئدة تتعانق، وترتبط ببعضها البعض، كالخيط الرفيع الذي يربط ازرار القميص بأكمامه.
هكذا رأينا رمضان وصورناه هذه السنة، همزة وصل بين الكائنات والمكونات، بل همزة الوصل التي تجمع ولا تفرق، وحلقة الاتصال التي تربط بين المؤمن والمؤمن، والإنسان واخيه الإنسان.
رمضان، هو صفاء القلوب ونقاء الأرواح والتآخي، والتوافق على البر والتقوى والعمل الصالح.
وحول الزينة الرمضانية قال: ستكتسي كل الزينة الرمضانية الشارعية بشعار «رمضان همزة وصل» وستتألف من المجسمات؟.
- سينتشر في شوارع العاصمة مجسمان، اولهما يمثلان العائلة وحولها أشجار النخيل المباركة التي تثمر الرطب لتمثل عطاء المجتمع، وآخرهما زينة الأهلة المنيرة التي تمثل تدرج الهلال والقمر خلال شهر رمضان المبارك اما بألوان موحدة أو بألوان متعددة.
- الميداليات ستتخذ الميداليات 3 تصاميم تعبر كلها عن خيوط تربط عناصر مختلفة تحلق بها في السماء معبرة من خلالها عن شعار «رمضان همزة الوصل» والذي اختارته المؤسسات لحملتها الرمضانية هذا العام لتربط علاقة شهر رمضان المبارك بفعل الخير والعطاء والانسانية.
- زينة منيرة لمباني المراكز: ستتزين مداخل المراكز الرئيسية للمؤسسات بزينة منيرة مضاءة بألوان زاهية مصممة بشكل الهلال والقمر.
- زينة الأقمار: ستستخدم زينة الأقمار ذات اللون الأبيض الناصع في منطقة الروشة يتوسطها شعار «رمضان همزة وصل».
- زينة الأشرعة (جديدة): ستنتشر في شوارع بيروت زينة الأشرعة التي صممت بألوان مختلفة تحمل تصميم الأرابيسكو عليها شعار «رمضان همزة وصل».
- الإفطارات: افطار مرحباً يا رمضان - المركز الرئيسي، بالإضافة إلى العديد من الإفطارات في بيروت والمناطق. منها إفطارات الناشئة وافطارات الشباب وإفطار مسعف وافطارات الرعاية الأسرية، وافطار العائلة، وافطارات رمضانية داخل منازل أسر الأمان.
مؤسسات د. محمد خالد الاجتماعية
{ أما مؤسسات الدكتور محمّد خالد الاجتماعية فعن تحضيراتها لشهر رمضان المبارك قال المدير العام الشيخ أحمد دندن:
يدرك الكثير من الصائمين قيمة شهر رمضان المبارك، وما يضفيه من أجواء التسامح والتراحم والتكافل الاجتماعي في حياة المؤمنين؛ فيغتنموا أيام الشهر الفضيل في التنافس في تقديم وجوه الخير المتعددة، متواصين بقوله تعالى:ـ{.. وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج:77)، وقوله سبحانه: {.. وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ..} (الأنبياء:73)
ولما كان تقديم الخير نوعاً من أنواع الإحسان الذي أمر الله سبحانه وتعالى به في القرآن الكريم بقوله سبحانه {.. لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ..} (النحل:30)، فإنّ كثيرين استمسكوا بهذه الوصية، وجعلوها شعاراً لهم في شهر رمضان، حتى يكسبوا الأجر المضاعف لهذه الأعمال، إذ إنّ الأجور تتضاعف لشرف الزمانوهو شهر رمضان المبارك، كما أنّ الإحسان إلى النفس والأهل والناس وبرّهم يسمو بالروح ويصل إلى تحقيق أهم هدف من أهداف الصيام، وهو التقوى، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}  (سورة البقرة الاية 183)، والتقوى هي دافعٌ لكلّ بر ومانعٌ من كلّ شر، ورمضان مدرسة كاشفة تمحو أثر الماضي السيئ، لقول رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه».
وقال: لعلّ أبرز وجوه التقوى في هذا الشهر الفضيل التسامح والتراحم والتكافل الاجتماعي، فقد كان عليه الصلاة والسلام أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وهو أجودُ بالخير من الريح المرسَل». ولا يختلف اثنان من أن الإنفاق في سبيل الله هو الترجمة العملية لمعاني الإحسان في الشهر الفضيل، مع الحرص على أنّه لا بد من التحرّي والتدقيق في مستحقي هذا العطاء، والتأكد من وضع الأموال في موضعها الصحيح وبيد الأحوج لها. وهنا يكون دور مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية بأن تضع يدها بيد أهل الخير في مجتمعنا، ويكون لها دور الربط بين أهل الخير وأكثر الحالات الاجتماعية صعوبة وأهميّة، ليبادر إلى تقديم العون المناسب لها.
وقد أدرك كثيرون حقيقة هذا الدور للمؤمن الصائم خلال شهر رمضان المبارك، لا سيما في تأمين سبل التكافل الاجتماعي بين الناس، فاجتهدوا في هذا الوجه من وجوه الخير، بالتواصل مع مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية، والاستفادة من مجموعة البرامج التكافلية الاجتماعية والانسانية التي تقدمها المؤسسات، وإيصالهم إلى أكثر الحالات أهميّة، ليبادر إلى تقديم العون المناسب. وعبر السنين اعتاد أهل الخير على التواصل مع مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية لسهولة الوصول إلى الحالات الصعبة ممن ينطبق عليهم شرعاً شرط استحقاق زكاة المال والصدقات وكفارة الصيام ومختلف أنواع دعم أهل الخير.
وتابع: إذ يشكل شهر رمضان المبارك محطة رئيسية لشريحة كبيرة من أبناء مجتمعنا، ينتظرونه من عام إلى عام، يضيؤون له قناديل الفرح، ويسهرون ليلهم بانتظار زوار المحبة والانسانية، ليتباهوا في الصباح الباكر بما كان نصيب كل واحد منهم من الفرح والسرور، فهذا هو موسم رمضان على مر السنين، يد الخير لا تتوقف، تقدم بصمت، لا تسأل منّة ولا شكراً، وإنما تنتظر من الله العلي القدير حسن الاستجابة والقبول.
رمضان مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية لا يشبه شيئاً بقدر ما يشبه الخير بذاته، صفاء منبع الاسلام في صورة تواصل وتكاتف بين جميع طبقات المجتمع، ولكن بعد خلع ثوب الدنيا وارتداء زهد التواضع والخشوع لله وحده. الكل في صلة مع الله، وتتبع لآثار النبوة الصحيحة، في وقوف الإنسان إلى جانب أخيه الانسان.
وأضاف: منذ بدء أيام شهر شعبان توالت الحجوزات لدعوات إفطار رمضان لأطفال المؤسسات، حتى تتزاحم على مفكرة الشهر الفضيل، كلٌّ يسارع إلى استضافة الأطفال إلى مائدة الفرح والسعادة، والنشاطات المبهجة للأطفال، فقبيل موعد الافطار تتسارع الباصات والسيارات إلى الباحة الداخلية للمؤسسات تستعد لتنقل أفواج من أطفال المؤسسات كلٌّ في اتجاه لتلبية الدعوات الرمضانية، وكذلك تلتقي المؤسسات مع أهل الخير عبر أكشاك التبرع والزكاة والصدقة التي توزعها في مختلف نواحي مدينة بيروت، لتسهل عملية التواصل معها عبر موظفيها الذي يتولون عملية شرح الخدمات التي تقدمها المؤسسات والاجابة عن استفساراتهم، ولتسجيل كفالات الأيتام والنذور والصدقة الموطنة والصدقة الجارية وغيرها من أبواب الخير بالاضافة إلى توزيع كتيب هدية رمضان كعادتها في كل عام. والأطفال في طور التحضير لإطلاق نشيد جديد خاص بمؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية، بعنوان:» من حُلم محمد خالد»، كلمات وألحان الأستاذ أحمد قعبور. وسيتم الاعلان عنه رسمياً خلال حفل الأفطار الرئيسي.
صندوق الزكاة
{ في حين قال المدير العام لصندوق الزكاة الشيخ زهير كبي: ان صندوق الزكاة في لبنان التابع للمؤسسة الرسمية - دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية مؤسسة إنسانية، اغاثية، إنمائية وخيرية لا تبغي الربح وذات منفعة عام بموجب المرسوم الجمهوري رقم 3853/87، يقف إلى جانب الشرائح الاجتماعية الأشد حاجة كالأيتام والارامل والعجزة والمرضى والفقراء والمساكين وذوي الاحتياجات الخاصة والاسر المتعففة، يعمل بشفافية عالية وبكفاءة متميزة هدفه ان يحقق التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني ويقدم الخير للغير من خلال العديد من البرامج والمشاريع المؤثرة والفاعلة. وهو يرتقي بخدمة النّاس من خلال التركيز على التنمية البشرية، ويعطي الأولوية في الإنفاق على الأنشطة والمشاريع التي تحقق الأمن الاجتماعي والأمان النفسي للمحتاجين، مع الإشارة إلى انه يطبق مبدأ الرقابة المالية والإدارية بكل صدق وشفافية وبناء على ذلك قد حصل الصندوق على شهادة الجودة العالمية 2015 -  ISO9001 نظراً لمواءمة عمله للمعايير الدولية ادارياً ومحاسبياً وتنظيمياً.
ان المشاريع والبرامج والخدمات التي أطلقها ويطلقها صندوق الزكاة تأخذ بعين الاعتبار واقع المجتمع وواقع النّاس مع دراسة حاجاتهم ومتطلباتهم، ومن أهم البرامج التي سينفذها خلال شهر رمضان المبارك: أولاً - مشروع افطار صائم وهو من أنجح المشاريع الإنسانية الخيرية التكافلية التي ترسي عوامل الأمان الاجتماعي للأسر المحتاجة وتعتبر جسراً إنسانياً بين الصائم المقتدر والفقير المعدم.
وكل عام يحقق المشروع نقلة نوعية من حيث العطاءات والتقديمات التي تنوعت ما بين صرف مبالغ نقدية بموجب شكات بنكية ستصرف لجميع مستفيديه من الصرف الدائم قبيل شهر رمضان المبارك ولعدد من الأسر المستفيدة من الصرف الأولي، لترك الخيار لهم لانتقاء ما هم بحاجة إليه وما ينقصهم من مواد غذائية ولحوم ومواد أساسية تُلبّي حاجتهم في هذا الشهر المبارك وإغناء مائدة الإفطار، وما بين وجبات ساخنة وجافة ومواد غذائية ستشمل المسجلين في لوائح المساعدة من غير مستفيدي الصرف الدائم، وقد بلغ عدد المستفيدين من الافطارات في العام المنصرم 59771 صائماً.. تطوّر ملحوظ لمشروع «افطار صائم» من حيث العطاءات والتقديمات بعد التجاوب الفعال لأهل الخير معه.
ثانياً - استقبال وتوزيع كسوة العيد المخصصة للأسر المحتاجة وجميع الأفراد فيها، وقد استفاد من الكسوة في العيد المنصرم زهاء 570 أسرة.
ثالثاً - تجهيز الحصص الغذائية لتوزيعها مع بداية شهر رمضان وستشمل مستفيدي الصرف الدائم والأيتام والصندوق يدعو أهل الخير إلى دعم هذا البرنامج نظراً للحاجة المتزايدة للأسر المحتاجة في ظل الوضع الاجتماعي والمعيشي الراهن.
رابعاً: عيدية الفقير حيث سيوزع الصندوق العيدية على الأطفال المحتاجين والأيتام وبحسب تجاوب ومؤازرة أهل الخير لهذا البرنامج.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعا الصندوق الذين ملأ الله قلوبهم رأفة ورحمة أن يبادروا إلى كفالة اليتيم نظراً للأعداد المتزايدة لطلبات الكفالة ممن لم يجدوا من يكفلهم بعد. وسيستقبل الصندوق خلال الشهر الكريم طلبات المساعدات الاجتماعية الطارئة والمساعدات المرضية.
صندوق الزكاة سيواصل مسيرته بفضل الله عز وجل ثم بفضل أهل الخير والبر الذين كانت لهم اليد الطولى في دعم ومؤازرة مشاريعه وبرامجه الخيرية الإنسانية.