بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الأول 2017 12:06ص المفتون يتحدّثون عن أهمية التجديد في مجتمعاتنا الإسلامية

المطلوب فهم صحيح للدين يصل بنا إلى الخيرية التي وعدنا بها المولى تعالى

حجم الخط
أكد المفتون والعلماء أنّ المطلوب في هذه الآونة التحدّث بالأسلوب المناسب وباللغة التي تصل إلى الآخرين ويتفاعلون معها ويرتقون بها. 
ورأى العلماء أنّنا حين نتحدّث عن شرع الله وضرورة التجديد في أساليب التوجّه إليهم لا بد أنْ نعرف أنّ شرع الله ثابت ولا يتغيّر، لكن اللغة التي نتوجّه بها إلى الآخرين لندعوهم إلى شرع الله يُفترض بها أنْ ترتقي إلى مستوى هذا الشرع الكريم فنحن مطالبون بهذا الإرتقاء كي نستطيع تحقيق التواصل مع الآخرين. 
فالقرآن الكريم موجّه إلى الناس قاطبة أي إنّ الإشكالية ليست في النص، لكن في أسلوب شرحه وطرحه، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى التجديد في الخطاب الإسلامي وفي الدعوة إلى دين الله، فالتغيير والتطوير إنْ كانت الغاية منهما تغيير مادة النص أو أحكام التشريعات فهو غير صحيح... أما إنْ كان عبر تجديد أسلوب وبيان وعرض هذه التشريعات والأحكام فهو في محله.  فالداعي إلى الإسلام ينبغي أنْ يكون من المتفقهين فيه والمتمسّكين به في أقواله وأفعاله وكل تصرّفاته، فلا يظهر منه تهاون في أوامر الله ولا خروج عليه، كما لا يتساهل ولا يفرّط..
فالدعوة إلى التجديد ليست موجّهة هنا الى الاسلام الذي هو دين الله الكامل والخاتم وإنما هي دعوة موجهة الى أصحاب العقول وبالذات الدعاة لمراجعة أنفسهم في مدى فهمهم لكتاب الله عز وجل واستمساكهم بشرع الله وترتيب الأولويات ما يجب عليهم فعله وما يجب أن يبدأوا به، وهذه المراجعة هي بمثابة إعادة ترتيب عقل الداعية الذي بدوره يجدد للأمة دينها ويبعث فيهم روح الإخلاص لله والعمل بسُنّة رسوله  صلى الله عليه وسلم . 
ولا يلزم هنا أنْ يكون المجدد واحداً أو أن يستأثر به فرد معين.. بل قد يكونون جماعة وكلٌّ يجدّد في جانب من جوانب الدين حتى نصل في نهاية الأمر إلى تجديد شامل وعام يُعيد الأمة بأفرادها إلى مكانتهم التي أرادها الله تعالى لهم.
فالتجديد في حقيقته هو تجديد لأمر الدين ومكانته وسلطانه وليس تجديداً للدين نفسه، والمسلمون في حاجة إلى هذا التجديد في كل ميدان، ومن رحمة الله بالمسلمين أنّه يبعث مجدّداً على رأس كل مائة سنة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنّ الله يبعث الى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»..
المفتي الشيخ خليل الميس
{ بداية، قال مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس: نحن نحتاج إلى تشديد الهمة لإنفاذ المهمة، فليس في قدرتنا مواجهة كل ما يجري حولنا من دون أن نستعد لهذه المواجهة عبر الوعي الإجتماعي الذي يحملنا إلى الإجتهاد في أمور الدين والدنيا، فلا وعي بلا معرفة كل ما يحيط بنا من مشاكل وصعوبات. فإذا كنّا أهل دنيا فهل نحن نصنع قرار الدنيا في العالم وإذا كنا أهل دين فهل نحافظ عليه كما تبلغناه من الصحابة والتابعين. 
نريد الهمّة لأجل المهمّة ومهمتنا الدين والدنيا، فلا دين بلا دنيا ولا دنيا عندنا بلا دين، فهل نحن صنعنا قرار الدنيا بالآلة والبحث العلمي؟ 
وإذا كنا أهل دين كيف ننام والأقصى مغتصب والعالم الإسلامي بلا ولي أمر يرجع إليه؟ .. هنا مهمة مفكّري العالم العربي الإسلامي أن يمكّنوا ديننا من دنيانا وأن يتمكّنوا في الدنيا كي يمكّنوا الدين فيها.
اللدن
{ أما المفتي الشيخ أحمد اللدن مفتي راشيا فقال عندما يكثر الفساد في الدنيا والبُعد عن شرع الله وحالات الإنحراف الفكري والإجتماعي تصبح المراجعات ضرورية جداً وبخاصة عندما تتوالى المصائب والمشاكل الإجتماعية على رؤوسنا وهذا علامة على وجوب المراجعة فقال الله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون}. 
وأَضاف: كل ذلك علامات على ضرورة المراجعة، فأين نحن من أحكام الشرع الإسلامي في ما يدعو إليه إذا أردنا أن نحيا حياة طيبة، كما قال الله عز وجل: {ولو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}، وقال على لسان نوح: {فقلت استغفروا ربكم انه كان غفّارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا}، وقال أيضا {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.
المفتي خالد الصلح
{ أما مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح فقال: نحن بحاجة إلى العودة لكتابة الأحكام والتشريعات الإسلامية وليس إلى التجديد فيها لأن النص لا يبدّل ولا يتغيّر، ولكن تحليل هذا النص يرتبط بالظروف والمتغيرات التي تتعلق بالقضايا التي تحيط بنا والتي نعيشها، فالمسألة ليست مسألة تغيير وتبديل وإنما هي ترتبط بالتفسير وإعادة الكتابة ومراعاة المتغيرات. 
وأضاف: نحن أمة دعوة، والدعوة تتأثر بما يعبّر عنه الشخص في تفسيره لدعوته وفي إلتزامه سلوكيا بكل ما دعا إليه الإسلام وبكل ما يدعو هو إليه، فمن غير المعقول أن ثمة تناقضا بين ما يعيشه الإنسان وبين ما يتحدّث عنه أو يدعو إليه كما يجب أن يراعي الداعية ظروف البلاد والإلتزام بأن تكون دعوته ملتزمة بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحن في الدنيا نحتاج إلى التجديد فكلما طبّقنا شرعة الله وصلنا إلى بر الأمان وابتعدنا عن المهالك.