بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آب 2021 12:00ص المفتي قباني في تأبين ورثاء أخيه المفتي المَيس

حجم الخط
أخي مفتي زحلة والبقاع سماحة الشيخ خليل الميس رحِمَهُ اللهُ تعالى أخٌ عزيز ومُحب وكريم، حكيم وعالم وعاقل، يُفكّرُ بعُمقٍ وبُعدٍ وحكمة، مُحاوِرٌ ومُناقشٌ جَيّد، لا يعرف المُواربة وهو بالتالي لَـم يُمارسها في علاقاتهِ معَ إخوانه ولا مع الناس، مُحَدّثٌ جيّد، وَمُدَرِّسٌ بارع في المدرسة والمسجد والجامعة، ومُنفَتحٌ في تفكيره مع الآخَر مع تمَسُكه بثَوابت الإيمان والإسلام والتّقوى، تقيّاً نقيّاً صالحاً يبتغي في عمله وعلمه وجه الله تعالى بإخلاص، متواضعاً لا رياء عنده ولا عُجب في النفس، محباً فـي علاقته مع إخوانه، عرفته أيام الدراسة في خمسينات القرن الماضي عام ١٩٥٨م في طلب العلم معاً في أزهر لبنان المعهد الشرعي الثانوي التابع لدار الفتوى ولمفتي الجمهورية اللبنانية مباشرةً الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى وكان أستاذنا فيهِ في المنطق وأصول الدين، وعرفته أيضاً في السِّتينات في طلب العلم معاً في جامعة الأزهر الشريف في مِصر، وكُنّا رُفقاءَ معاً في التفتيش عن المكتبات والكُتُب عامةً والقديمة منها خاصةً في أوقات ذهبية بالنسبة لنا في البحث عن العلم ومراجعه خاصّةً بجوار الجامع الأزهر الشريف وسور الأزبكية وسط القاهرة ودار الكتب المصرية وشراء الأهم منها، ونبذل فيه ما ادَّخَرَه كلٌ منّا من جُنَيهاتٍ وقُروش، ولذلك كانت مكتبة كل منّا الخاصة متعدّدةَ القِطَعَ والأقسام وكبيرة جداً وعامرة بالعلم والمعرفة الواسعة والحمدُ للّه، وكان مديراً عاماً لأزهر لبنان حتى آخرَ حياته الدنيا وتولّى منصبَ مفتي زحلة والبقاع وكان رئيساً لمجلس أوقاف البقاع، وتولَّى التدريس في المعهد العالي للدراسات الإسلامية التابع لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وبرَع أخي سماحة الشيخ خليل المَيس رحمه الله تعالى في فقه الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى حتى سمّاه إخوانه فقيه الحنفية، وله كثير من المؤلفات والتحقيقات العلمية في كتب التراث العربي والإسلامي، وشارك في المجامع الفقهية العربية والإسلامية والدولية، وكان عضواً في مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، وشارك في مؤتمرات عدة وكثيرة وكان فعّالاً في حضورِهِ فيها، وكانت أخوتنا معاً متسمة بالمحبة والصدق والإخلاص وتبادل الرأي الحصيف، ومحبة العلم والتعاون في خدمةِ الإسلام والمسلمين والحمد للّه، وبنى المؤسّسات العلمية والدينية الكبرى لأزهر لبنان في البقاع فرع جامعة الأزهر في البقاع وهوَ ثمـرة جُهدهِ وجهادهِ في خِدمة الإســلام وطلاب العلم والمسلمين، فجزاهُ الله تعالى خيراً عمّا صَنَع وزادهُ من فضلِـهِ على مَا قدّمَ من عملٍ صالح وأجزل له الثواب، وجعله في رفقة النبي محمدٍ صلّى الله عليهِ وسَـلَّـم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصِدّيقين والشهداء، واللهُ عندهُ أجرٌ عظيم، وجعله الله تعالى له ولمن بذل معه صدقات جارية من عملهِ وعملهِم الذي لا ينقطِع إلى يوم القيامة.



المُحِب د. محمد رشيد راغب قباني

مفتي الجمهورية اللبنانية السابق