بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تشرين الأول 2017 12:03ص تعاملاتنا مع الشباب

حجم الخط
إنّ الناظر بعين التدبّر إلى عهد النبوّة يجد أنّ النبي  صلى الله عليه وسلم  قد رَبّى جيلاً مؤمناً و ملتزماً بمفاهيم وقيم الإسلام، وكان الغالب في هذا الجيل شريحة الشباب، وذلك لأنّ عادة ما يتفاعل الشباب مع كل جديد، وهم أكثر الناس تأثّراً، وأسرعهم استجابة، وأشدّهم تفاعلاً؛ بخلاف جيل الشيوخ الذين ـ في الغالب ـ ما يقفون حجر عثرة أمام أي تغيير أو إصلاح، وأشد الناس تمسّكاً بالقديم، ورفضاً للحديث والجديد.
ومن هنا كان للشباب دور رئيس في الإلتفاف حول الرسول محمد  صلى الله عليه وسلم  ودعم ما جاء به، والدعوة إليه والدفاع عنه، وكان للنبي اهتمام خاص برعاية الشباب وتربيتهم وإعدادهم لتحمّل المسؤوليات الكبيرة، فما هي القواعد التي ربّى عليها النبي  صلى الله عليه وسلم ، شباب الجيل الأول؟ 
هناك عنصران أساسيان.. الأوّل التربية المتوازنة: فإنّ النبي  صلى الله عليه وسلم  رَبىَّ الشباب على التربية المتوازنة القائمة على الموازنة بين العاطفة والعقل، الروح والجسد، العلم والعمل. وهذا التوازن الدقيق هو المنهج السليم في التربية، فقد كان النبي  صلى الله عليه وسلم  يقف ضد كل توجّه غير صحيح، أو تفكير خاطئ، أو ممارسة سلبية؛ من ذلك ما روي عنه أنّه قال: (إن لأنفسكم عليكم حقا، فصوموا وافطروا، وقوموا وناموا، فإنّي أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، فمَنْ رغب عن سنتي فليس مني) وهكذا ربَّى النبي  صلى الله عليه وسلم  أصحابه على التوازن بين متطلبات الجسم ومستلزمات الروح، سعيا للوصول إلى طريق الحق والخير والصلاح.
والثاني الرفق بالشباب: حيث تعامل الرسول  صلى الله عليه وسلم  برفق مع الشباب، وهذا ما زاد في إعجاب الشباب بالنبي  صلى الله عليه وسلم  والتفافهم حوله، وقد مدح القرآن الكريم تعامل النبي  صلى الله عليه وسلم  مع الناس باللين والرفق، يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
والمطلع على سيرة النبي  صلى الله عليه وسلم ، يجد الكثير من الأمثلة التي تدل على رفقه  صلى الله عليه وسلم  بالشباب، منها: أنّه كان إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده، ومنها أنّه كان إذا حدث الحديث أو سئل عن الأمر كرّره ثلاثا ليفهم ويُفهم عنه، ومن هذه النماذج يتّضح لنا رفق رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بالشباب وتعامله معهم بكل لطف وليونة، وهذا ما يجب أن يتصف به الدعاة والعلماء والأهل إذا ما أرادوا استقطاب الشباب والتأثير فيهم، وكسبهم نحو التديّن الصحيح والسليم ومنهج الإسلام.



أخبار ذات صلة