لا شك أن ظهور شبكة الإنترنت وما رافقها من تطورات أسيء استعمالها كالمواقع المسيئة والأفكار الفادسة و الألعاب الخطيرة والمدمرة... يستوجب علينا جميعا أن نعلم أن أمر التربية لم يعد فقط تعليم الأبناء أمور وتعاليم الدين وبعض الاخلاقيات... وإنما أيضا غرس المفاهيم الصحيحة والمعاني السليمة للنصوص حتى لا ينجروا وراء التفسيرات الخاطئة التي تستدرجهم إلى هنا أو هناك..
وانطلاقاً من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، - قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..».
نقول إن تربية الأبناء مسؤولية كبيرة إزدادت خطورتها في عصرنا الحالي ولم تعد كما في السابق مجرد توجيهات بسيطة، وعلى كل أم وأب أن يعلموا هذا الأمر.
فإن تغيّر أنماط الحياة ودخول كثير من المؤثرات على نفسية وعقول الأطفال يستوجب منا أن نعلمهم أن الصلاة ليست حركات وإنما منهج إيماني وسلوكي لا بد من ترجمته على أرض الواقع، وأن نعلمهم أن الصيام ليس امتناعا عن الطعام والشراب، وكذلك أن القرآن ليس للقراءة فقط وإنما للتطبيق والعمل على نهجه المبارك.
ومشكلتنا... أننا نزعنا كثيراً من قيم الإسلام بكل تفاصيلها عن حركة الحياة ثم قلنا التربية صعبة..؟!
فالتربية في عصرنا لم يعد من المسموح أن تكون مجرّد أقاويل نقلناها عن آبائنا وأبلَغنَاها إلى أبنائنا، ولم يعد من المقبول أن نفهمها صراخاً هنا وضرباً هناك وتعنيفاً في مكان ثالث، بل هي منظومة تربوية واجتماعية ونفسية وتعليمية وتثقيفية وبدنية وفكرية متكاملة، همّها الأول أن تخرّج لنا جيلاً سويّاً يعرف مقاصد دينه ومطالب الشرع ويسعى إلى تنفيذها على بيّنة، وعلى علم وفي الوقت نفسه يسعى إلى بناء عمارة الأرض بما أمر الله تعالى.
إن أولادنا بعضنا الذي يمشي على الأرض، فأحسنوا إلى أنفسكم وإلى أولادكم وأخرجوا للمجتمع من يَبنيه لا من يخزيه..؟!
bahaasalam@yahoo.com