بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 شباط 2020 12:02ص ثورة فكر...؟!

حجم الخط
في ظل «تسونامي» التغييرات التي تطال مجتمعنا من كل حدب وصوب، يطرح السؤال...

ألا نحتاج كمسلمين إلى ثورة فكر تعيد إصلاح ما فسد من مفاهيم ومعاملات وسلوكيات وقيم منذ عشرات - وربما مئات - السنوات..؟!

فالملاحظ أن قطار التغيير - الذي مرّ في محطات عديدة في مجتمعنا كما غيره من المجتمعات الإسلامية والعربية - للأسف لم يتوقف عند الفكر الديني وخاصة عند الدعاة، بل تخطّاهم وتركهم في «جمودهم وتقليديتهم» بينما كل ما حولهم سائر في طريق التغيير..

لسنا هنا بصدد الحكم على «التغيير» الحاصل، ولكن ما يعنينا أن هناك تغييرا يحدث والفكر الديني في مجتمعاتنا - وخاصة لبنان – ما زال رافضا لأي مراجعة أو تقييم أو تجديد في الأساليب والأدوات والأفكار..؟!

ونتيجة لما سبق... ظهر بيننا من الشباب من بات رافضاً لكل فكر ديني... ولكل دعوة دينية.. ولكل عمل ديني... بل ولكل خطاب ديني.. والسبب تلك «السمعة» التي تركّزت في عقولهم، من أن هذا الخطاب متأخّر ومتراجع وعاجز عن مواكبة التغيير الحاصل في المجتمع..!؟

فشباب اليوم.. لا يريد الوعظ الجاف، ولا الفكر التقليدي، ولا الأسلوب المتوارث في الخطاب، وإنما يبحث عن كلمة تدخل إلى قلبه وتحاكي فكره وتستفزّ ملكاته بالأدوات العصرية المتاحة أمامه ليكون عنصرا فاعلا ومنتجا وبنّاء في محيطه..

ولذلك نحن بأشدّ الحاجة إلى «ربيع دعوي» يقضي على تلك الشوائب التي استوطنت..!؟

وهذا الربيع لا يكون إلا «بثورة فكر» تبدّد الغيوم وتفسح المجال لشروق «شمس التفاعل الحقيقي» مع هذا الدين العظيم..؟!

نحتاج إلى «ثورة فكر» تصلح المسار في ميدان الدعوة، كما نحتاج معها إلى صبر وجهاد وقوة وعمل وقرار حاسم، لإعادة تأهيل ميدان الدعوة في نظر المسلمين..!؟

نعم.. نحتاج إلى فكر ينصف المرأة بحق، فلا يحرمها ولا يبالغ في التعاطي معها..

فكر... يشارك في توعية الرجل وتنمية قدراته لا في تجهيله والحد من ملكاته..

فكر.. يرشد الشباب التائه ويرسم لهم معالم المستقبل بشكل سليم... لا ينفّرهم ويوبّخهم ويعتبرهم خارجين عن جادة الصواب..

فكر... يرعى الصغار ويحتضنهم ويحسن مخاطبتهم... لا يهملهم ويقسو عليهم..؟!

إن الرضا الحاصل من حولنا بالركود والجمود والتحجّر في الفكر الديني السائد في المجتمع لن يترك إلى كوارث ستنفجر في وجوهنا جميعا في المستقبل... فهل من نازع لفتيل الإنفجار قبل فوات الأوان..؟!