بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الأول 2018 12:02ص ثوروا على شخوصكم المريضة

حجم الخط
اسمحوا لي أن اقول... نحن أمام حالة مرضية جماعية.. استفحلت آثارها في المجتمع حتى أصابت كل الفئات والمستويات وأصبح التخلص منها أمر عسيرا..!؟
والعسر هنا ليس في العلاج.. ولكن في المرضى أنفسهم الذين ارتضوا الخمول نهجا والتكاسل سبيلا والتواكل شعارا.
والعسر.. في نفوس استحكمت فيها (الأنا).. والتصقت بها (المصلحة)... وامتزجت بأصل تكوينها (الشخصانية)..؟!
ولا سبيل للخلاص من كل هذا التردي الذي استوطن أوضاعنا وأعمالنا وأقوالنا.. سوى بإصلاح الذات أولا وثانيا وثالثا... ولن يكون الإصلاح إلا بالتطبيق العادل والشامل والصادق لكتاب الله وسنة رسوله  صلى الله عليه وسلم .. ولن يكون التطبيق لكتاب الله وسنة رسوله إلا إذا حققنا الثورة في نفوسنا على كل ما يخالف شرع المولى تعالى.
المشكلة اليوم أننا نثور على كل الأوضاع الخاطئة.. إلا على شخوصنا المعتلة..؟!
وأننا نرفض كل الإعوجاج من حولنا... ونبقي على عوج دواخلنا..؟!
نعم... نحن نحتاج قبل أي شيء إلى ثورة داخلية تعيد فطرة المتحدثين إلى طبيعتها.. وترجع الثقة إلى محلها.. وتثبت حسن النية من خلال حسن العمل.. 
ربما - وأقول ربما- تكون النوايا مخلصة..
وربما تكون الكلمات صادقة..
وربما تكون الدوافع صافية..
ولكن التاريخ البشري كله.. منذ بدايته وحتى اليوم، أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النوايا الحسنة والكلمات صادقة والدوافع صافية لا تبني أوطانا ولا تقوّم مجتمعات ولا تحدث إصلاحا... إلا إذا ترافقت مع العمل الجاد والمستمر والدؤوب المستمد من شرع الخالق جل وعلا..؟!
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، ألا يعتبر إذن - يا كل من يقرأ كتاب الله ويؤمن به - ضرباً من الجنون أن نسعى لتغيير القوم ونحن لا نريد أن نغير أنفسنا...!! 
أما إذا كنتم تصرون على  هذا العبث الفكري المريض... فلا جواب عليكم سوى قول الحق تبارك وتعالى {أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}..؟!

bahaasalam@yahoo.com