في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من تراجع عام وشامل على كل الأصعدة، نرفع الصوت عاليا لنطالب المسؤولين من كل المجالات بالعمل بكل جهد وإصرار والبدء فورا بخطة وطنية تحمي أبناءنا من خطر المخدرات الذي بات وبكل أسف اسهل شيء في بلادنا.. ؟!
وإذا أردتم التحديد فأنا اتحدث عن خطر «حشيشة الكيف» التي انتشرت بين الشباب حتى أصبح بعضهم يتفاخر ويجاهر بتعاطيه لها ، بل ويسعى لاقناع الغير بأنها مفيدة وصحية..؟!
وبغض النظر عن تلك الأصوات الشاذة التي تصور للناس تعاطي حشيشة الكيف وكأنه فضيلة من الفضائل، اسمحوا لي أن أسال أين دور الدعاة والخطباء والعلماء في مكافحة هذه الافة والتوعية باخطارها..؟!
وأنا أسأل... لأن الأيام السابقة جاءتني عدة اتصالات من آباء وأمهات يشكون لي تعاطي أبنائهم لهذا المخدر، وأن بعضهم يراها حلالا لأنها ليست مسكرة ولا تذهب العقل، بل يراها تساعد على تهدئة الاعصاب وتخفيف الانفعال عندهم...؟!
نعم.. لقد أصبحنا في زمن نرى فيه الشباب الذي من المفترض أن يكون عنوان العمل والنشاط والسعي والوعي.. يتعاطى الحشيش ويراه حلالا طيبا..؟!
الشباب الذي يمثل عنصر الحيوية في المجتمع ومنطلق التغيير الإيجابي وأعمدة بناء المستقبل... أصبحت قمة إنجازاته «جلسة كيف» تحلق فيه الادخنة فوق رؤوسهم..؟!، وكلما تحدثت مع أحدهم أجابك بنفس مريضة وبلسان الجهل (الحشيش ليس مسكراً)..؟!
حسنا اسمع إذن يا «مفتي زمانك».. إن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أنه نهى عن كل مسكر ومفتر، والمفتر كما هو معلوم وكما قال العلماء هو كل ما يؤدي إلى الفتور وإلى الارتخاء في الأعضاء وإلى الخدر في الأطراف، وهو محرم باجماع الأمة..
ثم هل الشباب والمجتمع يحتاج إلى حشيشة الكيف أم إلى إعمال العقل للتخلص من كل السلبيات التي استوطنت بلادنا...؟!
انتشار الجرائم.. ارتفاع نسب الطلاق.. اختفاء الابداع.. شيوع المشاكل.. تفشي العقوق.. استيطان الفوضى في البلاد.. مخالفات كل القوانين.. حوادث السير المميتة.. السرقات العلنية في وضح النهار.. الأمراض النفسية.. وغيرها من الكوارث... هل نحتاج فوقها انتشار المخدرات وغياب التوعية...؟!
أيها السادة... إن كل دعوة تحبب الخمول والكسل والضياع والهروب من مواجهة تحديات الحياة هي دعوة إبليسية لا دينية..؟!
وفي الوقت عينه... كل سكوت أو تغافل أو تقاعس أو اهمال لخطر انتشار الحشيش بين الشباب أو القعود عن مواجهته ورفض إعداد الخطط الفاعلة ونشر التوعية بأخطاره.. هو أيضا سلوك شيطاني ..؟!
فهل سنتحرك.. أم أن الضمائر يا ترى قد «تخدرت» قبل وصول هذا المخدر إلى أيدي الشباب..؟!