بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الثاني 2019 12:02ص حين نعتقل أنفسنا بأنفسنا..؟!

حجم الخط
كثيرا ما أتساءل بيني وبين نفسي... لماذا اعتقلنا بأيدينا فكرنا وجعلناه حبيس التبعية، رافضين وبفخر عجيب أن ينال حريته أو استقلاليته التي خلقه الله تعالى عليها..؟!

ولكن... يبدو أن «الموضة» اليوم هي آفة «الإمعية»، وهذه «الموضة» من مستلزماتها أن يكون صاحبها «متبرّعا؟!» بعقله وفكره لمن رآه أهلا، ولذلك تخلّى كثير منّا عن قيمته البشرية التي ميّزه بها الخالق سبحانه، وبالتالي أصبح بلا عقل... وبلا رأي.. وبلا أثر.. وبلا فكر... وبلا مكانة في محيطه ومجتمعه فاقدا كل تفاعل وتجاوب مع كتاب ربّه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم..!!

و«سوداوية» هذا الوباء أنه مغرٍ ومربح آنيا... ولكنه كارثي ومدمّر مستقبليا...؟!

فصاحبه يعيش أيامه مرتاحا من تحمّل المسؤولية... سعيدا بتبعات تغييب الفكر.. ومستفيدا من عملية تأجيره للغير..؟!

ولكن على المدى المستقبلي.. هو يغتال بجريمته تلك حياة أبنائه وأحفاده برصاص قاتل ومسموم..؟!

ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِيْ النَّعيم بِعَقْلِهِ... وأَخُو الجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَنْعَمُ

إننا وبكل أسف نرزح تحت صخور من «التراجع الفكري والحضاري» هي أشدّ ثقلا وخطورة من صخرة امرؤ القيس التي حطها السيل من علٍّ...؟!

وإذا ما استمرّ الوضع على ما هو عليه فسوف «ندفن» تحت هذه الصخور ونُنسى ونُهمل حتى يصبح وجودنا كعدمه..؟!

انظروا من حولكم أيها «المعتقلون طواعية» كيف نعيش.. وكيف نموت..؟!

تأمّلوا الأحوال والأوضاع في كل المجالات، هل ترون للكرامة إشارة أو للإباء أثرا..؟!

راقبوا التفلّت الضميري والإنساني السائد، هل تشعرون معه برغبة في العيش أم يا ترى... بحلم الهجرة وترك «الجمل بما حمل»..؟!

نعم.. كلنا مطالبون اليوم أن نفك «قيود الاعتقال عن أنفسنا بأنفسنا..؟!

كلنا مطالبون... أن نعيد إلى أنفسنا معاني الإنسانية التي أوهمونا ولفترات طويلة أنها رجس من عمل الشيطان..؟!

علينا أن نستفيق وأن نستيقظ.. وأن نعمل لإعلاء من قيمة الفكر والكرامة... وإلا سنصل إلى مرحلة نصبح فيها كالـ «مضاف إلى الشيء»... «نـُجرّ» كيفما أراد فلان أو علّان...؟!

وحينها لا يجوز لنا أن نلعن الظروف والأحوال... ولا أن ندّعي المظلومية والقهر... فربنا جلّ وعلا قد حذّرنا فقال: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}..؟!