بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2017 12:03ص حين يعتدي الجهلة.. على الإمام الشعراوي

حجم الخط
غريب جدا أن تكون إطلالة «مدعية» مصرية منذ أربعة أيام تقريبا على الشاشات لتقول أن إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي كان مثيرا للفتنة ومفرقا للأمة وداعيا إلى التطرف...؟!
والغريب أكثر .. حين سمعتها وسط هذا «العبث القولي» تمرر كلاما تنكر فيه فرضية الحجاب وترفض مطلقا تعدد الزوجات وغيرها من المسائل الدينية..!!
واسمحوا لي أن أقول أنني عجبت جدا جدا كيف يمكن لإمراة «جاهلة» أن تتهجم علانية على رجل كالشيخ محمد متولي الشعراوي وهو أعطى عمره كله للقرآن الكريم وكرّس كل طاقاته وإمكاناته اللغوية والسياسية والاجتماعية والمالية لخدمة هذه الأمة ولم يبخل عليها بشيء، خاصة أنها وبسبب جهلها الواضح وفي سبيل تمرير «رسائلها الإبليسية» للمشاهدين أنكرت علم الإمام الراحل وتفوقه وفقهه وبلاغته بل وعابت عليه التجديد الذي أحدثه من خلال خواطره حول القرآن الكريم في فكر الأمة الإسلامية واصفة إياه بأنه سبب لنشر الإرهاب..؟!
ولذلك أقولها صراحة..
كفانا عقوقا بحق علماء أناروا دروب الهداية أمام الأجيال..
وكفانا تجريحاً بكرامتهم.. ونهشاً بلحومهم.. وإنكارا لفضلهم.. وتنكيلا بتراثهم..
ولا يعتقد أحد أننا ننكر الاختلاف في الرأي، ولكن نرفض تماما أن يتحول هذا الاختلاف إلى عداوة تعتدي على الناس وخاصة العلماء، فتضيع الحقوق وتهان الأعراض وتبَدَّد هيبة العلماء في بلادنا  حتى يفتي الجاهل فيضل ويَضِلُّ الناس.
إن الأمة اليوم تواجه مئات التحديات وتعاني من آلاف المشاكل والأولى لنا إن - كنا مؤمنين حقا - أن نبحث عن كيفية الخروج من هذا النفق المظلم لا أن نتسابق لشتم أنفسنا...؟!
علينا جميعا أن نسعى - قادة وحكومات وشعوباً وإعلاميين - للدفاع عن العلماء والدعاة المسلمين الثقاة من أعداء الداخل قبل أعداء الخارج، ولا سيما تلك الأصوات الشاذة التي تبرز بين الحين والآخر هنا أو هناك فتكفّر وتفسِّق من تشاء من العلماء دون رادع أو حسيب..
وعلينا العمل قدر المستطاع على نشر تراث وعلم علمائنا المعاصرين الذين يعيشون بيننا حتى يعلم الشباب المسلم أن في بلاده وبين أفراد أمته علماء كباراً عاشوا حياتهم مجاهدين في سبيل تعريفهم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه  صلى الله عليه وسلم  وفي سبيل تقديم كل الحلول لما يستجدّ على الأمة من مشاكل وتحديات.


[email protected]